![]() |
|
قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها ..... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
بحث حول جماعة الديوان ومظاهر التجديد في شعرهم
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() السلام عليكم
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() https://medhatfoda.jeeran.com/m3th/adb%203th/3tha3.htm |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() https://medhatfoda.jeeran.com/m3th/adb%203th/3tha3.htm أفراد جماعة الديوان : تكونت علاقة صداقة بين عبد الرحمان شكري وابراهيم عبدالقادر المازني وكان للصحافة فضل في تعرف المازني على العقاد.شاركا في تحرير مجلة (البيان) سنة1911 .بالإضافة إلى نشاطات مختلفة جعلت الأديبين "لايكاد يذكر أحدهما دون الآخر" أما تعارف شكري والعقاد فيرجع الفضل فيه إلى المازني الذي كان في انجلترا وكان يتحدث كثيرا عن شكري. ولما عاد شكري إلى مصر 1913 ثم اللقاء بينه وبين العقاد وبهذا تشكل عقد جماعة الديوان. العوامل التي شكلت اتجاه جماعة الديوان وحدة الثقافة. إتفاق النظرة إلى الأدب. الإتجاه الجديد الذي أرادوا أن يمنحوه للأدب العربي. الإشتراك في الظروف الإجتماعية والأدبية. مفهوم الشعر عند جماعة الديوان تحدث (وورد زورث)عن العملية الشعرية فقال "لقد قلت أن الشعر إنسياب تلقائي للمشاعر القوية" ويؤكد هذا التحليل مبدأين أساسيين في مذهب الرومنسية : أولهما :أن الشعر حقا تعبير عن النفس ومشاعرها. ثانيهما :أن هذا التعبير مطبوع لاتكلف فيه. وهي نفس الرؤية التي يراها شكري تقريبا في قوله :"انفعالا عصبيا" يسبق عملية الشعر‘وأن الشعر "تدفق الأساليب كالسيل " تدل على الطبع في التعبير الشعري الرومانسي وعند جماعة الديوان.وهكذا تتألف العملية الشعرية من مرحلتين؛الأولى تثور فيها عواطف الشاعر ‘والثانية يتأمل فيها الشاعر عواطفه‘ويضبطها‘ويكوّن منها ماهو أصلح للتعبير الشعري. فالشعرفي نظر جماعة الديوان كما هو في نظر الرومنسيين الإنجليز. تعبير عن النفس ومشاعرها.وهذه أبرز قضية في مذهب جماعة الديوان . يقول هازلت :"إن أصدق تعريف يمكن أن يعرف به الشعر هو أن الصورة الطبيعية لأي غرض أو حادثة .فإن قوته تولّد الخيال والعاطفة...وتبعث رخامة في الأصوات المعبّر عنها."فالعواطف في نظر جماعة الديوان والرومانسيين الانجليز‘هي المنفذ الوحيد الذي يطل منه الشاعر على العالم الخارجي وشؤونه. وتعبير شكري عن اتصال عواطف الإنسان بالعالم الخارجي أجمل وأعمق من تعبير (هازلت)‘فهو يشبه قلب الإنسان بالأركسترا الكثير الآلات والأنغام‘علاوة على ان شكريا يقسم الشعر بين العواطف الخالصة‘وهي العواطف التي هي تعبير عن مظاهر الوجود. ويدخل في المفهوم الشعري عند جماعة الديوان للعواطف الطبيعية فالطبيعة في نظرهم طبيعتان: 1-طبيعة تحيط بنا ويمكن للشاعر الكبير أن يتصل بها وأن يحول موضوعها بشعره عن طريق الخيال والعواطف. 2-طبيعة توجد في نفس الشاعر‘وهي قدرته على التوفيق بين حياته الباطنية وبين حياته الخارجية التي هي جزء من الحياة العامة. وظيفة الشعر في نظر جماعة الديوان: تحدد الرومانسية للشعر هدفين اثنين : الأول :توفير المتعة للقارئ عن طريق اشتراكه في المتعة الوجدانية التي يحس بها الشاعر. الثاني: هو الكشف عن الحقيقة في أعمق صورها وأتمها. وجماعة الديوان تلح في كثير من أقوالها على هذه الوظيفة للشعر .قال شكري:"إن وظيفة الشاعر في الإبانة عن الصلات التي تربط أعضاء الوجود ومظاهره والشعر يرجع إلى طبيعة التأليف بين الحقائق." ويرى العقاد أن الشعر يطلعك إلى مالم تستطع الوصول إليه من أسرار تكمن وراء مظاهر الأشياء .ويتغلغل بك إلى اللباب ويكشف عن جوهر ما في الحياة. ويرى العقاد أن الشعر لايعتبر شعرا مالم يكن إنسانيا يعبّر عن ذات الإنسان وأدق أحاسيسه ومشاعره تعبيرا صادقا لاتكلّف فيه ولا تصنع... يقول:"إن الشاعر العظيم هو من تتجلى من شعره صورة كاملة للطبيعة بجمالها وحبه لها ‘وعلانيتها وأسرارها ‘أو أن يستخلص من مجموعة كلامه فلسفة للحياة ومذهبا في حقائقها وفروضها أيّا كان المذهب." ويحدثنا العقاد عن الصدق في الشعر بصورة مفصّلة في كتاب (ساعات بين الكتب) فيرى أن الشعر هو التعبير عمّا عاناه الشاعر من تجربة تعبيرا لاجدل فيه ولا تزويق ولاخداع ‘وعنده أن الحد بين الشعر الصادق والزائف يقع في محاولة الشاعر التمويه على السامع بالحلية اللفظية ليشغل السامع بالتزويق فيبعده عن الحقيقة والصدق‘ ويضرب في الشعر الزائف غير الصادق بقول الأندلسي : وقانا لفحة الرمضاء واد***سقاه مضاعف الغيث العميم نزلنا دوحه فحنا علينا ***حنو المرضعات على الفطيم وأشربنا على ظمإ زلالا***ألذ من المدامة للنديم يصد الشمس أنّا واجهتنا***فيحجبها ويأذن للنسيم يروع حصاه حالية العذارى***فتلمس جانب العقد النظيم. يقول : "فهذه أبيات من الشعر البليغ يتسق لها حسن الصياغة وجودة الوصف‘وبساطة الأداء‘إلا بيتا واحدا منها يتطرق إليه اللعب العابث والتزييف المكشوف‘ونعني به البيت الأخير‘مع أنه عند النقاد أروع هذه الأبيات وهو بيت هذه القصيدة‘وهو عندي زائف لأن الصورة التي عرضها الشاعر غريبة عن أصل المعنى كاذبة كل الكذب‘ولا فضل فيها للبراعة والطّلاوة." وظيفة الشاعر عند جماعة الديوان: ترى جماعة الديوان أن الشاعر هو رسول الطبيعة ترسله مزودا بالنغمات العذاب كي يصقل بها النفوس ويهذبها ويحركها ويزيدها نورا ونارا ‘فعظم الشاعر في عظم إحساسه بالحياة وفي صدق السريرة الذي هو سبب إحساسه بالحياة‘والشاعر الكبير في نظرهم هو الشاعر الذي يعيش لفنّه الجليل قصيدة رائعة تختلف أنغامها باختلاف حالات الحياة‘ففيها نغمة البؤس والشقاء‘وفيها نغمة النعيم والجذل‘وفيها أنغام الحقد واللئم..." وهو الذي يتعرف كيف يقتبس من هذه الحالات أنغاما.ويصوغها شعرا‘ وهو الذي له عواطف مثل عواطف الوجود مثل الأمواج والرياح والضياع والنار والكهرباء.إذًا فهذا الشعر (شعر العواطف) يفترق عن شعر الحوادث الإجتماعية إذ لابد للشاعر أن يبلغ إلى أعماق النفس "وأن يضرب على كل وتر من أوتارها". الصورة الشعرية عند جماعة الديوان : اهتم أفراد جماعة الديوان بالإحساس والشعور في دراستهم الأدبية اهتماما شديدا وهنا الإهتمام نابع من مفهوم الشعر عندهم‘فالصورة الشعرية في نظرهم إنما تقوم أساسا على هذه الملكات والعواطف الإنسانية نتيجة اتصال الشاعر بالطبيعة؛يتلقى رموزها وصورها ثم يحول هذه الرموز والصور إلى خواطر ورموز مجردة ذاتية‘وفي المرحلة الثالثة تتدخل هذه "الملكة الخالقة" التي تعتمد على الشعور الواسع والدقيق.وبإدراك الشاعر للحديث الرئيسي في مضمون القصيدة وترتيبه للأحداث الثانوية ترتيبا منطقيا وضروريا‘تتشكل هذه الصورة الشعرية التي لم يتحدث عنها أفراد جماعة الديوان. ومنه فالعناصر الثلاثة: الإحساس والخيال والتشبيه يحتاجها الشاعر في عملية التعبير(1) ‘فالخيال عند جماعة الديوان ضروري وملازم للعاطفة في الشعر.يقول عبدالرحمان شكري:"وبعض القراء يرى أن الشعر مقصور على التشبيه مهما كان الشبه الذي فيه متوهما‘ومثل الشاعر الذي يرمي بالتشبيهات على صحيفته من غير حساب مثل الرسام الذي تغره مظاهر الألوان فيملأ بها رسمه من غير حساب . وليس الخيال مقصورا على التشبيه‘فإنه يشمل روح القصيدة وموضوعها وخواطرها وقد تكون القصيدة ملأى بالتشبيهات وهي بالرغم من ذلك تدل على ضآلة خيال الشاعر‘وقد تكون خالية من التشبيهات وهي تدل على عظم خياله (...) إن الخيال هو كل ما يتخيله الشاعر من وصف جوانب الحياة وشرح عواطف النفس وحالاتها‘والفكر وتقلباته‘(...) وأن أجمل الشعر ماخلا من التشبيهات البعيدة والمغالطات المعنوية. أنظر مثلا قول (مويلك) يرثي امرأته وقد خلفت له بنتا صغيرة فقال ييصف حالها بعد موتها : فلقد تركت صغيرة مرحومة***لم تدر ماجزع عليك فتجزع فقدت شمائل من لزامك حلوة***فتبيت شهر أهلها وتفجع وإذا سمعت أنينها في ليلها ***طفقت عليك شئون عيني تدمع. فهو لم يعلمك شيئا جديدا لم تكن تعرفه ‘ولم يبهر خيالك بالتشبيهات الفاسدة والمغالطات المعنوية ‘لكنه ذكر حقيقة ‘ومهارته في تخيل هذه الحالة ووصفها بدقة‘وهذا أجل التخييل وأجل المعاني الشعرية ماقيل في تحليا عواطف النفس ووصف حركاتها كما يشرح الطبيب الجسم. وحدة القصيدة : إن القراء من الجمهور يحكمون على القصيدة بأبيات منها تستهوي نفوسهم‘ إما بحق وإما بباطل لأنهم يعدون كل بيت وحدة تامة وهذا خطأ.