السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
يعيش الطفل في بداية حياته مراحل و فترات يكتسب منها خبرات و تجارب قد تكون جيدة و قد تكون سيئة فيكتسب منها سلوكات و معاملات قد تبقى معه طيلة حياته .
فالحياة الأسرية التي ينشأ فيها و المحيط الذي يحيا فيه يؤثر فيه و في سلوكاته إما إيجابا إو سلبا . فإذا كانت العلاقة داخل الأسرة علاقة تتسم بالاحترام و التعاون و التفاهم و الللين في المعاملة فيما بين الأفراد ، فالطفل سيكتسب حتما هذه القيم و سيتشبع بها و سيوظفها في مساره المعيشي داخل الأسرة و خارجها .
و إن كان الجو الأسري الذي نشأ فيه جو مشحون تكثر فيه المشاكل و الصراعات و السب و الشتم و معاملة الاب أو الأم له بقسوة و بعنف بدني فقد يكتسب الطفل سلوكات عدوانية قد تكون أحياناً مصحوبة بالقسوة و العنف أيضا . و قد يحمل هذا الطفل كراهية لأسرته و لمحيطه الذي نشأ فيه فيصب جم غضبه على كل ما يراه ليس مناسبا له ، و هذا ما يظهر جليا اثناء دخوله المدرسة ، فعندما يصبح تلميذا ، يسقط كل ما مورس عليه داخل أسرته على المدرسة و تجهيزاتها و على أقرانه و على المعلم أحيانا . فتنتقل الكراهية الناشئة من قسوة الظروف التي عاشها التلميذ داخل محيطه و أسرته إلى المعلم فقد يشبهه بأبيه و إلى مدرسته فقد يشبهها بمنزله و إلى رفاقه في الدراسة فقد يشبههم بإخوانه .
إن التنشئة الاجتماعي للتلميذ قد تترك في نفسه أشارا إيجابية كما يمكن لها أن تترك في نفسه أثارا سلبية و لهذا على المعلمين التعامل مع الحالات التي يمكن أن تصادفهم في صفوفهم الدراسية بكل حذر و وعي من أجل الأخذ بيد هؤلاء التلاميذ الذين لا ذنب لهم في ما حصل لهم من تشويه في سلوكاتهم .
و شكرا جزيلا .