اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مقتفية الأثر الصالح
جزاكم الله خيرا
لكن أخي لو تفضلت لنا بسيرة موجزة للشيخ محمد الوهيبي وكلام أهل العلم عنه، فهو مجهول عندي
وبارك الله فيك
|
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة موجزة عن فضيلته
هو الشيخ الجليل والداعية العاقل الحكيم الدكتور/ عبد العزيز بن محمد الوهيبي مستشار وزارة الشؤون الإسلامية والداعية والخطيب رحمه الله من مواليد "القراين" بشقراء ، وتخرّج في كلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وعمل في سلك التعليم مدرسا للعلوم الشرعية ، وتتلمذ على يد كبار العلماء ، وكان قريبا جدا من الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام المملكة السابق – رحمه الله – الذي أوفده إلى كثير من المهام ، وأرسل معه رسائل نصح وإرشاد في الداخل والخارج ، وقد قام الشيخ الوهيبي بتغسيل الشيخ عبد العزيز بن باز عند وفاته ، والتحق الشيخ الوهيبي بالعمل بهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محتسبا في الميدان "متطوعا "والقى العديد من الخطب والمواعظ عن دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ثم انتقل للعمل في وزارة الشؤون الإسلامية معارا من وزارة التربية والتعليم ، حيث عمل مديرًا لمركز الدعوة والإرشاد بالرياض، فداعية ثم مستشارا للدعوة ، وكان من أبرز رجالات الدعوة في الحج حيث كان مكلفًا مع فريق الدعاة بالوزارة بالعمل في نصح وإرشاد ودعوة الحجيج والإجابة على تساؤلاتهم ، وكان له دور بارز في مجال الدعوة بإفريقيا ،وهو خطيب لجامع الأمير خالد بن سعود بالرياض.
وكل من يعرف الشيخ رحمه الله يعلم ما كان عليه من الإقبال على الله تعالى والإخلاص في العمل والاحتساب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إضافة إلى عقل راجح وحسن تدبير شفقة بالمسلمين أعانته كثيرا في إنجاح ما تصدى من مهام نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله.
وقال عدد من الدعاة لـ "المدينة" إن الشيخ عبد العزيز الوهيبي كان له سمته الخاص في الدعوة ، وممكن أن يطلق عليه الداعية المتخصص في الهُجَر والقرى والبادية ، وكان له أسلوبه السهل وحجته القوية ، وقربه من عوام الناس ، كما كان للشيخ الفقيد مكانته لدى العلماء وطلبة العلم ، فكان قريبا منهم ومن مجالسهم .وأكد المشايخ : أن الفقيد كان يعد من الدعاة الميدانيين من الطراز الأول ، لما منحه الله له من البساطة واللين ، والحكمة والاعتدال ، وقد تأثر الشيخ الفقيد بأسلوب وطريقة الشيخ عبد الرحمن آل الفريان في الدعوة .
وقال فضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة النبوية : "لقد خسرت الدعوة بوفاته واحد من كبار فضلائها وأجلاء عقلائها ورمزًا من رموز الحكمة والعلم وعبدًا من عباد الله الصالحين كذلك نحسبه ولا نزكي على الله أحدًا".
وقال الشيخ عادل المقبل رئيس هيئة الفاروق والفيصيلية والذي يعرف الشيخ منذ ثلاثون سنة ... وآخر لقاء جمعهم قبل ثلاث أيام وهو من قام بتغسيل الشيخ: "عرفت الشيخ منذ سنين عديدة داعياً إلى التوحيد حريصاً على نصرة التوحيد والموحدين في مشارق الأرض ومغاربها حريصًا على السنة فأراني الله عز وجل ما ثبت به قلبي وسر ناظري فأقول : أولاً إنا لله وإنا إليه راجعون : اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها .. إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإن على فراقك أيها الأسد أبا محمد لمحزنون رأيته قد أشار بسبابته بالتوحيد ومسواكه على لحيته وهي كانت رسالة أن الذي سعى ليعبد الله وحده في الأرض قد ثبت على لا إله إلا الله ..ولما حرص على السنة كان ذاك السواك على لحيته فهنيئا له تلك الخاتمة .
وقد شهدت جنازته حضورا مهيبا، تجاوز أكثر من 15 ألفا، توافدوا إلى مسجد الراجحي الذي أقيمت فيه صلاة الجنازة من كل مناطق الرياض، وامتلات قاعة المسجد بالمصلين وكذلك اكتظت قاعة الطابق الثاني، ولم يكن هناك مكان للسيارات في الساحات والشوارع المحيطة بالمسجد، وكانت الأعين تفيض بالدمع على الراحل الفقيد، والألسن تلهث بالدعاء له ولزوجته وبناته الخمسة .
ووصف الشيخ الدكتور عبد الحكيم العجلان الجنازة بـ"المهيبة" سائلا الله عز وجل أن يحتسبه من الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا , وقال الدكتور عبد الحكيم العجلان : لقد كان مشهد يفوق الوصف، جاء الناس من كل مكان لحضور صلاة الجنازة وتشييع الجثامين للفقيد وزوجته وبناته، وسار الكثيرون مسافات طويلة للوصول إلى المسجد وإدراك صلاة الجنازة.
ودعا الدكتور العجلان للفقيد وزوجته وبناته بالرحمة، ولبناته اللاتي يرقدن في المستشفى إثر الحادث بالشفاء ولزوجته الثانية وأبنائه وأهله بالصبر والسلوان، وقال: إن مشهد الجنازة يدل على حب الناس للفقيد رحمة الله عليه، ودوره الدعوي وكذلك مساهماته في الإصلاح والاحتساب، وجولاته الدعوية في داخل البلاد، وحب العلماء وطلبة العلم له، رحمه الله رحمة واسعة.
وكان الدعاة وطلبة العلم فجعوا بوفاة الشيخ عبد العزيز بن محمد الوهيبي "مستشار وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف وخطيب جامع الأمير خالد بن سعود بالرياض ، في حادث مروري اليم على طريق الرياض - الدمام ، وكذلك توفيت زوجته وثلاث من بناته ، وفي العناية المركزة خمس من بناته كن معه في السيارة.
وقد وقع الحادث عندما كان الشيخ الوهيبي مساء الثلاثاء الماضي متجها إلى الدمام لإلقاء سلسلة من المحاضرات الدعوية ، وقد شيعت جنازته من مسجد الراجحي بشرق الرياض ، وشارك فيها حشد كبير من طلبة العلم والدعاة والمشايخ ومحبو الفقيد وتلاميذه ، ومن عملوا معه في مجال الدعوة. وصلى على الشيخ عبدالعزيز الوهيبي وزوجته وبناته الثلاث رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته في جامع الراجحي بالرياض بعد عصر الأربعاء الموافق 3/6/1430 هـ سماحة مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله.
فرحم الله الشيخ رحمة المتقين الأبرار وسقى ضريحه صوب المغفرة والرحمات وأسكنه فسيح الجنات...