حثنا توفيق اليري
دخلت البويرة وقد اصابني التعب ونالني النصب، وهم براسي صداع كانه البركان يدفع الحمم من اعالي القمم ،حتى كانني ارى غمامة اسلندا قد هاجمت عيني، فلم اعد ارى ولا اسمع ولا احسب ولا اجمع ، واختلطت فما عقلت شئيا ،فامسك بي شيخنا جلال الدين البوسي، وهم بي الى عشاب فلم يسئله عن شئ غير انه اخد بعضا منها واشتراها ولم ادري ما هي فحظر لي مشروبا امر من العلقم واشد حرافة من دواء ازقم
فتهيجت منه بطني اشد الهيجان حتى غدت كانها الطوفان واشتدت علي الحمى فصرت اهدي بكلمات ثم نمت وكائني في سبات، فلما صحوت وانجلا عني الغم والهم وانطفاءة نار نفسي وهداءة اقبل الي شيخنا جلال الدين فقلت له الشكر لك على ما فعلت فقال ثمن الصحبة الوفاء وعلم الصبر الرجاء والمرض عرض ثم قال لي ويلك ما قلت وانت محموم فقلت بالله عليك خبرني فلست ادري
فقال انشدت بيتا من الشعر تقول فيه
ارى المنايا والرزيا ترقبني بكل باب..........تطرقني طوارقها وارى منها العجاب
تضيق علي الحوادث صارمات فهل ...........ارتاح يوما من شرها وتتفتح الابواب
وبعد الشفاء حللنا رحال السفر، واقتربنا من الديار ونحن نحترق اشد من النار، وعدنا للعاصمة بعد غياب ونعمنا بلقية الاحباب والاهل والاصحاب بعد رحلة ماتعة للشرق الحبيب وفضائه الرحيب
...................رابطة عشاق القلم.........................عضو3