فإن قيمة البيت في الصلة بين معناه وبين موضوع القصيدة لأن البيت جزء مكمل‘ ولا يصح أن يكون البيت شاردا خارجا عن مكانه من القصيدة بعيدا عن موضوعها(...) فينبغي أن ننظر إلى القصيدة من حيث هي شيئ فرد كامل‘ لا من حيث هي أبيات مستقلة‘فإننا إذا فعلنا ذلك وجدنا ان البيت قد يكون مما لا يستغر القارئ لغرابته‘وهو بالرغم من ذلك جليل لازم لتمام معنى القصيدة ‘ومثل الشاعر الذي لايعطي وحدة القصيدة خفها. مثل النقاش الذي يجعل نصيب كل أجزاء الصورة التي ينقشها من الضوء نصيبا واحدا. الوزن والقافية: وحدثنا العقاد عن رأيه في الوزن والقافية وتطورهما بتطور أغراض الشعر الحديث واطلاع الشعراء المحدثين في الشعر الغربي.وهو حين يدعو للتطور في هذا المجال لايريده مفاجئا ‘وإنما يدعو إليه بروية وتؤدة. يقول في مقدمة ديوان المازني : "ولا مكان للريب في أن القيود الصناعية ستجري عليها أحكام التغيير والتنقيح‘فإن أوزاننا وقوافينا أضيق من أن تنفسح لأغرض شاعر تفتحت مغالق نفسه وقرأ الشعر الغربي فرأى كيف ترحب أوزانهم بالأقاصيص المطولة والمقاصد المختلفة‘وكيف تلين في أيديهم القوالب الشعرية فيود عنها ما لا قدرة لشاعر عربي على وضعه في غير قالب النثر." فما يريده العقاد أن الوزن ضرورة شعرية‘لأنه موسيقى بنائه الفني أما القافية على هذه الصورة الرتيبة فهي بقايا الشعر البدائي‘أو الفن البدائي الذي لايحتمل سوى بعض المعاني الغنائية المحدودة‘ ولا يتسع للموضوعات المفصلة المطولة. موقف جماعة الديوان من الشعر التقليدي : وقد حمل أعضاء جماعة الديوان على الشعر التقليدي لأنه يقال في المناسبات لا حسب انفعال الشاعر بموقف معين- يقول شكري : "إن الشاعر الكبير لاينظم إلا في موجات انفعال عاطفي‘فتغلي أساليب الشعر في ذهنه‘وتتضارب العواطف في قلبه‘(...) ثم تتدفق الأساليب الشعرية كالسيل من غير تعقد منه لبعضها دون بعض‘أما في غير هذه النوبات فالشعر الذي يصنعه يأتي فاتر العاطفة قليل الطلاوة والتأثير."
وهذا التصنع لنظم الشعر دون انفعال يغلب على شعراء الصنعة اللفظية‘ والبيانية السطحية (...) وهكذا تخرج الصنعة إلى التكلف في الصور‘ وإلى المبالغات الممجوحة التي لاتعبر عن أحاسيس صادقة ولا تعكس انفعالات جادة. "ومن اجل ذلك شاع عندهم أن الشعر نوع من الكذب‘وليس أدل على جهلهم وظيفة الشعر من قرنهم الشعر بالكذب‘فليس الشعر كذبا بل هو منظار الحقائق‘ ومفسر لها‘وليست حلاوة الشعر في قلب الحقائق بل في إقامة الحقائق المقلوبة ووضع كل واحدة منها في مكانها." |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() جمــــاعة الديــــــوان |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() المقدمة: |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() مدرسة الديوان مؤسسيها وشعراءها(مدرسة العظماء) مدرسة الديوان:ـ هي أول حركة تجديدية في الشعر العربي
ظهورها:ـ ظهرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين على يد عباس محمود العقاد وإبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري رغم أنه كان لها بوادر قبل ذاك الحين ولكنها لم تتخذ الشكل الجدي إلا بعد إجتماع الثلاثه ألأصدقاء الذين كانوا متأثون بألأدب ألإنجليزي والرزمانسيه في هذا ألأدب على وجه الخصوص بخلاف مدرسة مطران التي كانت متأثرة بألرومنسيه الفرنسيه وهي كانت أيضاً خطوة إنتقاليه من الكلاسيكيه إلى الرومانسيه سبب تسميتها بهذا ألأسم سميت مدرسة الديوان نسبة إلى الكتاب الذي ألفه العقاد والمازني ووضعا فيه مبادئ مدرستهم واسمه "الديوان في الأدب والنقد"في عام 1921م حُددت أهداف المدرسة كما يقول العقاد في الديوان: (وأوجز ما نصف به عملنا إن أفلحنا فيه أنه إقامة حد بين عهدين لم يبق مال يسوغ اتصالهما والاختلاط بينهما، وأقرب ما نميز به مذهبنا أنه مذهب إنساني مصري عربي).وسمى الثلاثة (مدرسة الديوان ، أو شعراء الديوان ، أو جماعة الديوان) و من الواضح أن آرائهم الشعرية قد ظهرت قبل ذلك منذ عام 1909 ، وقد نظر هؤلاء إلى الشعر نظرةً تختلف عن شعراء مدرسة الإحياء ، فعبروا عن ذواتهم وعواطفهم ، وما ساد عصرهم ، ودعوا إلى التحرر من الاستعمار وتحمُّل المسئولية ، فهاجموا الإحيائيين الكلاسيكين مثل(شوقي وحافظ والرافعي) . إتجاهات وسمات هذه المدرسه دعت جماعة الديوان إلى التمرد على الأساليب القديمة المتبعة في الشعر العربي سواء في الشكل أو المضمون أو البناء أو اللغة بالإضافه إلى السيمات التي ميزتها وهي 1ـ الدعوة إلى التجديد الشعري في الموضوعات 2ـ الاستعانه بمدرسة التحليل النفسي 3ـ الاستفاد من الادب الغربي 4ـ الاتجاه إلى الشعر الوجداني 5ـ الاطلاع على الشعر العربي القديم إتجاهات المدرسه:ـ اتجه رواد هذه المدرسة إلى التجديد عندما وجدوا أنفسهم يمثلون الشباب العربي و هو يشعر بأزمة فرضها الاستعمار علي العالم العربي والذي حاول نشر الفوضى و الجهل بين أبنائه في محاولة منه لتحطيم الشخصية العربية والإسلامية ,عندئذ تصادمت آمالهم الجميلة مع الواقع الأليم الذي لا يستطيعون تغييره فحدث ما يلي لهم : 1ـ الفرار إلى الطبيعة ليبثوا لها آمالهم الضائعة . 2ـ الهروب من عالم الواقع إلى عالم الأحلام . 3ـ التأمل في الكون و التعمق في أسرار الوجود . مميزات هذه المدرسه (الخصائص المميزة لهذه المدرسه) 1- الجمع بين الثقافة العربية و الإنجليزية . 2 - التطلع إلى المثل العليا و الطموح . 3 - الشعر عندهم تعبير عن النفس الإنسانية و ما يتصل بها من التأملات الفكرية و الفلسفية . 4 - وضوح الجانب الفكري عندهم مما جعل الفكر يطغي علي العاطفة . 5 - التأمل في الكون و التعمق في أسـرار الوجـود . 6 - القصيدة عندهم كائن حي كالجسم لكل عضو وظيفته . 7 - الوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع و وحدة الجو النفسي . 8 - الصدق في التعبير و البعد عن المبالغات . 9 - استخدام لغة العصر . 10 - ظهور مسحة من الحزن و الألم و التشاؤم و اليأس في شعرهم . 11 - عدم الاهتمام بوحدة الوزن و القافية منعاً للملل و الدعوة إلى الشعر المرسل 12 - الاهتمام بوضع عنوان للقصيدة و وضع عنوان للديوان ليدل علي الإطار العام لمحتواها . 13 - التجديد في الموضوعات غير المألوفة مثل (رجل المرور/ الكواء) . 14 - استخدام طريقة الحكاية في عرض الأفكار والآمال . |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() مدرسة الديوان مؤسسيها وشعراءها(مدرسة العظماء) مدرسة الديوان:ـ هي أول حركة تجديدية في الشعر العربي ظهورها:ـ ظهرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين على يد عباس محمود العقاد وإبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري رغم أنه كان لها بوادر قبل ذاك الحين ولكنها لم تتخذ الشكل الجدي إلا بعد إجتماع الثلاثه ألأصدقاء الذين كانوا متأثون بألأدب ألإنجليزي والرزمانسيه في هذا ألأدب على وجه الخصوص بخلاف مدرسة مطران التي كانت متأثرة بألرومنسيه الفرنسيه وهي كانت أيضاً خطوة إنتقاليه من الكلاسيكيه إلى الرومانسيه سبب تسميتها بهذا ألأسم سميت مدرسة الديوان نسبة إلى الكتاب الذي ألفه العقاد والمازني ووضعا فيه مبادئ مدرستهم واسمه "الديوان في الأدب والنقد"في عام 1921م حُددت أهداف المدرسة كما يقول العقاد في الديوان: (وأوجز ما نصف به عملنا إن أفلحنا فيه أنه إقامة حد بين عهدين لم يبق مال يسوغ اتصالهما والاختلاط بينهما، وأقرب ما نميز به مذهبنا أنه مذهب إنساني مصري عربي).