مات الطبيب، هلك المعلّم ....... (((عاش المواطنُ))) .

[يوسُف سُلطان]

عليكم السلام ورحمة الله
مات الطبيب، هلك المعلّم ....... (((عاش المواطنُ))) .

أعذُر المتسرع في الحكم على الموضوع ، ولكن تبًّا للإستعجال ..
قبل الآن ولأنني لا أحب أن أظلم
لم أكن متأكدا إن كان من العدل أن أتكلم عن المعلم والطبيب من منطق أني أهل لذلك ، أو من منطق أننا أهلٌ تربطنا قرابة ..... ولكني وجدت نفسي أنتمي لهذه العائلة من بعيد ومن قريب أو ربّما اكون منها فقد كنت تلميذا ولا أزال وكنت مريضا ولا أزال ...

كلنا حادث التشنجات التي كانت في حقنا وتباين التفاعل مع الامر بين مؤيد ومعاند وساخط ، ومنّا من قال "قيلوني برك" ، ولكن كان التلميذ والمريض الأقرب للصداع من الجميع ..
صراحة قد لا أكون في صف المعلم والطبيب من باب التعاطف أو الشفقة ولكن من باب العداوة التي بيني وبين السُلطة كشخص متهم ظلما أنه مواطن ... "وبيني وبينكم الشّهْ ..تستاهل السُلطة قرصَة من الأذن ، بل وأكثر من ذلك ركلة .. على وجهها الظالم"

..قال أحد أصدقائي يوما .. كل الناس تلعن الوطن إلا أخي الصغير ، لانه ولد البارحة(1)
.. لا أدري إن كان صديقي قد اعتزل الكتابة .. أم لا .. ولكني أعلم أنه سيحذف آخر عبارة في ديوانه التالي ..
فقد دخل مولود الأمس مشتركا في لعن الوطن (2) متذمرا من تأخر التلقيح وفساد الحليب المستورد من الصين وأخواتها ، لذلك ربما يقتصر التفائل والأمل على الذي ولد اليوم "مبروك على يماه"
ومن قال لي معاتبا أن المعلم له الفضل فيما أكتب لأنه هو من علمك هذا الحرف .. فسأقول نعم لولا أنه قبض ثمنه .. ودفعناه .

فلا فضل للمعلم ولا فضل للطبيب في بلادنا بما أنهم يسيرون بلا رسالة ، كل ما يحملانه هو ظرف رسالة فارغة إلا من طلبات لزيادة الأجور ، كتب على ظهرها عنوان العمّ موسطاش(3) بإملاق ، ودليل الإملاق عودته للقسم في تمام ثامنة يوم الأحد الذي جاء بعد إشارة وليّ نعمته (4) ... لم يكن أشجع من حَسَن (5)

لا يعدوا الأمركونهم قطع كسائر القطع في مملكة الشطرنج الكبيرة في بلادنا وقد خذلونا تماما كما خذلتنا كل القطع

أما المواطن فهو يمثل فقط المربعات التي تدوس عليها القطع وهو الوحيد في فلسفة الشطرنج الذي لا يسمح له بالتحرّك ، باتفاق الجميع .
قد تكلم المعلم مهددا بالسنة البيضاء ونطق الطبيب مهددا بالسنة السوداء ولهما كل الحق فيما استطاع أن يجنيانه لمصلحتهما ، أين المواطن من الطرح والمواطن مطروح على أنفه لا يفقه الأقوال ولا المفاهيم ، لم يحاول أحد نفسه أن يستنتج برهانا بالتراجع أو بالتقادم ، وإذا كانت هذه شكوى الطبيب وتذمر المعلم .. فأي الألسنة وأي الحروف قادرة على طرح معاناة المواطن .. الذي لا يملك من أسلحة التهديد إلا الدعاء بنية.. "الرزق على الله"

للأسف لم يؤمن الطبيب ولا المعلم إيمانا حقا بأن "الرزق على الله" ، الوحيد الذي آمن بها على مضض هو المواطن
خلاصة القول والفعل
أنه علينا أن ننام مزيدا من الوقت ، حتى نحلم بغدٍ أكثر إشراقا من يومنا هذا أوغد أقلّ حلكة من ليلنا هذا.
ولكن أكاد أجزم أن الشمس لن تكتب بأنامل قلم المعلم ولن تجسّ بأذن سماعة الطبيب ، ولا عيوني أنا ستلمحها ... لا بل ستولد من مشيمة طفل يولد الآن ..!!

.................................................. .................................................. .................................................. ...............

من مفارقات مقتبسة(1)
من نصّب نفسه رئيسا علينا(2)
حكومته الراقصة على جثثنا(3)
وزير التعتيم(4)
صديق أحمد مطر (5)

الموضوع لا يسيء للمعلم ولا للطبيب ولكنه محاولة لانصاف المواطن المسكين
سلام قلبيّ لصديقنا الغزالي وكل الاساتذة ولصديقنا وحيد الحيراني وكل الأطباء ، وعاشت الجزائر

.. حاولت أن أدرج هذا الموضوع في قسم النقاش الجاد ... ليس وثوقا بمستوى الموضوع ولكن إعلاءً لمكانة المعلم والطبيب ... ولكن طال الانتظار .. فكان حظ الموضوع قسم النقاش العام .... والمشاركة في مسابقة المواضيع للمشرف عادل برجاء أن لا يحلّ أخيرا في المراتب