من المُلام

[ابن العروب]

من المُلام


تاهت حواري القدس في سيل الزكام
ضجت شوارعها بالعرايا
بالسفور والفجور
أُبعد النساك والملاك
والزُهاد والتجار والعبّاد
أجبرتهم صطوة الظُلاَّم
وبلابل القدس هُجِرت طُردت شُرِّدت
لم يعد يُسمع هديل للحمام
وحلقت عربان صهيون
فوق المقابر والمآذن
ما زال نعيقها يملأ الأركان
نعم قد ضاعت القدس فمن المُلام
سوق العطارين تاه أيضا ...
لم يعد أريجه ذاك الأريج
فقد العبير والأنسام
وتلك القبتان كم تبادلت نَدبها
أبعد عز وبعد فخر ذوى سراجها
أبعد ذاك المجد بكارتها تُضام
آه يا معرج القداسة
ويا قداسة المعراج
حتاما السواد والحداد
ماذا نقول :
أوغاد باعوا المجد لأوغاد
فما عاد السيف لنا
ماعاد السيف لنا ولا الزند ولا الزناد
الهمة مقهورة والذمة مأجورة
وسيفنا لراعاة البقر أهداه الحكام
سور البراق يندب حظة
ما زال يحن لعمر أو صلاح
بكت المآذن كلها ... ولأجلها
ولأجلها بكت السحب وهطلت دموع الغمام
شوارع القدس العتيقة
باعتها الدول الصديقة
وبعد تَسيُّدٍ أضحت جارية رقيقة
دنست عتباتها أبوابها أروقتها
مُلئت رجساً والعُرب نيام
رباه أنت المُرتجى لقدسنا
فالمُحكمين فينا رضعوا النذالة واستقوا الهوان
إعتادوا الخنوع والركوع
أضحوا للغرب عبيد وأزلام
عزفوا عن الإيمان واتبعوا الشيطان
لملك زائل وكرسي وسلطان
أمسوا خصيانٌ مرتجفة
من وهنهم أضحوا للغرب قطيع من الأغنام
فلا قالوا ولا فعلو وما سجدوا ولا ركعوا
قد حولوا قبلتهموا علنا
وركعوا مخزيين لبريق دولار
على موائد اللئام
يا ويحهم وتعسا لهم
استبدلوا الحق بالأوهام
مالوا للإستسلام ثم قالوا
هذا سلام هذا سلام

يا قدس إن طال المدى
فالخير آت للفدى
صبرا فإن عَظُم الجوى
أو تعمق الجرح من الردى
فسيُبرق النصر وترفع الأعلام
أيا إخوتي لست أدري
هذه قصتنا فمن المُلام
أشعبٌ مكبلٌ مقيد
إن ثارت نخوته ...إن على صوته
نهشتة مقصلة الإعدام
نعم أشعب مشتت أم ثلة أرجاس
أذعنوا لغاصب مُحتَقرٍ
بحجة السلام
أيُلام شعبٌ مشتت القوى
أوجدوه غصبا ما بين سنديان انظمة هزيلة
وما بين مطرقة الجبروت والإجرام
وما زلنا حيرى أتستفيق قادتنا
من غفوتها من سكرتها
من سراب الأحلام والأوهام
لست أدري بعد هذا وذاك
من المُلام


بقلم
ابن العروب
10/4/2010