وسمى الثلاثة (مدرسة الديوان ، أو شعراء الديوان ، أو جماعة الديوان) و من الواضح أن آرائهم الشعرية قد ظهرت قبل ذلك منذ عام 1909 ، وقد نظر هؤلاء إلى الشعر نظرةً تختلف عن شعراء مدرسة الإحياء ، فعبروا عن ذواتهم وعواطفهم ، وما ساد عصرهم ، ودعوا إلى التحرر من الاستعمار وتحمُّل المسئولية ، فهاجموا الإحيائيين الكلاسيكين مثل(شوقي وحافظ والرافعي) . إتجاهات وسمات هذه المدرسه دعت جماعة الديوان إلى التمرد على الأساليب القديمة المتبعة في الشعر العربي سواء في الشكل أو المضمون أو البناء أو اللغة بالإضافه إلى السيمات التي ميزتها وهي 1ـ الدعوة إلى التجديد الشعري في الموضوعات 2ـ الاستعانه بمدرسة التحليل النفسي 3ـ الاستفاد من الادب الغربي 4ـ الاتجاه إلى الشعر الوجداني 5ـ الاطلاع على الشعر العربي القديم إتجاهات المدرسه:ـ اتجه رواد هذه المدرسة إلى التجديد عندما وجدوا أنفسهم يمثلون الشباب العربي و هو يشعر بأزمة فرضها الاستعمار علي العالم العربي والذي حاول نشر الفوضى و الجهل بين أبنائه في محاولة منه لتحطيم الشخصية العربية والإسلامية ,عندئذ تصادمت آمالهم الجميلة مع الواقع الأليم الذي لا يستطيعون تغييره فحدث ما يلي لهم : 1ـ الفرار إلى الطبيعة ليبثوا لها آمالهم الضائعة . 2ـ الهروب من عالم الواقع إلى عالم الأحلام . 3ـ التأمل في الكون و التعمق في أسرار الوجود . مميزات هذه المدرسه (الخصائص المميزة لهذه المدرسه) 1- الجمع بين الثقافة العربية و الإنجليزية . 2 - التطلع إلى المثل العليا و الطموح . 3 - الشعر عندهم تعبير عن النفس الإنسانية و ما يتصل بها من التأملات الفكرية و الفلسفية . 4 - وضوح الجانب الفكري عندهم مما جعل الفكر يطغي علي العاطفة . 5 - التأمل في الكون و التعمق في أسـرار الوجـود . 6 - القصيدة عندهم كائن حي كالجسم لكل عضو وظيفته . 7 - الوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع و وحدة الجو النفسي . 8 - الصدق في التعبير و البعد عن المبالغات . 9 - استخدام لغة العصر . 10 - ظهور مسحة من الحزن و الألم و التشاؤم و اليأس في شعرهم . 11 - عدم الاهتمام بوحدة الوزن و القافية منعاً للملل و الدعوة إلى الشعر المرسل 12 - الاهتمام بوضع عنوان للقصيدة و وضع عنوان للديوان ليدل علي الإطار العام لمحتواها . 13 - التجديد في الموضوعات غير المألوفة مثل (رجل المرور/ الكواء) . 14 - استخدام طريقة الحكاية في عرض الأفكار والآمال . |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() مدرسة الديوان ودورها في النقد الأدبي |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]()
التيــــار الــــذاتي جماعـــة الديــــوان |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() من هو إبراهيم عبدالقادر المازنى؟ |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() بحث عن حياة الشاعر عبد الرحمن شكري عبدالرحمن شكري شاعر مصري ولد في بورسعيد. تعلّم في المدارس الحديثة ثم التحق بكلية الحقوق، ولكنه تركها ليدرس في دار المعلمين. تخرج عام 1909م، ثم أرسل في بعثة إلى إنجلترا لمدة ثلاث سنوات، حيث حصل على درجة في الأدب الإنجليزي. اشتغل بعد عودته بالتدريس حتى تقاعده عام 1934م. وقد اتسمت شخصيته بالخجل والانطواء، بخلاف صاحبيه المازني والعقاد.
أرسى شكري مع زميليه العقاد والمازني دعائم مدرسة الديوان. انظر: الشعر (جماعة الديوان). التي حملت لواء التجديد في كتابة الشعر، واتخذت من نقدها للشاعر أحمد شوقي ميدانًا للتطبيق. وتقوم دعوتها على تجديد في الشعر يشمل الشكل والمضمون، حتى يكون الشعر أقدر على التعبير عن أحاسيس الشاعر وذاتيته، وهي بهذه الدعوة تخالف منهج شعراء العربية الكبار آنذاك. كتب شكري أولى قصائده وهو طالب عام 1904م، وبعد عودته من البعثة أصدر بين عامي 1913 و1919م ستة دواوين، ثم مرت بعد ذلك فترة صمت وعزلة في حياته لاتفسير لهما حتى عام 1935م، حيث عاد إلى كتابة الشعر والإسهام ببعض المقالات. ولكن النقاد يرون أن شعره في هذه الفترة أقل جودة عن شعره السابق. حرص شكري على أن ينبع شعره من وجدانه، كما حرص على مايعرف بالوحدة العضوية في القصيدة. وهي قيمة تعني تلازم أجزاء القصيدة ونموها نموًا يشبه نمو الكائن الحي، بحيث لايمكن الحذف منها أو التقديم والتأخير دون أن تختل، وقد صار لهذه القيمة شأن كبير في كتابة الشعر العربي الحديث ونقده بعد ذلك. لم يخرج شكري عن عروض الشعر العربي وإن كان يجمع بين التأثر بالشعراء العباسيين مثل: بشار وأبي تمام والمعري من ناحية، وبعض الشعراء الرومانسيين الإنجليز أمثال: شيلي وبايرون. ويلاحظ كثير من النقاد غلبة التشاؤم الشديد على شعره. جمع شعره عام 1960م في ديوان بعنوان: ديوان عبدالرحمن شكري. وله بعض الأعمال النثرية، غير أنها أقل درجة عن شعره، منها: الاعتراف؛ وحديث إبليس؛ الثمرات؛ والصحائف. وتعد قصيدته التي يخاطب فيها الريح من أجمل شعره، إذ يصدر فيها عن حزن عميق وتجربة صادقة مفعمة بالكآبة والأسى، يقول فيها: ياريحُ أيُّ زئير فيك يُفْزعني كما يروع زئير الفاتك الضاري ياريحُ أيُّ أنين حنَّ سامِعُهُ فهل بُليت بفقد الصَّحب والجار ياريح مَالك بين الخلق موحشة مثل الغريب، غريب الأهل والدار أم أنت ثكلى أصاب الموت واحدها تظلُّ تبغي يَدَ الأقدار بالثارِ وأما شعره الوطني فقد خرج به عن شعر المناسبات إلى لون من التعبير يصدر عن ذاته وانفعالاته الخاصة: وكم من أمة تخشى الزوالا على الأيام أدركها الزوالُ تحاذر أن تغيرّها الليالي فيودي حالها ويجيء حالُ وبين الدهر والدول استباقٌ وبعض الناس يعوزه المجالُ وأحكامُ الوجود لها مسيلٌ مسيلُ السيل يُهلْكُ إذ يسيلُ فإن تسْدُدْ طريق السيل تَهْلك ولايُغني البكاءُ ولا العويل |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() https://www.marefa.org/index.php/%D8%...B2%D9%86%D9%8A صفحات من حياة عبد القادر المازني... لعله من ابرز الشخصيات المبدعة والنجوم الساطعة فى تاريخ الأدب المصري إنه (عبد القادر المازنى) الشاعر و الروائى والناقد المحلل بل ورسام الشخصيات البارع الذى يجمع بين الواقعية و الخيال السخرية و الفكاهة و الحزن, لم يعش ببرج عاجى بل اندمج بمجتمعه وعبر عن آماله سواء فى ابداعاته الأدبية أو مقالاته الصحفيه تاركَاَ تراثاَ سوف يظل يمجد ذاكراه.محيط: هبة رجاء الدين في سيرة أديب ولد ابراهيم عبد القادر المازنى فى يوم الثلاثاء 19أغسطس 1890 بقرية (كومو مازن) بمحافظة المنوفية وترجع جذوره إلى قبيلة بنى مازن وهى من اشهر القبائل العربية بأرض الحجاز,وهاجر فرع من هذه القبيلة إلى مصر واندمج بالسلالة المصرية لتصبح عائلة المازنى مصرية تماماَ, فأصبح المازنى بذلك مصرى الجنسية. وقد اتم ابراهيم دراسته الإبتدائية بالقرية التى كان يقطن بها, ثم التحق بالتعليم الثانوى فى التوفيقية الخديوية ثم التحق بكلية الطب ولكنه لم يستطع الاستمرار بها حيث كان مرهف الحس ولم يستطع تحمل مناظر التشريح وما إلى ذلك وقد كان وترك كلية الطب والتحق بكلية الحقوق ولكنه تركها أيضا لأن مصروفاتها كثيرة ثم انتقل إلى مدرسة المعلمين وقد تخرج منها عام 1909 ليعمل فى التدريس لمدة عشرة سنوات قضى منها خمسة فى مدارس الوزارة وخمساَ فى المدارس الحرة. أبيه زير نساء وأمه "سيدة الدنيا" كان والد عبد القادر المازنى مدرساَ للغة العربية ثم عمل محاميا شرعياَ كما كان مسئولاَ عن الشئون الشرعية فى القصر الملكى كما كان يتسم بأنه مزواج يعشق النساء وخاصة التركيات لجمالهن, ولأنه كان دائم السفر إلى اسطنبول أتاح له ذلك الزواج من عدد كبير من هؤلاء النساء التركيات وقد توفى الوالد عندما كان إبراهيم فى التاسعة من العمر , اما عن والدة إبراهيم فعلى الرغم من أن زوجها توفى وهى تناهز الثلاثين عاماَ إلى أنها رفضت أن تتزوج مرة أخرى وعاشت فترة كبيرة من الزمن تقدر ب32سنة باقية على ذكرى زوجها والذى ألمها كثيراَ بكثرة زواجاته, وقد كان يصفها المازنى كثيراَ بأنها (سيدة الدنيا) حيث أن لها مواقف مشرفة ومؤثرة فى حياته فقد أصرت أن يستكمل تعليمه وذلك بعد أن إقترح أخيه الأكبر أن يترك إبراهيم دراسته ليذهب للعمل حيث أن وضعهم المادى كان متأزماً وذلك لأن اخيه الأكبر ورث عن والده حب النساء فبدد ثروة أبيه فى أقل من عام لتعيش أسرة المازنى على الستر و الكفاف. جميع ما سبق أثر في شخصية أديبنا حيث تعذب بعد أن بدد (أخوه الأكبر ثروة أبيهم ).. وكان ينظر إلى المرفهين فى أسى ويقول (ما ضر لو زادت الدنيا مرفها مدللا آخر.. أكانت تخرب ؟ .. أكان لابد لصلاحها أن أشقى وأتعذب هذا العذاب الغليظ ؟).. ويعترف المازنى بأن أستاذه الأول كان الفقر الذى أمده بالقوة والقدرة على الكفاح وعلمه التسامح والرفق والعطف وإيثار الحسنى، كما عوده ضبط النفس وحبب إليه الفقراء .. وكان يقول «لو وسعنى أن أملأ الدنيا سروراً واغتباطاً لفعلت، فإنى عظيم الرثاء للخلق وأحسب أن هذا تعليل ميلى للفكاهة» وكان حلم حياته أن يربح من الكتابة مبلغاً يكفى لبناء دار لأولاده ولكنه لم يستطع تحقيق هذا الحلم البسيط ، وظل طوال الوقت يسكن وسط المقابر فى مدافن الإمام الشافعى وذلك طلباً للعزلة ولضيق ذات اليد . وقيل إنه سقط ليلاً فى مقبرة مفتوحة فاصطدم بالجثث مما أصابه بحالة من الفزع الرهيب . وقد دفعه الفقر إلى العمل الدائم والدائب حيث يقول «أقوم من النوم لأكتب وآكل وأنا أفكر فيما أكتب فألتهم لقمة وأخط سطرا أو بعض سطر وأنام فأحلم أنى اهتديت إلى موضوع وأفتح عينى فإذا بى قد نسيته وأشتاق أن ألاعب أولادى فيصدنى أن الوقت ضيق لا ينفسح للعب وأن على أن أكتب» . ولذلك فقد عاش دائم الخوف على نفسه ودائم الخوف من الناس. يقول النقاد أنه اجتمع الفقر مع إعاقاته الجسدية والنفسية ليجعلوا كتاباته سوداوية حيث لايرى إلا الجانب القاتم كما كان عدميا لا تستوقفه غير النهايات؛ حيث كان الموت هو موضوعه الأثير فى قصائد ديوانه وفى عناوين كتبه وقد غلف كل هذا بالسخرية والفكاهة لدرجة أنه قد كتب رثاء لنفسه قال فيه : أيهـــا الزائــر قبـرى اتل ما خط أمامـك ها هنا فاعلم عظامى ليتها كانت عظامك المرأة والحب بحياة المازنى لعبت المراءة دور كبير فى حياة المازنى بدءاَ من والدته والتى كان لها دوراَ كبير ومؤثر بحياته حيث كانت صامدة قوية, وقد وضعها فى مرتبة (النموذج الأعلى) لمل يجب ان تكون عليه المرأة , ونرى ايضاَ أن زوجته قد أثرت بحياته وأثرت على ملامح شخصيته حيث أنه تزوج فى عام 1910 أى بعد تخرجه بعام واحد وبعد 11 عام رحلت زوجته بشكل مفاجئ وتركت له آلاما كبيرة وصدمة لا توصف كما تركت له ابنة اسمها (مندورة) كان يحبها إلى درجة العشق والوله وقد تفرغ لرعايتها لمدة سبع سنوات كاملة ثم رحلت هذه البنت بشكل مفاجئ ليدخل الرجل فى شرنقة من الحزن والشجن وكتب فى هذه الابنة الراحلة رثاء كثيراً أدمى القلوب وفجر أنهار الدموع. تزوج المازنى بعد رحيل ابنته وتمنى أن ينجب بنتاً أخرى إلى جانب أولاده الذكور ، وقد جاءت الابنة بالفعل ولكنها رحلت مثل أختها لتترك قلب أبيها أطلالاً. وكان المازنى يؤكد أن المرأة أقوى من الرجل بقوة حيلتها وقوة جمالها وكان يرى الجمال روحاً وليس جسماً ورغم كثرة ما تردد عن غزواته النسائية إلا أنه لم يقل لأي امرأة (أحبك) اعتقاداً منه بأن هذه الكلمة سوف تجعله عبداً للمرأة التي ستسمعها منه. قد كان يستعذب التحدث عن شعوره بالضعف والنقص أمام النساء وكان يستعذب الحط من نفسه وليس هذا على سبيل (الماسوشية) أو (لذة تعذيب الذات) ولكنه كان يفعل ذلك لأنه على ثقة من قدراته . أما عن الحب فى حياة المازنى فقد عرف الحب لأول مرة وهو فى الثالثة عشرة من عمره مع بنت الجيران فى السيدة زينب بعد أن أنقذ لها قطتها من فوق الشجرة وأصيب نتيجة هذه المغامرة ببعض الجروح البسيطة ، وكان يجاهر بحب هذه الصبية وسط الأهل والجيران .. وعندما شب عن الطوق راح يكثر من مغامراته النسائية حتى ولو من باب (الصيت ولا الغنى) وذلك كسلاح جديد يؤكد به لنفسه وللآخرين أنه ليس (أقل) من غيره بل إنه يتفوق عليهم .. وقد أحصى العقاد حبيبات المازنى ووجد أنهن 17 حبيبة. - يقول: مرَّتْ عشاءً بيَ فتّانةٌ.. يا حُسنَها لو أنَّ حسناً يدومْ والجوُّ ساجٍ شاحبٌ بدرُهُ.. كأنّما أضناه طولُ الوجوم فقلتُ يا غادةُ: أذكرتِني .. أحلامَ عيشٍ نسختْها الهموم أمثلُ هذا الحسنِ لمّا يزلْ .. في عالم الشرِّ القديم العميم؟ ألم يزل (كوبيدُ) ذا صولةٍ .. يرمي فيُدْمي كلَّ قلبٍ سليم؟ قالتْ: ومَنْ (كوبيدُ) هذا الذي .. تذكره مقترناً بالكُلوم؟ فقلتُ: هذا ولد مولعٌ .. بصيدِ أكبادِ الورى كالغريم فتمتمتْ عائذةً باسمِهِ .. من كلِّ شيطانٍ خبيث رجيم ! ومن الطريف بحياة المازنى العاطفية مغامرة عجيبة تعرض لها حيث استطاع شاب اسمه عبد الحميد رضا أن يوقع المازنى فى (فخ عاطفى) عندما أعطاه رسالة ادعى أنها من فتاة اسمها (فاخرة) وقد انطلت الحيلة على المازنى وظل يتبادل الرسائل العاطفية الساخنة مع هذه السيدة المزعومة ورغم أنه تشكك بعض الشىء إلى أنه تمادى فى هذه المغامرة حتى أخذ عبد الحميد رضا رسائل المازنى إلى إحدى المجلات ونشرها وكانت فضيحة مدوية .. ورغم هذا فقد كان المازنى يعتبر نفسه (دونجوانا) لا يبارى وقد كتب العقاد قصيدة عن المغامرات العاطفية مطلعها : أنت فى مصر دائم التمهيد بين حب عفى وحب جديد أصدقاء المازني أما عن الصداقة بحياة المازنى فقد كان له أصدقاء كثيرون أمثاله كتاب ونقاد ومبدعون وكانت علاقاته بهم متواترة فكان من أصدقائه شوقى والعقاد وعبد الرحمن شكرى وكتب ذات مرة مجموعة من المقالات فى جريدة السياسة عن مسرحيات شوقى الشعرية وقد قسا كثيراً على شوقى وقال عنه (قطعة متلكئة من قديم الزمن) .. كما اختلف هو والعقاد مع عبد الرحمن شكرى وهاجماه بعنف لدرجة أن المازنى وصفه بـ (صنم الألاعيب) مما دفع شكرى إلى الهرب إلى الإسكندرية ليعيش فى عزلة تامة . كما أنه اشترك مع العقاد سنة1921فى كتاب"الديوان"وهاجم فيه شعر حافظ و شوقى وهاجمه عبد الرحمن شكرى فى مقدمة الجزء الخامس من ديوانه واتهمة بالاختلاس من الشعراء الغربيين وعندما اخرج المازنى كتاب الديوان مع العقاد هاجمه وكتب فيه فصلين بعنوان "صمم الألاعيب ". المازنى فكاهى ساخر ولكن ...... كان المازنى قصير القامة جداَ حيث كان طوله لا يتجاوز 150سم مما جعله أقرب الى القزم وذلك غير أنه كان غير مستقبم فى مشيته بسب كسر مضاعف أصاب ساقه وترك له عاهة مستديمة جعلته (يعرج) فى مشيته مما استلزم (تفصيل حزام) بشكل معين حتى لايظهر هذا العرج بوضوح, ولهذا لجأ لسلاح آخر وهو السخرية اللاذعة من هذه الأشياء التى يعانى منها , فكان دائم الحديث عن تشويهاته الجسدية فى محاولة منه لمنع الآخرين من السخرية منه ، ونجده أيضاَ يصادق العقاد طويل القامة ويظل يذكر ذلك الوضع المضحك ويسخر منه فقد كان يصف نفسه بجوار العقاد بالرقم (10), ومع كل هذه السخرية والفكاهة فقد اتسمت كتاباته باليأس والحزن والرومانسية وكان يعزى نفسه بالتأكيد على أن الكاتب والفنان يجب أن يكون على يقين بأنه (ناقص) وسوف يبقى كذلك ومع هذا فقد كانت السخرية الوجه الآخر لروحه القلقة المعذبة . السياسة لا تخدم الأديب ورغم أن المازنى كان شخصية مرحة ساخرة الا أنه كان لديه قضيته التى يؤمن بها وهى انتماؤه وحسه الوطنى وقد اشترك مع د. محمد حسين هيكل ومحمد عبدالله عنان فى وضع كتاب اسمه (السياسة المصرية والانقلاب الدستورى) يهاجمون فيه الحكم الديكتاتورى لصدقى باشا . رغم هذا الحس الوطنى الواعى إلا أنه لم ينجح فى استثمار السياسة كما أن السياسة لم تخدمه، ففى الوقت الذى اختار العقاد أن يكون وفديا وأن يصبح كاتب الوفد الأول .. وقف المازنى فى الجانب الذى لا يربح حيث وقف فى خندق الأحرار الدستوريين وهو ملىء بكبار المثقفين مثل أحمد لطفى السيد - طه حسين - محمد حسين هيكل - محمود عزمى وغيرهم إضافة إلى أنه لم يشارك فى معاركهم السياسية ورغم أنه كتب كثيراً فى جريدة (السياسة) لسان حال الأحرار الدستوريين إلا أنه كتب فى البلاغ وهى وفدية، ولكن المحصلة أن السياسة لم تخدمه كما خدمت العقاد وطه حسين ورغم هذا فقد كانت بعض آرائه السياسية (سابقة للعصر) حيث كان من أوائل الذين دعوا للوحدة العربية واعتبرها ضرورة محتمة لسلامة الشعوب العربية وأمنها وقد كتب فى عام 1935 مقالا بعنوان (القومية العربية) .. ولذلك