فتاة...سرقت مني أحلامي
أسَرَتها
قيدَتها
و لطخت حبي لدراستي وهيامي...
جعلت من فؤادي المنبلج
قصديرا...لا أحد به يبالي...
أصابتني منها سهامها الجارحة
فأردتني جريحة بين أحضان شوكها أعاني...
بعد سنوات مديدة عشتُها
أعشق الدراسة وهي لي كظلالي...
كانت لي حبيبة
و الأفكار لي مجيبة
لكن..سُرقت مني هذي المعاني...
جاءت لتحطم آمالي...
فسلبَت مني الشهرة و البهجة والأحباب
فغدوتُ غريبة و حُرتُ رمادا
بعد أن كنت ساطعة كأنجم الليالي...
خلتُها رفيقة العمر
دامثة الأخلاق...صافية الفؤاد
فأيقنتُ غير ما كان في بالي...
خيوط حقدها شَقت قلبي الشجي
و جعلته يغرق في ظلام دامج
فتلاشت واندثرت الأماني...
ليتها عرفَت كم كنت لها محبة
وعلى إرضائها سعيتُ مكبة
لكنها باعتني و زادت آلامي...
أخلصت لها...حبلى بألوان الصفا
ثملى بأنوار الوفا
فحكيتُ لها أسراري...
استغلتني مطامعها
و ردتني دمية تتلاعب بين أياديها
حتى جَنَت ما بغت
و رمتني تائهةً وسط أوهامي...
جعلَت من العلم منافسة
منافسة...يا ليتها كانت سلاسة
ملأَتها حقدا و حسدا و جشعا
جردَتها من الفحاوي...
سَعت لتحطيمي و جري في الظلام
ظلام غاطس
ظلام الدناءة و الحقد و ضياع المرام
و جرتني جر الرياح الرمالَ في أقفر الفيافي...
أنكرَت و جحدَت
ما أكَنت لها جوارحي من عطاء
و صفو و صفد...و ود و وفاء
فقَتلَت بل و سحقَت مشاعري...
جعلَت تأخذ من الورى المدح و الحسنى
ناعمة البال
تضمر داخلها طوية
بكل أنواع السموم ملأى
فكرهتني و تضرجت بسُمها أفعالي...
خلَـقَت أكاذيب عني...لطختني
و أردتني أسيرة الغَي...كغُمر يتخبط في الدُجى
لا مخرج لي فيه..ولا مبدد لآهاتي...
حرمتني من خلاني بكل ضيم
بكذب وأقاويل...مجترئة
أخذتهم و رمتني بكل ظلم
في عتمة الشجن...وحدي دون أحبابي...
و صرتُ سائرة وراءها...أزحف في مضض
بقلب داثر...قُطعَ بمُدية حسد
يزيدها ألمي أجيجا و لهبا
و يزيدني أجيج حقدها سقما لأحوالي...
أمسيتُ ضائعة في حلم مُضب
لا خلان...لا إخوان فيه...غدوتُ دون مُحب
يمنع انهمال عبراتي
يعيد لي الحياة...ينسيني أهوالي...
و لم يعد لي سوى قلم
و ورقة فاحت بعبير الألم
قد سُقيَت بدمع سلس
و عبرة متألم مرتجي
اضمحل رجاؤه...يضحَلُ كالماء في غدير
بعد أن كان من قبل جاري...
صديقة حطمتني
يا ليتها ما فعلت
ضرام قلبها أحرقني
و يا ليتها عن صدقي سَألت...