قد لا نجد اليوم وسيلة إعلامية أو تثقيفية أو إرشادية ، مقروءة كانت أو مسموعة أومرئية إلا ويتم تخصيص برنامج يتناول قضايا الشباب ومشاكلهم وهمومهم .
وقد كثر في أيامنا هذه الحديث عن مسألة الحب ، وهنا تأتي القصص والحكايات ،وكل شخص يتحدث عما يحدث معه في هذه المسألة .
شابا يحب فتاة ولكن ؟!
فتاة تحب شابا ولكن ؟!
ويبدأ معها البحث عن الحلول ، بعد الحديث عن بداياته ومسيرته وكيف تعثرت العلاقة ولم تعثرت ، هل نترك ،هل نستمر ، ماذا أفعل ، أشعر بالتعب أشعر بالمرارة أشعر بالغدر والخيانة وهكذا ....
نعم نحتاج الحب نحن البشر ، لأن الله قد أودع فينا المشاعر والأحاسيس ، وقد خلقنا من لحم ودم ، ولكن !!هل نحن فعلا نمارس الحب في وقته المناسب ، وعند وجود وإكتمال عناصره ، أم أن الأمر لدينا بحاجة إلى توقف وإنتباه ؟
أجزم مع أني لست متخصصا في مجال الإقتصاد ، أننا لو وظفنا كل الإمكانات العقلية والمادية والبشرية اللتي نقوم الآن بتوظيفها
في البحث عن حلول للمشاكل الناتجة عما نسميه حبا ،وهو في كثير من الأحيان ليس بحب ، لأوجدنا الكثير الكثير من الحلول لكثيير من المشاكل المتعلقة بالقضايا المعيشية والقضايا التنموية لدى مجتمعاتنا .
أيضا فإنه وفي جوانب أخرى ، ومع وجود المراهقة الحسية والشعورية ، عند هذا الشاب وهذه الفتاة ، أنظروا في كثير من علاقات الحب والغرام هذه ، كيف انها فتحت طرقا كثيرة لكثيير من المشكلات بين العائلات مع بعضها البعض ، واللتي قد تتطور لتصل حد الجريمة والخروج عن القانون ، وهنا أيضا المجتمع يكون مضطرا لإستنزاف الكثيير من الوقت والجهد والإمكانات وذلك للحد من تبعات هذه المشاكل .
بمعنى آخر هناك إستنزافا كبيرا للطاقات والموارد والإمكانات المادية والبشرية والتنموية للمجتمع .
وهنا أرجع إلى هذا الشاب وهذه الفتاة ، وأقول أيضا أنهم يستنزفون وقتهم وعقولهم ومشاعرهم وأحاسيسهم ، بشكل يصبح مع الأيام والسنوات عامل توتر نفسي وعصبي وسلوكي.مما يكون له الأثر الأبلغ على حياتهم المستقبلية وبشكل سلبي .
وكما قلت سابقا فإننا بحاجة إلي الحب وعلاقات الحب ولكن هذا يجب أن يكون كما أسلفنا ، سليم في التوقيت ،وسليم في متتطلبات وجوده ، والأهم الأهم هو ألا ينشأ هذا الحب خارج حدود القيم وأخلاقيات المجتمع وديننا الحنيف .
ولذا فإن الحب وعلاقات الحب بنظري ، وأجدرها بالإحترام هو ما كان في إطار الشرع والقيم الإجتماعية ، وأقصد هنا أنه عندما يكون في فترة خطوبة بعقد شرعي ، أو بعد الزواج ، أما ما دون ذلك فهو بنظري إستهتار ولعب وتجرؤ على محارم وأعراض الآخرين .
أرجو أن أكون قد وفقت في طرحي والأسلوب اللذي تناولت فيه الموضوع ، ولا أخفي عليكم أن ما جعلني أكتب في هذا الموضوع ، هو موضوع كتب في المنتدي لفتاة عمرها 13 عام وتقول أنها تحب صديق أخوها .
يسعدني أن أرى ردودكم وآرائكم وتقييمكم للموضوع ، ودمتم بود وسعادة .