فإن المازنى - عكس كثير من معاصريه - قد استمد شهرته من الأدب والكتابة فقط . كما كان المازني واحداً من أهم أعمدة النهضة الثقافية العربية وأهم الأصوات التى نادت بتجديد الثقافة العربية بتحويلها إلى عملة تنفع الناس . روائى مبدع وصحفى بارع بدأت إبداعاته بالشعر والصحافة حيث قرر فى عام 1919 بالتوقف عن التدريس والتفرغ للعمل بالصحافة.. ولم تكن الصحافة جديدة عليه فقد نشر مقالاته وقصائده فى العديد من الصحف منذ أن كان طالباً فى المعلمين - وعندما عمل بالتدريس لم ينقطع عن الصحافة وواصل النشر فى صحف كثيرة مثل الدستور ، الجريدة ، البيان ، عكاظ الأسبوعية ، الأفكار ، وادى النيل ، الأهالى ، وقد عين محرراَ بجريدة الأخبار ثم محرراَ بجريدة "السياسة الاسبوعية" ثم رئيساَ لتحرير جريدة السياسة اليومية ثم رئيساَ لتحرير جريدة "الأتحاد" كما انتخب وكيلاَ لمجلس نقابة الصحفين عام1941. وقد علا نجم المازني عندما شارك صديقيه العقاد وعبد الرحمن شكرى فى الإعلان عند مدرسة الديوان فى الشعر؛ تلك المدرسة التى قامت على مهاجمة القديم المتمثل فى شعر حافظ وشوقى، وقد ألف المازنى والعقاد كتاب (الديوان) لوضع الأسس النظرية لهذه المدرسة التى تعد ثورة فى الشعر وتدعو إلى تنوع القوافى لتنوع الموسيقى ، كما تدعو إلى أن يكون الشعر تعبيراً عن الشاعر وأن تكون القصيدة ذات وحدة موضوعية بدلا من وحدة البيت كما يجب ألا تكون القصيدة تقليداً أو معارضة لشاعر قديم مهما كان شأنه). تأثر المازنى كثيراً بأشعار ابن الرومى وعارضه فى بعض قصائده كما تأثر كثيراً بعدد من شعراء الغرب مثل شيلى - بيرنز - ميلتون - هينى .. وكان دائم التطوير والتجديد فى الأفكار والموضوعات مع الالتزام التام بالصدق فى التعبير ، وذلك على حساب الشكل الفنى والأساليب والعبارات ، ورغم هذا فقد كان يجد صعوبة فى تطويع الشعر لأفكاره خصوصاً قوافيه التى كانت تضطره إلى استخدام ألفاظ غريبة ومشتقات شاذة مما ألجأه إلى شرحها فى ديوانيه الأول والثانى ويرجع ذلك إلى تمسكه باللغة التقليدية فى بداية حياته .. إلا أنه كان يرى الشعر ترجمة حميمة عن النفس وكشفا عن مكنوناتها ورغم أنه قد هجر الشعر فى سن السادسة والعشرين وهى سن صغيرة إلا أن (إنجازه الشعرى) لا يستهان به ؛ حيث أصدر ديوانه فى ثلاثة أجزاء ، صدر الجزء الأول منها عام 1914 كما كتب العديد من الكتب عن الشعر والشعراء مثل (شعر حافظ) ثم حصاد الهشيم - قبض الريح ، وفى هذين الكتابين دراسات عن العديد من الشعراء مثل المتنبى - ابن الرومى .. وله كتاب عن الشاعر (بشار بن برد) .. وفى كل هذه الكتب كان يقدم دراسات نفسية واجتماعية وتاريخية أى أنه كان يقدم العصر بكامله وكان هذا لوناً جديداً فى الدراسات الأدبية . ساهم المازني كثيرا في تحديث الأدب المصرى والعربى وكانت السياسة التي رسمها وآخرون أن يكون الأدب تعبيراً عن الكاتب وتصويراً لما يجول فى نفسه وعقله ، والأهم أن المازني كان صاحب أسلوب لم يستطع أحد أن يستنسخه بعد أن استطاع أن يجعل من اللهجة المصرية لغة عربية فصيحة ؛ حيث وضع علامات الإعراب على حروف هذه اللهجة وجعل من ألفاظها اللينة الجميلة كلمات ناصعة فى معجم جديد للغة ليتكلم بها الناس كما كان حريصا على استخدام الفصحى بعد أن جعل العامية مطية لها وخادماً فى موكبها ، وكان أسلوبه خالياً من كل العثرات و(الكلكعة) . تراث لا يستمع للاتهامات ورغم تميز وتفرد المازنى فيما أبدعه إلا أن بعض النقاد قد اتهموه بسرقة بعض أجزاء روايته "إبراهيم الكاتب" من رواية (سانين) للأديب الروسى (يباشيف) كما اتهمه بعض النقاد بسرقة مسرحيته الوحيدة التى كتبها بعنوان (غريزة امرأة) من مسرحية (الشاردة) للأديب الإنجليزى (جو لسور ذى) . ولكن مثل هذه الاتهامات لم تؤثر كثيراً على المحصلة النهائية لإنجاز المازنى الذى كان من أبرع كتاب النصف الأول من القرن العشرين خاصة فى مقدرته على السخرية من الدنيا ومن الناس ومن نفسه . كما كان من أوائل الذين قاموا بتعريف الأدب الغربى إلى قراء العربية وذلك نتيجة إجادته الرائعة للترجمة وقد ترجم العديد من الكتب المهمة مثل رباعيات الخيام - الآباء والأبناء لتور جنيف - سانين لآرتز يباشيف ، كما قدم ملخصات لروائع الأدب العالمى ونشرها فى مجلة (الصباح) لصاحبها مصطفى القشاش . وإضافة إلى كل هذا فقد كان صاحب الدعوة إلى إيجاد منهج جديد فى دراسة الأدب العربى والدعوة إلى نظرة جديدة إلى الأدب المصرى وقد توج دعوته بدراسة الأدب العربى وتاريخه دراسة متأنية بترتيب العصور وذلك عندما كان فى الخمسين من عمره . - أخرج المازني أكثر من أربعين كتاباَ فى الإبداع والنقد من أشهرها : (فى الطريق - صندوق الدنيا - الشعر غاياته ووسائله - من أحاديث المازنى - رحلة الحجاز - ميدو وشركاه - أقاصيص - من الناقد - ع الماشى - حديث الإذاعة) والغريب أن كل هذا الإبداع لم يشفع للمازنى لكى يحصل على أية جائزة !! ومن الواضح أنه كان مستشعراً لهذا الوضع الغريب فكتب يقول «عصرنا عصر تمهيد يقوم أبناؤه بقطع هذه الجبال التى سدت الطريق وتسوية الأرض لمن يأتون بعدهم .. وبعد أن تسوى الطريق يأتى نفر من بعدنا ويسيرون إلى آخره ويقيمون على جانبه القصور شامخة باذخة فيذكرون بقصورهم وننسى نحن الذين شغلوا بالتمهيد عن التشييد» . عندما قدمه العقاد لكى يتبوأ مكانه فى مجمع اللغة العربية وصفه بالعبقرية فى النثر والشعر ، كما كان المازنى يكتب لأنه يحب الكتابة لذاتها وكان يرى الفن تعبيراً عن الحياة بما فيها من فردية وحرية وإبداع... وباختصار فقد كان المازنى فيلسوف الحياة والفردية والحرية .. وكان يتعامل مع الإنسان على أنه حيوان (فنى) يهتم بالجمال إلى جوار المنفعة . وإذا كان المازنى (النموذج) لما يمكن أن تفعله العقد النفسية والجسدية مع المبدع الموهوب إلا أنه قد كسر بعض المسلَّمات فى سلوكيات أصحاب هذه العقد حيث كان من سماته الجميلة (التواضع) الشديد فرغم أن الذين يعانون من عقد نفسية لا بد وأن يصيبهم الغرور والتعالى كنوع من التعويض إلا أن المازنى كان شديد التواضع ، وكان ضد النجومية وشعبوى الهوى ولذلك تحققت له الجماهيرية الواسعة . "ومات الفتى المازنى" بعد رحلة مثيرة من العطاء أصيب المازنى فى سنواته الأخيرة بهاجس الموت ثم مات بعد انتشار البولينا فى الدم .. ورحل فى عام 1949 عن عمر يناهز التاسعة والخمسين . كتب يقول ذات مساء : مات الفتى المازنى ثم أتى من مـازن غيره على الأثر وكان يعنى ولادته مرة أخرى بعد اليأس فلاشك أننا بصدد شخصية عظيمة مبدعة تستحق منا كل تقدير وتستحق أن يذكرها التاريخ دوما. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() عباس العقاد"شعره وحياته" https://www.alsakher.com/vb2/showthread.php?t=106293 العقاد.. رحلة قلم* شباب وإباء تبوأ العقاد مكانة عالية في النهضة الأدبية الحديثة ندر من نافسه فيها، فهو يقف بين أعلامها، وكلهم هامات سامقة، علمًا شامخًا وقمة باذخة، يبدو لمن يقترب منه كالبحر العظيم من أي الجهات أتيته راعك اتساعه، وعمقه، أو كقمة الهرم الراسخ لا ترقى إليه إلا من قاعدته الواسعة، واجتمع له ما لم يجتمع لغيره من المواهب والملَكَات، فهو كاتب كبير، وشاعر لامع، وناقد بصير، ومؤرخ حصيف، ولغوي بصير، وسياسي حاذق، وصحفي نابه، ولم ينل منزلته الرفيعة بجاه أو سلطان، أو بدرجات، وشهادات، بل نالها بمواهبه المتعددة، وهمته العالية، ودأبه المتصل، عاش من قلمه وكتبه، وترفع عن الوظائف والمناصب لا كرها فيها، بل صونًا لحريته واعتزازًا بها، وخوفًا من أن تنازعه الوظائف عشقه للمعرفة. وحياة العقاد سلسلة طويلة من الكفاح المتصل والعمل الدءوب، صارع الحياة والأحداث وتسامى على الصعاب، وعرف حياة السجن وشظف العيش، واضطهاد الحكام، لكن ذلك كله لم يُوهِنْ عزمه أو يصرفه عما نذر نفسه له، خلص للأدب والفكر مخلصًا له، وترهب في محراب العلم؛ فأعطاه ما يستحق من مكانة وتقدير. المولد والنشأة في مدينة أسوان بصعيد مصر، وُلِدَ عباس محمود العقاد في يوم الجمعة الموافق (29 من شوال 1306هـ= 28 من يونيو 1889)، ونشأ في أسرة كريمة، وتلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة أسوان الأميرية، وحصل منها على الشهادة الابتدائية سنة (1321هـ= 1903م) وهو في الرابعة عشرة من عمره. وفي أثناء دراسته كان يتردد مع أبيه على مجلس الشيخ أحمد الجداوي، وهو من علماء الأزهر الذين لزموا جمال الدين الأفغاني، وكان مجلسه مجلس أدب وعلم، فأحب الفتى الصغير القراءة والاطلاع، فكان مما قرأه في هذه الفترة "المُسْتَطْرَف في كل فن مستظرف" للأبشيهي، و"قصص ألف ليلة وليلة"، وديوان البهاء زهير وغيرها، وصادف هذا هوى في نفسه، ما زاد إقباله على مطالعة الكتب العربية والإفرنجية، وبدأ في نظم الشعر. ولم يكمل العقاد تعليمه بعد حصوله على الشهادة الابتدائية، بل عمل موظفًا في الحكومة بمدينة قنا سنة (1323هـ= 1905م) ثم نُقِلَ إلى الزقازيق سنة (1325هـ= 1907م) وعمل في القسم المالي بمديرية الشرقية، وفي هذه السنة توفي أبوه، فانتقل إلى القاهرة واستقر بها. الاشتغال بالصحافة زيارة طلبة الكلية العسكرية للعقاد في مكتبه ضاق العقاد بحياة الوظيفة وقيودها، ولم يكن له أمل في الحياة غير صناعة القلم، وهذه الصناعة ميدانها الصحافة، فاتجه إليها، وكان أول اتصاله بها في سنة (1325هـ= 1907م) حين عمل مع العلامة محمد فريد وجدي في جريدة الدستور اليومية التي كان يصدرها، وتحمل معه أعباء التحرير والترجمة والتصحيح من العدد الأول حتى العدد الأخير، فلم يكن معهما أحد يساعدهما في التحرير. وبعد توقف الجريدة عاد العقاد سنة (1331هـ= 1912م) إلى الوظيفة بديوان الأوقاف، لكنه ضاق بها، فتركها، واشترك في تحرير جريدة المؤيد التي كان يصدرها الشيخ علي يوسف، وسرعان ما اصطدم بسياسة الجريدة، التي كانت تؤيد الخديوي عباس حلمي، فتركها وعمل بالتدريس فترة مع الكاتب الكبير إبراهيم عبد القادر المازني، ثم عاد إلى الاشتغال بالصحافة في جريدة الأهالي سنة (1336هـ= 1917م) وكانت تَصْدُر بالإسكندرية، ثم تركها وعمل بجريدة الأهرام سنة (1338هـ= 1919م) واشتغل بالحركة الوطنية التي اشتغلت بعد ثورة 1919م، وصار من كُتَّابها الكبار مدافعًا عن حقوق الوطن في الحرية والاستقلال، وأصبح الكاتب الأول لحزب الوفد، المدافع عنه أمام خصومه من الأحزاب الأخرى، ودخل في معارك حامية مع منتقدي سعد زغلول زعيم الأمة حول سياسة المفاوضات مع الإنجليز بعد الثورة. وبعد فترة انتقل للعمل مع عبد القادر حمزة سنة (1342هـ= 1923م) في جريدة البلاغ، وارتبط اسمه بتلك الجريدة، وملحقها الأدبي الأسبوعي لسنوات طويلة، ولمع اسمه، وذاع صيته واُنْتخب عضوا بمجلس النواب، ولن يَنسى له التاريخ وقفته الشجاعة حين أراد الملك فؤاد إسقاط عبارتين من الدستور، تنص إحداهما على أن الأمة مصدر السلطات، والأخرى أن الوزارة مسئولة أمام البرلمان، فارتفع صوت العقاد من تحت قبة البرلمان على رؤوس الأشهاد من أعضائه قائلا: "إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد يخون الدستور ولا يصونه"، وقد كلفته هذه الكلمة الشجاعة تسعة أشهر من السجن سنة (1349هـ= 1930م) بتهمة العيب في الذات الملكية. وظل العقاد منتميًا لحزب الوفد حتى اصطدم بسياسته تحت زعامة مصطفى النحاس باشا في سنة ( 1354هـ= 1935م) فانسحب من العمل السياسي، وبدأ نشاطُه الصحفي يقل بالتدريج وينتقل إلى مجال التأليف، وإن كانت مساهماته بالمقالات لم تنقطع إلى الصحف، فشارك في تحرير صحف روزاليوسف، والهلال، وأخبار اليوم، ومجلة الأزهر. مؤلفات العقاد المستقبل في عيون مفكر عُرف العقاد منذ صغره بنهمه الشديد في القراءة، وإنفاقه الساعات الطوال في البحث والدرس، وقدرته الفائقة على الفهم والاستيعاب، وشملت قراءاته الأدب العربي والآداب العالمية فلم ينقطع يومًا عن الاتصال بهما، لا يحوله مانع عن قراءة عيونهما ومتابعة الجديد الذي يصدر منهما، وبلغ من شغفه بالقراءة أنه يطالع كتبًا كثيرة لا ينوي الكتابة في موضوعاتها حتى إن أديبًا زاره يومًا، فوجد على مكتبه بعض المجلدات في غرائز الحشرات وسلوكها، فسأله عنها، فأجابه بأنه يقرأ ذلك توسيعًا لنهمه وإدراكه، حتى ينفذ إلى بواطن الطبائع وأصولها الأولى، ويقيس عليها دنيا الناس والسياسة. وكتب العقاد عشرات الكتب في موضوعات مختلفة، فكتب في الأدب والتاريخ والاجتماع مثل: مطالعات في الكتب والحياة، ومراجعات في الأدب والفنون، وأشتات مجتمعة في اللغة والأدب، وساعات بين الكتب، وعقائد المفكرين في القرن العشرين، وجحا الضاحك المضحك، وبين الكتب والناس، والفصول، واليد القوية في مصر. ووضع في الدراسات النقدية واللغوية مؤلفات كثيرة، أشهرها كتاب "الديوان في النقد والأدب" بالاشتراك مع المازني، وأصبح اسم الكتاب عنوانًا على مدرسة شعرية عُرفت بمدرسة الديوان، وكتاب "ابن الرومي حياته من شعره"، وشعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي، ورجعة أبي العلاء، وأبو نواس الحسن بن هانئ، واللغة الشاعرية، والتعريف بشكسبير. وله في السياسة عدة كتب يأتي في مقدمتها: "الحكم المطلق في القرن العشرين"، و"هتلر في الميزان"، وأفيون الشعوب"، و"فلاسفة الحكم في العصر الحديث"، و"الشيوعية والإسلام"، و"النازية والأديان"، و"لا شيوعية ولا استعمار". وهو في هذه الكتب يحارب الشيوعية والنظم الاستبدادية، ويمجد الديمقراطية التي تكفل حرية الفرد، الذي يشعر بأنه صاحب رأي في حكومة بلاده، وبغير ذلك لا تتحقق له مزية، وهو يُعِدُّ الشيوعية مذهبًا هدَّامًا يقضي على جهود الإنسانية في تاريخها القديم والحديث، ولا سيما الجهود التي بذلها الإنسان للارتفاع بنفسه من الإباحية الحيوانية إلى مرتبة المخلوق الذي يعرف حرية الفكر وحرية الضمير. وله تراجم عميقة لأعلام من الشرق والغرب، مثل "سعد زغلول، وغاندي وبنيامين فرانكلين، ومحمد علي جناح، وعبد الرحمن الكواكبي، وابن رشد، والفارابي، ومحمد عبده، وبرناردشو، والشيخ الرئيس ابن سينا". وأسهم في الترجمة عن الإنجليزية بكتابين هما "عرائس وشياطين، وألوان من القصة القصيرة في الأدب الأمريكي". إسلاميات العقاد انعقاد مجمع اللغة العربية برئاسةلطفي السيد ولحظةانفعال من العقاد تجاوزت مؤلفات العقاد الإسلامية أربعين كتابًا، شملت جوانب مختلفة من الثقافة الإسلامية، فتناول أعلام الإسلام في كتب ذائعة، عرف كثير منها باسم العبقريات، استهلها بعبقرية محمد، ثم توالت باقي السلسلة التي ضمت عبقرية الصديق، وعبقرية عمر، وعبقرية علي، وعبقرية خالد، وداعي السماء بلال، وذو النورين عثمان، والصديقة بنت الصديق، وأبو الشهداء وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وفاطمة الزهراء والفاطميون. وهو في هذه الكتب لا يهتم بسرد الحوادث، وترتيب الوقائع، وإنما يعني برسم صورة للشخصية تُعرِّفنا به، وتجلو لنا خلائقه وبواعث أعماله، مثلما تجلو الصورة ملامح من تراه بالعين. وقد ذاعت عبقرياته واُشتهرت بين الناس، وكان بعضها موضوع دراسة الطلاب في المدارس الثانوية في مصر، وحظيت من التقدير والاحتفاء بما لم تحظ به كتب العقاد الأخرى. وألَّف العقاد في مجال الدفاع عن الإسلام عدة كتب، يأتي في مقدمتها: حقائق الإسلام وأباطيل خصومه، والفلسفة القرآنية، والتفكير فريضة إسلامية، ومطلع النور، والديمقراطية في الإسلام، والإنسان في القرآن الكريم، والإسلام في القرن العشرين وما يقال عن الإسلام. وهو في هذه الكتب يدافع عن الإسلام أمام الشبهات التي يرميه بها خصومه وأعداؤه، مستخدمًا علمه الواسع وقدرته على المحاجاة والجدل، وإفحام الخصوم بالمنطق السديد، فوازن بين الإسلام وغيره وانتهى من الموازنة إلى شمول حقائق الإسلام وخلوص عبادته وشعائره من شوائب الملل الغابرة حين حُرِّفت عن مسارها الصحيح، وعرض للنبوة في القديم والحديث، وخلص إلى أن النبوة في الإسلام كانت كمال النبوات، وختام الرسالات وهو يهاجم الذين يدعون أن الإسلام يدعو إلى الانقياد والتسليم دون تفكير وتأمل، ويقدم ما يؤكد على أن التفكير فريضة إسلامية، وأن مزية القرآن الأولى هي التنويه بالعقل وإعماله، ويكثر من النصوص القرآنية التي تؤيد ذلك، ليصل إلى أن