لي عس الدار راه سرّاق2

[matrixano02]

كارثة الكوارث

قال رئيس ديوان وزارة الداخلية الأسبق، لحسن سرياك، إن النائب العام السابق لمجلس قضاء العاصمة، عبد المالك سايح، يملك عشرات الفيلات في حي بوزريعة وسطيف وبرج بوعريريج وحتى في تونس وباريس. وقد جاء حديث السيد سرياك في سياق اتهامه للسيد سايح بالاستحواذ على كل هذه العقارات بغير وجه حق أو لنقل أنه نهبها.
المؤكد أن النائب العام السابق إذا كان يملك بالفعل كل هذه الفيلات، وإذا لم يكن قد ورثها عن جده وأبيه، فهو قد نهبها نهبا ومن موقع المنصب الذي كان يشغله، وبالتالي فقد كان يمارس أعمالا يعاقب عليها القانون، وهو الذي يشغل منصب المكلف بحماية القانون، بل يشغل منصب ممثل الحق العام، فأي مصيبة هذه التي ابتليت بها الجزائر؟
على كل حال وبعيدا عن مدى صحة أو عدم صحة ما كشفه رئيس ديوان وزارة الداخلية الأسبق، لأننا كإعلاميين غير مؤهلين ولا معنيين بالحكم على مثل هذه الكوارث والأوبئة، فإن المنتظر من النائب العام أن يرفع دعوى قضائية ضد فاضحه، وإلا فإن كل ما قاله سرياك صحيح. وإذا كان الأمر كذلك فإن القضاء الجزائري لم يكن لا نزيها ولا شريفا، كما ورد على لسان ''ناهب الفيلات''، في الرد الذي نشرته ''الخبر''.
لنتأمل في حيثيات هذه الكارثة حسب الوثائق المتوفرة، والتي نتمنى ألا تكون صحيحة رحمة بهذا البلد الذي دمّر مسؤولوه كل قيمه... الوثائق تقول إن رئيس ديوان وزير الداخلية الأسبق، لحسن سرياك، استحوذ على قطعة أرض بالمرادية، أعجبت على ما يبدو عسكريا يقول البعض إنه عقيد، ويقول آخرون إنه مجرد ضابط صف واسمه مهدي محمد العيد، فقرر افتكاكها من المستحوذ عليها، فجند لهذا الغرض جنرالا كان يشغل منصب قائد الحرس الجمهوري، هو الجنرال ذيب مخلوف، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق، علي بن فليس، بالإضافة إلى جهاز العدالة التي أصدرت أحكاما أقل ما يقال عنها أنها مضحكة وسخيفة سخافة المسؤولين الذين يتورطون في فضائح بهذا الحجم.
كارثة الكوارث أنه كان باستطاعة أمثال هؤلاء المسؤولين أن يستحوذوا على عشرات القطع الأرضية والفيلات الفخمة والقصور في حي حيدرة والأبيار وقسنطينة وعنابة ووهران وسيدي بلعباس وتلمسان وبكل المدن الجزائرية الكبرى، لكنهم فضلوا التصرف كالأطفال الذين يتشبثون ببعض اللعب دون الأخرى، فأساؤوا للبلد كل هذه الإساءات البالغة والمهينة... فهل بقي لعاقل أن يتساءل عن سر التدهور المتواصل لبلدنا الذي يختنق من يوم لآخر؟


المصدر :العربي زواق
2010-04-05

https://www.elkhabar.com/quotidien/?i...=20100404&PHP=