ردّاً على موضوع الأخت أريج، ومعها دعوة جماعيّة..

[صَمْـتْــــ~]

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضلة أريـج،،
موضوعك قيّم و يستحقّ الاهتِمام، ممّا جعلني أفتحُ هذه الصّفحة ليتسنّى للجميع إبداء رأيهم بحريّة مطلقة، كما لن يفوتني بالمناسبة تقديم اعتِذاري لجميع الأعضاء بسبب تقصيري في الردّ على مواضيعهم لظروفٍ حالت دونَ ذلِك ..
فكم أقدِّر مبادرتك في الإشارة إلى هذه النّقطة المهمّة..والتي تمنّيتُ أن نُطبِّقها بيننا محاولةً منّا لِدفع عجلة الإبداع عبر مسارٍ أدبيٍّ يقودُنا إلى الأحسن..
فقط غاليتي، ومن وُجهة نظري لديّ تعقيب بسيط..وهو أنّ كلِمة "النّقد" أكبر من أن نتّخِذ مسؤوليّة نسْبِ معناها إلينا.. وهو ما يدعونا للإجابةِ أوّلا على هذه التّساؤُلات..
ما هي الصّفات التي يجب أن تتوفّر في النّاقِد؟؟
و إن كنت تعرِفها..فهل ترى نفسَك مؤهّلاً لانتِقادِ أعمال الغير؟؟
طبعاً بمجرّد دخولِكم لمحرّك البحث جوجل، بإمكانِكم إيجاد مواقِع ثريّة، تصبّ في قالبِ الشّرح المفصّل والدّقيق بشأنِ كلّ ما يتعلّق بفنّ النّقد..ليقوم كلّ واحدٍ بمُقارنة إمكانيّاتِه الأدبيّة ربّما بما أسفرَ عليه بحثه..ليجِدَ أنّه بعيد عن إمكانيّة خوضه لغمار هذا الفنّ..( لكن بدرجات مُتفاوِتة بين هذا وذاك )..
و لكِن إن لم نجِد فينا ما يمكّننا من ذلِك تبنّي هذه المسؤوليّة، فأكيد سنجِدُ جانِباً أو صفة من هذه الصِّفات..التي تُمكِّنُنا من الإفـادة..و إن قلَّ ما يُمكِنُنا تقديمه كمساعدة لِغيرِنا..
فهناك من هو متمكّنٌ في البلاغة، وهناك من لديه ملكة الذّوق..و هناك من هو ثريّ من حيث الثّقافة اللغويّة و آخر تسنده موهبته وربّما خبرته من خلال إطلاعه على نصوص لأدباء متمكّنين..و آخرون..
و إن أحسنَ كلٌّ منّا استغلالَ صفةٍ واحِدة من هذه الصِّفات و طبَّقها كخطوةٍ لنزع لِثام الغموض، أو الأخطاء التي يكتشِفها في نصوصِ غيره.. لتمكّنا من صقلِ مواهِبنا بمعارِف تُثري رصيدنا الفِكري،
و مساعدة بعضِنا، و بالتّالي خلق جوّ ودّي يحمِّسنا على المثابرة والمنافسة لتحصيلِ الأفضل..
و منه أريدُ أن نستبدِلَ كلِمة "النّـقد" التي قد لا يتحمّلُ البعض البعضُ معناها، بكلِمة أو معنى آخر يليقُ بالجميع وهي " التّوجيه " الذي يندرِج ضِمنَ أدوار النّقد و الذي يُلائِم جُزئيّة ما يملِك كلُّ واحِدٍ منّا..سيراً على ما سبقَ ذكره من صِفات تختلِفُ من أحدٍ إلى الآخر..و بمعنى آخر " استِغلال قُدراتِنا الأدبيّة باختِلافِها في مساعدة وتوجيه غيرِنا.."
بشرط أن يتحلّى المُوجِّه باللّيونة وحُسنِ القول، و أن يتفادى التّجريح أو الإهانة أو التّقليل من شأنِ من أخطأ، و أن يتّسِم بالتّواضُع و الأهمّ هو أن يُخلِص نيّته في كونه يسعى لإفادةِ غيره..ابتغاء مرضاةِ الله،
ولكن هذا لن يتمّ بنجاح إن كان البعض يظنّ سوءا فيمن سعى لمساعدته، فيتّخِذ الأمر بحساسيّة (أن يتّسِم الموجَّه بِسعةِ صدره)..فعلينا أن نتقبّل الفِكرة لإيجابيّاتِها و التخلّي عن الثّقة العمياء التي نضعها أحيانا في أنفسنا حتّى لا نُصاب بالغرور الذي يقتلُ فينا ثمرة الإبداع..و دائِما أقول أنّنا معرّضون للخطأ و بِحاجةٍ ماسّة لِمن يمدّنا يدَ العون، وكم أتمنّى أن نرقى بقِسم الإبداع و أن نصِل لمستويات بعض أقسام الأدب في بعض المنتديات التي تُدهشُني فيها طريقة النّقاش بين المبدعين،و التي تُمهِّدُ بينهم الأرضيّة للبناء الفِكري السّليم و الهادِف.
قاب قوسين ():

مُؤخّرا قمتُ بتقديم نصيحة لأحد الأعضاء الجدُد بطريقة مبسّطة رغم أن نصّه كان ينقصُ لبناءٍ سليم، ممّا أثّرَ على محتواه، وفوجئتُ أنّه تجاهلَ ردّي و أجاب على من قدّمَ له الثّناء بعدي..
و لم أستغرِب الأمر لانّي توقّعتُ ذلِك..
،،،،
دعــوة:

وبهذه المناسبة التي جاءت وليدة موضوع الأخت أريج، أظمّ صوتي لِصوتِها و لأصوات الإخوة الذين أثنوا على الفِكرة المطروحة بمحاولة طيِّنا لصفحةٍ باتت تزرع الملل و تطفئ وهجَ الإبداع والانتقال لأهمّ المراحِل التي تُحيي نبضَ أقلامِنا وتُقرِّبنا من بعضِنا البعض.
،،،،
مـلاحظة:

من خِلال قراءتي لنصوص الأعضاء و اعتِيادي على مستوى بعضِهم في الكتابة اكتشفتُ مواهِب تستحقُّ الرّعاية الجديّة..و قد أتطرّق لهذه النّقطة في فُرصةٍ أخرى بِهدف شُكر من يقومون بإظهار الوجه الحسن لهذا القِسم..ولولاهم لتمكّنَ الرّكودُ منه..

فألف تحيّة للجميع و معها دعوة جديّة لِمواكبة ركب الإبداع بمعنى الكلِمة.