العقل الذي يخاطبه الإسلام هو العقل الذي يعصم الضمير ويدرك الحقائق ويميز بين الأشياء. وقد رد العقاد في بعض هذه الكتب ما يثيره أعداء الإسلام من شبهات ظالمة يحاولون ترويجها بشتى الوسائل، مثل انتشار الإسلام بالسيف، وتحبيذ الإسلام للرق، وقد فنَّد الكاتب هذه التهم بالحجج المقنعة والأدلة القاطعة في كتابه "ما يقال عن الإسلام". شاعرية العقاد لم يكن العقاد كاتبًا فذا وباحثًا دؤوبًا ومفكرًا عميقًا، ومؤرخًا دقيقًا فحسب، بل كان شاعرًا مجددًا، له عشرة دواوين، هي: يقظة الصباح، ووهج الظهيرة، وأشباح الأصيل، وأعاصير مغرب، وبعد الأعاصير، وأشجان الليل، ووحي الأربعين، وهدية الكروان، وعابر سبيل، وديوان من دواوين، وهذه الدواوين العشرة هي ثمرة ما يزيد على خمسين عامًا من التجربة الشعرية. ومن أطرف دواوين العقاد ديوانه "عابر سبيل" أراد به أن يبتدع طريقة في الشعر العربي، ولا يجعل الشعر مقصورًا على غرض دون غرض، فأمور الحياة كلها تصلح موضوعًا للشعر؛ ولذا جعل هذا الديوان بموضوعات مستمدة من الحياة، ومن الموضوعات التي ضمها الديوان قصيدة عن "عسكري المرور" جاء فيها: متحكم في الراكبـــين وما لــــه أبدًا ركوبة لهم المثوبة من بنــانك حين تأمر والعقـــوبة مُر ما بدا لك في الطـريق ورض على مهل شعوبه أنا ثائر أبدًا وما فـــي ثورتي أبدًا صعـــوبة أنا راكب رجلي فـــلا أمْرٌ عليَّ ولا ضريبة تقدير العقاد لقي العقاد تقديرا وحفاوة في حياته من مصر والعالم العربي، فاخْتير عضوًا في مجمع اللغة العربية بمصر سنة (1359هـ= 1940م) فهو من الرعيل الأول من أبناء المجمع، واخْتير عضوًا مراسلا في مجمع اللغة العربية بدمشق، ونظيره في العراق، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة (1379هـ= 1959م). وتُرجمت بعض كتبه إلى اللغات الأخرى، فتُرجم كتابه المعروف "الله" إلى الفارسية، ونُقلت عبقرية محمد وعبقرية الإمام علي، وأبو الشهداء إلى الفارسية، والأردية، والملاوية، كما تُرجمت بعض كتبه إلى الألمانية والفرنسية والروسية. وكان أدب العقاد وفكره ميدانًا لأطروحات جامعية تناولته شاعرًا وناقدًا ومؤرخًا وكاتبًا، وأطلقت كلية اللغة العربية بالأزهر اسمه على إحدى قاعات محاضراتها، وبايعه طه حسين بإمارة الشعر بعد موت شوقي، وحافظ إبراهيم، قائلا: "ضعوا لواء الشعر في يد العقاد، وقولوا للأدباء والشعراء أسرعوا واستظلوا بهذا اللواء، فقد رفعه لكم صاحبه". وقد أصدرت دار الكتب نشرة بيلوجرافية وافية عن مؤلفات العقاد، وأصدر الدكتور حمدي السكوت أستاذ الأدب العربي بالجامعة الأمريكية كتابًا شاملا عن العقاد، اشتمل على بيلوجرافية لكل إنتاج العقاد الأدبي والفكري، ولا تخلو دراسة عن الأدب العربي الحديث عن تناول كتاباته الشعرية والنثرية. واشْتُهر العقاد بصالونه الأدبي الذي كان يعقد في صباح كل جمعة، يؤمه تلامذته ومحبوه، يلتقون حول أساتذتهم، ويعرضون لمسائل من العلم والأدب والتاريخ دون الإعداد لها أو ترتيب، وإنما كانت تُطْرح بينهم ويُدلي كل منهم بدلوه، وعن هذه الجلسات الشهيرة أخرج الأستاذ أنيس منصور كتابه البديع " في صالون العقاد". وفاة العقاد ظل العقاد عظيم الإنتاج، لا يمر عام دون أن يسهم فيه بكتاب أو عدة كتب، حتى تجاوزت كتُبُه مائةَ كتاب، بالإضافة إلى مقالاته العديدة التي تبلغ الآلاف في بطون الصحف والدوريات، ووقف حياته كلها على خدمة الفكر الأدبي حتى لقي الله في (26 من شوال 1383هـ= 12 من مارس 1964م). *أحمد تمام من مصادر الدراسة: نعمات أحمد فؤاد: قمم أدبية ـ عالم الكتب ـ القاهرة ـ 1984م. جمال الدين الرمادي: من أعلام الأدب المعاصر ـ دار الفكر العربي ـ القاهرة ـ بدون تاريخ. محمد رجب البيومي: النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين ـ دار القلم ـ دمشق 1415 هـ= 1995م). شوقي ضيف: مع العقاد ـ دار المعارف ـ القاهرة ـ بدون تاريخ. محمد مهدي علام: المجمعيون في خمسين عامًا ـ الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، القاهرة (1406هـ= 1986م). مجلة الهلال ـ عدد خاص عن العقاد. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() نبذه عن الاديب عباس محمود العقاد تاريخه و اعماله |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() المقدمـــــــــة: كانت بداية هذا العبقري في أرض أسوان بجنوب وادي الكنانة في اليوم الأول من شهر يوليو سنة 1889م من أبوين يجدر الإشارة إليهما لما لهما من كثير الصلة بطباع الأديب ا لكبير، وقد روى الأستاذ الجبلاوي أن صورة العقاد أقرب إلى صورة والدته وكان الأستاذ الجبلاوي قد عرف العقاد سنة 1920م أي بعد وفاة والد العقاد بعشر سنوات. وكان والد العقاد واسمه محمود إبراهيم مصطفى العقاد مديراً لإدارة المحفوظات بمديرية أسوان وقد اشتهر بالتقوى وكرم العنصر وعرف بالتنظيم في عمله وقد تسلم محفوظات الإدارة وهي في أسوأ حال فعكف على تنظيمها وترتيبها حتى أصبح من اليسير الاستدلال على ما تفرق من أوراقها المكدسة. أما والدة العقاد فقد عرفت بالنشاط والتقوى. وجده لأمه هو محمد أغا الشريف ويعزى نسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض المراجع بينما يعزوه أحد المراجع إلى العباس بن عبدالمطلب. وكان العقاد يرسل لها بانتظام ثلث راتبه من الكتابة الصحفية وعاشت حتى عام 1949م حيث ماتت والعقاد في الستين من عمره. دخل العقاد المدرسة بأسوان وكان مشتهراً بالتقدم في دروسه إلا أنه ترك الدراسة بعد حصوله على الشهادة الابتدائية. وانكب على كتب الأدب يقرؤها مشتغلاً بالتدريس وقد بلغ من نبوغه أن الامام محمد عبده زار المدرسة وقرأ ما كتبه الطالب العقاد فأعجب بذلك وقال: ما أحرى أن يكون هذا كاتباً بعد. وعندما كان العقاد في الخامسة عشرة من عمره يدرس التقى لأول مرة بالزعيم مصطفى كامل رحمه الله. يقول العقاد: «رأيت مصطفى كامل لأول مرة وأنا في الخامسة عشرة كنت ببلدتي في أسوان اشتغل مع زملائي بإحدى الدعوات المحلية وهي دعوة التطوع للتعليم بالمدارس الأهلية. وخرج مصطفى كامل ذات صباح يتمشى على شاطىء النيل ومعه الكاتبة الفرنسية مدام جوليت والإنجليزية مسز يونج فدعاه صاحب المدرسة الأهلية. ودخل مصطفى كامل السنة الرابعة وفيها درس اللغة العربية - يقصد العقاد أنه كان المدرس - فجلس مكان التلميذ الذي يكتب على اللوحة وأملى بيت أبي العلاء: والمرء ما لم تعد نفعاً إقامته غيم حمى الشمس لم يمطر ولم يسر وطلب من التلميذ شرح معناه فتلعثم التلميذ فاسعفت التلميذ معتذراً بأن الغيم الذي لا يمطر في أسوان ولا يسير نعمة محبوبة وأن الغيم الممطر وغير الممطر عندنا قليل».وفي عام 1905م والعقاد في السادسة عشرة يذهب العقاد إلى القاهرة وبدأ في مقابلة الإعلام فالتقى في تلك السنة يعقوب صروف وجورجي زيدان ومحمد فريد الزعيم الوطني. وبدأت مقالاته تظهر على صفحات اللواء وكذلك قصائده. إلا أن أهم منعطف في حياته هو عمله في صحيفة الدستور الأسبوعية. تعرف العقاد على الأستاذ محمد فريد وجدي وكان كاتباً إسلامياً قديراً نابه الذكر وكان يعد العدة لإصدار صحيفة أسبوعية ناطقة باسم الحزب الوطني شأنها شأن اللواء. وكان وجدي بحاجة إلى من يساعده في التحرير. فتقدم العقاد بالطلب ووافق وجدي على طلبه. وصدر العدد الأول من الصحيفة عام 1907م. وقد أعطى العقاد جهده تحريراً وكتابة معجباً بسعة اطلاع وجدي وتسامحه في الرأي. وفي نفس العام تعرف العقاد على سعد زغلول الذي كان يومها وزيراً للمعارف. وأجرى العقاد بعد التعارف حديثاً مع سعد زغلول ووافق محمد فريد وجدي على نشرها رغم عدم رضا الحزب الوطني عن سياسة سعد زغلول في وزارة المعارف. واستمر العقاد ينشر المقالات وتعرف على صديقه الأستاذ إبراهيم عبدالقادر المازني الذي شاركه في الكتابة في الدستور وفجعت مصر عام 1908م بوفاة مصطفى كامل واستمر العقاد في عمله بالدستور حتى عام 1910م فترك العمل وتوفي والده في ذلك العام. وأصدرت دار الهلال للعقاد أول كتبه «خلاصة اليومية» عام 1912 وكذلك الشذور عام 1913هـ والإنسان الثاني عام 1913م. وفي عام 1913 