إن مجالات الإلقاء كثيرة جدا ويصعب حصرها. ولعل من أبرز أمثلتها: خطبة الجمعة، والدروس المنهجية سواء في المدارس أو في المساجد، والمحاضرات العامة على تنوع موضوعاتها، والمواعظ، والمناسبات العامة، والاحتفالات، والمؤتمرات، والبرامج الإذاعية والتلفازية وغيرها.
وقد كان لمجيء الإسلام أبرز الأثر في تطور فن الخطابة، فهي خير ما يستعين به الدعاة والأنبياء والمصلحون في الدعوة إلى مذاهبهم وعقائدهم[4]. والخطابة هي أشد الأنواع الأدبية التزاماً، لأنها تهدف أبداُ إلى التأثير والإقناع، معبرة عن عقيدة الخطيب، ورأيه في مشكلات المجتمع، وتشتد باشتداد الأزمات التي ترتبط ارتباطاً جذرياً[5]. وأما الموعظة فيدخل فيها الدروس والحاضرات والندوات بالإضافة إلى الخطب بأنواعها.
وللخطب أنواع منها: الدينية بأقسامها، والسياسية، والاجتماعية، والقضائية. وأما ما سنهتم به في هذا المقام فهو خطبة الجمعة بالأخص لتكرارها ولوجوب حضورها على الرجال المكلفين شرعاً، ثم خطب العيدين والزواج وغيهما.
ولما كانت الخطبة والموعظة من أنواع الإلقاء فلابد من التعرف على عناصر الإلقاء الناجح وأركانه[6]، وتتمثل في:
1. المصدر: وهو الملقي، فلابد أن يلم بقواعد الإلقاء ليكون إلقاؤه مؤثرا .
2. المستقبِل : وهو المستمع، فلابد من التعرف على صفاته الشخصية كعمره، ومستواه العلمي، ومستواه المعيشي، وعاداته وتقاليده وغيرها، وذلك لاختيار ما يناسبه من المواضيع،ومن طرق، ووسائل، وأساليب الإلقاء .
3. الرسالة: وهي الموضوع، فلابد من إتقان تحضيره ومراعاة كونه مناسبا للمستمعين وضمن دائرة اهتماماته.
4. القناة: وهي وسائل وأساليب الإلقاء.
5. استجابة الجمهور: وتسمى بالتغذية الراجعة وتتوقف على مدى استفادة الجمهور .
6. المؤثرات الخارجية: كضيق المكان، وحرارة الجو، وضعف الإضاءة، وكثرة الضوضاء الخارجية ونحوه.
يرتبط مفهوم الخطبة بالوعظ الموجه، إلا أنه بينهما عموم وخصوص بحيث مفهوم الوعظ أشمل، فيكون الوعظ بالخطب والدروس والمحاضرات والندوات وغير ذلك.