قطعة الم

[خدوجة27]

جلست على صخرتي المعتادة المواجهة للبحر الذي يطل عليه بيتنا , كنت أتابع حركة الموج وهي تأتي بكل قوتها من جوف البحر لتتحطم على هده الصخور. ظهرت لي وكأنها حياة البشر تناضل بكل قوة من اجل الوصول ثم تلتطم بصخور الموت.لم تتخلل ذهني قبل اليوم هده الفكرة رغم مكوثي كل يوم بنفس المكان , ورغم تجديدي في كل مرة لرؤية البحر ولأمواجه منذ أن أبصرت عيناي النور , كان البحر بالنسبة لي شيئا معتادا لا يحملني إلى التأمل أو ربما كنت اتامل ولكن بأفكار البر, لما يحدث لي وأنا ماكث بهذا البر, لا اعرف لما تغيرت رؤيتي له هذه المرة ’ ربما لإحساسي بالنهاية , فهذا المرض الملعون يلتهمني في كل يوم , ويعجل في نهايتي , صحيح أن طبيبي لم يؤكد لي ذلك لان لم يكن مضطرا لاستعمال الحروف للتعبير عن خوفه فهناك ما هو أكثر تحطيما للآمال وللحياة معا, كانت نظراته تصرفاته تدل على ذلك , رغم قوله في كل مرة ان العلم يتطور وفرصي في الشفاء كبيرة, سئمت منه ومن كل من حولي يكنون لي الشفقة والعطف ويحاولون إخفاء ذلك ولكنهم فاشلون فجاة نادتني اختي الصغيرة :



- أخي هاتف لك, صديقك عبد الحليم ..



ايقضني هدا النداء مما كنت فيه , وحملت أشلائي متجها نحو المنزل , رفعت السماعة:



-الو من, عبد الحليم؟



- الو نعم , كيف حالك؟ هل أنت بخير؟ تطهر نبرة الشفقة وبكل تكلف



- الحمد لله , خيرا ان شاء الله؟



- لا ابدا فقط كنت اود ان تسهر معنا غدا وكل الاصدقاء في بيتي اذا لم يكن لديك التزامات.



إنه يعلم الا التزامات لي بعد اقتراب موعد العملية, ويبدو انه اقتراح منه ليخرجني مما انا فيه , او يريد والاصدقاء المكوث اطول وقت معي للوداع.



- لا بالتاكيد ليس لدي التزامات يمكنني المجيء.



وضعت السماعة ورادني احساس بغيض, ولكن هو ماذنبه اذا حاول مساعدتي , إلا أن ما يقوم به لا ينفع في شيء سوى ارتفاع محبته في قلبي الذي لن يعود للنبض بعد ايام قليلة

[fatimazahra2011]