م أصدر عبدالرحمن شكري الجزء الثاني من ديوانه فكتب له العقاد مقدمة قيمة. وفي عام 1914م قدم الجزء الأول من ديوان المازني. وجاء دور العقاد ليخرج أول دواوينه عام 1916م وهو «يقظة الصباح». وقد احتوى الديوان على قصائد عديدة منها «فينوس على جثة أدونيس» وهي مترجمة عن شكسبير وقصيدة «الشاعر الأعمى» و«العقاب الهرم» و«خمارويه وحارسه» و«رثاء أخ» و«ترجمة لقصيدة الوداع» للشاعر الاسكتلندي برنز، ومن ذلك اليوم شجر الخلاف بين شداة الأدب. فالجميع متفق على مكانة العقاد في النثر والنقد إلا أن شاعرية العقاد كانت مثار الخلاف فمنهم من يرى أن لشعر العقاد مكانة عالية ومن أولئك د. طه حسين وإبراهيم عبدالقادر المازني وعبدالرحمن شكري وعبدالرحمن صدقي وعلي أدهم وسيد قطب. ومنهم من رأى أن الرجل متوسط القامة في الشعر من أمثال ما رون عبود ومحمد مندور. وقصيدة «الحب الأول» في ديوان «يقظة الصباح» من أعظم قصائد الديوان وهي قصيدة طويلة يعارض به ابن الرومي. وقد أعجب بها كثير من النقاد بينما يرى آخرون أنه سطا فيها على كثير من شعراء التصوف الإسلامي يقول فيها العقاد: يا من يراني غريقاً في محبته وجدا ويسألني هل أنت غصان واصنيعة الحب أبديه وأكتمه ومن عنيت به عن ذاك غفلان لي في محياك أشعار أضن بها على امرىء فخره عرش وأيوان على محياك من وشى الصبا.. روع وللمحبين أحداق وأعيان إن الجسوم مثناه جوارحها إلا القلوب فصيغت وهي أحدان لكل قلب قرين يستتب به خَلق وخُلق فهل يرضيك نقصان وتقوم الحرب العالمية الأولى وينفى سعد من البلاد وتتوثق صداقة العقاد مع زعيم الوفد ويصبح كاتب الوفد الأول ويصيب شهرة مدوية في البلاد. وفي هذه الأثناء رجع شوقي من المنفى وبدأ العقاد في تأليف كتاب «الديوان في النقد والأدب».. للهجوم على شوقي وقد اشترك المازني معه في تأليف الكتاب الذي صدر عام 1921م، وقد بدأ العقاد في الهجوم على شوقي متناولاً قصيدة شوقي في رثاء مصطفى كامل وهي قصيدة مطولة. وقد حاول العقاد تأصيل منهج حديث لنقد الشعر يقول العقاد: اعلم - أيها الشاعر العظيم أن الشاعر من يشعر بجوهر الأشياء لا من يعددها ويحصي أشكالها وألوانها وان ليست مزية الشاعر أن يقول لك عن الشيء ماذا يشبه وإنما مزيته أن يقول ما هو ويكشف عن لبابه وصلة الحياة به. وليس هم الناس من القصيدة أن يتسابقوا في أشواط البصر والسمع وإنما همهم أن يتعاطفوا ويودع أحسهم وأطبعهم في نفس إخوانه زبدة ما رآه وما سمعه وخلاصة ما استطابه أو كرهه».وأصبح الكاتب ذائع الصيت واسع الشهرة في أنحاء العالم العربي ويصل صوته جهيراً إلى أدباء المهجر من أمثال ميخائيل نعيمة الذي أرسل إلى الشاب العقاد كتابه «الغربال» ليكتب له مقدمته فيوافق العقاد وتصدر الطبعة الأولى في دار الهلال. وفي عام 1922م أصدر العقاد كتابه «الفصول». وقد وضع الكاتب قلمه في ركاب سعد زغلول والثناء عليه. وفي عام 1923م كتب العقاد في صحيفة الأخبار التي رأس تحريرها أمين الرافعي. وفي عام 1926م وقع الأديب العقاد في حب سارة وهو حب عاثر قصته أشبه بقصة آلام مزتر وقد سجلها العقاد بعد ذلك في قصته «سارة». وأما سارة فقد ذكر اسمها الحقيقي الأستاذ علي أدهم في مقاله في الهلال وكذلك عامر العقاد في كتابه عن عمه، وأحب العقاد في نفس الوقت مي زيادة التي كان يتردد على صالونها، الصالون الذي قال عنه إسماعيل صبري: إن لم أمتع بمي ناظري غدا أنكرت صبحك يا يوم الثلاثاء وانتهت القصتان بألم مرير عاشه العقاد طوال حياته. وقد رثى حبه مع مي بعد أن علم بهيامها بمعاصرها اللبناني جبران خليل جبران. يقول العقاد: ولد الحب لنا وامزحتاه وقضى في مهده واأسفاه مات لم يدرج ولم يلعب ولم يشهد البلوى ولم يعرف أباه ليته عاش فأما إذ.. قضى فليكن برداً على القلب جواه أشكر الموت وأشكوه معاً غال حبي قبلما تنمو قواه غاله وهو صغير قبلما تكبر البلوى به يوم نواه كنت أرجوه لليلى كلما لجت الحيرة بي تحت دجاه كنت أرجوه ليومي كلما عزني في مطلع الشمس هداه وبدأ العقاد مقالاته في البلاغ الأسبوعية منذ صدورها سنة 1923م فكتب مقالاً أسبوعياً حتى عام 1929م وفي أثناء هذه المقالات توفي سعد زغلول صديقه. وأصدر كتابه «ابن الرومي» حائزاً اعجاب النقاد والقراء.. وبعد شهر من صدور الكتاب أدخل العقاد السجن بتهمة العيب في الذات الملكية. فلبث في سجن قرة ميدان لمدة تسعة أشهر وبعد خروجه توجه إلى قبر صديقه سعد زغلول منشداً قصيدته: إلى الذاهب الباقي ذهاب مجدد وعند ثرى سعد مثاب ومسجد وكنت جنين السجن تسعة أشهر منها أنذا في ساحة الخلد أولد وخرج من غيابة السجن متابعاً مواقفه حتى حصل الخلاف بينه وبين مصطفى النحاس. ففي عام 1933م قامت وزارة توفيق نسيم فأيدها مصطفى النحاس وهاجمها العقاد.فاستدعى مصطفى النحاس باشا العقاد لمقابلته بمنزل النحاس بالأسكندية.ووصل العقاد وكان معه محمد طاهر الجبلاوي. وعند المقابلة كان هذا الحوار: مصطفى النحاس: لماذا تحمل على الوزارة يا أستاذ.. يا عقاد؟ العقاد: لأنها انحرفت عن الطريق السوي وتماطل في إعادة الدستور وتعمل لصالح الإنجليز. النحاس: ولكن الوفد يؤيد هذه الوزارة. العقاد: لن أقف وقفة الاغضاء عن مساوىء الوزارة. النحاس: أنا زعيم الأمة أؤيد الوزارة فما عساك تصنع يا عباس يا عقاد. العقاد: أنت زعيم الأمة لأن هؤلاء انتخبوك ولكنني كاتب الشرق بالحق الإلهي. النحاس: إن الوزارة باقية ما دام الوفد يؤيدها. العقاد: لن تنتهي برية هذا القلم إلا وقد انتهى أجل هذه الوزارة. وكانت النهاية بين العقاد وحزب الوفد وقد حارب الوفد العقاد فمنع من الكتابة في البلاغ الأسبوعي، فكتب العقاد في الجهاد والأهرام في الثلاثينيات. وفي الثلاثينيات أصدر العقاد «تذكار جيتي» و«ديوان وحي الأربعين» و«حياة سعد زغلول» سنة 1936م. ومن أهم ما أصدر في الثلاثينيات قصته الذائعة الصيت «سارة» التي سجل فيها هيامه بسارة وحبه لهند. وهند في الرواية هي الأديبة مي زيادة. ويبدو أن العقاد لم تزل نفسه تنبض بحب سارة. انظر إلى قوله «لونها كلون الشهد المصفى يأخذ من محاسن الألوان البيضاء والسمراء والحمراء والصفراء في مسحة واحدة. وعيناها نجلاوان وطفاوان تخفيان الأسرار ولا تخفيان النزعات فيهما خطفة الصقر ودعة الحاجة. وفمها فم الطفل الرضيع لولا ثنايا تخجل العقد النضيد في تناسق وانتظام ولها ذقن كطرف الكمثرى الصغيرة واستدارة وجه وبضاضة جسم». وتقوم الحرب العالمية الثانية ويقف الأديب موقفاً معادياً للنازية جلب له المتاعب. وأعلنت أبواق الدعاية النازية اسمه بين المطلوبين للعقاب.. وما ان اجتاحت جنود روميل الصحراء واقتربت من أرض مصر حتى تخوف العقاد لما لمقالاته النارية من وقع على النازية تلك المقالات التي جمعها بعد ذلك في كتابين هما «هتلر في الميزان» و«الحرب العالمية الثانية» فآثر العقاد السلامة وسافر عام 1943م إلى السودان حيث احتفى به أدباء السودان حفاوة بليغة. وهزم النازي ورجع العقاد إلى قاهرته. وبعد الحرب، بدأ العقاد سلسلة كتبه الإسلامية حيث أصدر بين نهاية الحرب وأوائل سنة 1950م عدداً منها مثل «عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم« و«مطلع النور» و«عبقرية الصديق» و«عبقرية عمر» و«بلال مؤذن السماء» و«عبقرية الإمام» وغيرها.وفي 23 يوليو 1952م انتهى حكم أسرة محمد علي باشا وقد تميزت فترة الخمسينيات عند العقاد بمزيد من الكتب الإسلامية مثل «ما يقال عن الإسلام» و«الإسلام في القرن العشرين» و«المرأة في القرآن». وهكذا نرى أن الأستاذ عباس محمود قدم الكثير من الأعمال للأدب العربي وقد أنهيت هذا البحث والحمدلله وارجوا أن أفيد به بإذن الله , استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. المصــــــــادر : https://www.al-jazirah.com.sa/2002jaz/jul/3/cu4.htm https://www.khayma.com/salehzayadneh/poets/3aqqad/3aqqad.htm https://membres.lycos.fr/lyceemaroc2/ARABE/8n.html |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
التحديد, الديوان, جماعة, شعرهم, ومظاهر |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc