دموع على الوطنيّة بكلمات إفرنجيّة

[حسناء]

ينادي الجنس البشري بصيحات الانتماء والوطنيّة، يخشى الواحد منهم الغربة والبين وطول الهجر وقلّة الحيلة، ثم بينما هو خائف يترقّب في مهجره يتخلّى عنه انتماؤه وتتلاشى الصيحات ويغرق في الغير، تخونه اللغة وتأبى كلماته أن تنسجم مع مفرداته الغيريّة الجديدة، يحتدم الصراع بين الأصل الضئيل الّذي يعيش على بقايا شعور قديم باهت، والوافد الجديد الّذي يغذّيه الهوى والشّباب والبهجة والكثرة.. أينما ولّيت وجهك تجده من حولك، ولابدّ أن القديم هو الآفل والجديد أخذ مكانته بكلّ صلابة وتجذّر؛ أخذ من الرّجل الرّوح واللسان، بينما بقي عقله ينادي بشعارات الانتماء الجوفاء يرشّ عليها بعضا من بهارات لغته الجديدة.. يعيش التناقض؛ يغرق فيه حتّى يختنق فيغيثه محيطه الغربيّ بشهقة ميلاد جديد .. حتّى همس العقل يسكت هذه المرّة*!!

[اكرام براءة]

نصّك لا يصف الاغتراب فحسب
هو يضع القارئ أمام مرآة قاسية تُظهر هشاشة الانتماء حين يُختبر خارج دفء المكان و اللغة ..
[ عبء ثقيل يحتاج قدرة دائمة على الاحتمال ]
الغربة هنا لا تُجبر الإنسان على التخلّي بقدر ما تكشف ما كان هشًّا فيه منذ البداية ..
و أكثر ما يوجع في هذا الطرح هو ذلك الصراع الصامت بين عقلٍ يصرّ على الشعارات
و روحٍ انساقت – ببطء أو اندفاع – نحو واقع جديد يفرض لغته و ملامحه

و بالحديث عن الانتماء هنا
يبدو أنه ليس فكرة مجرّدة ، بل كائن يضعف إذا لم يُغذَّ
و يذبل إن عاش على الذكرى وحدها
و اللغة ، كما تفضّلتِ ، أول ما يُصاب بالخيانة
لأنها آخر حصن للهوية و أسرعها انهيارًا حين تطول الغربة
أما " شهقة الميلاد الجديد " التي يمنحها المحيط الغربي
فهي خلاص بقدر ما هي إدانة
خلاص من الاختناق
و إدانة لذاك القديم الذي لم يستطع أن يحمي أبناءه إلا بالشعارات

يقف الإنسان معلّقًا لا ينتمي تمامًا و لا يتخلّى كليًّا

[حسناء]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اكرام براءة

نصّك لا يصف الاغتراب فحسب
هو يضع القارئ أمام مرآة قاسية تُظهر هشاشة الانتماء حين يُختبر خارج دفء المكان و اللغة ..
[ عبء ثقيل يحتاج قدرة دائمة على الاحتمال ]
الغربة هنا لا تُجبر الإنسان على التخلّي بقدر ما تكشف ما كان هشًّا فيه منذ البداية ..
و أكثر ما يوجع في هذا الطرح هو ذلك الصراع الصامت بين عقلٍ يصرّ على الشعارات
و روحٍ انساقت – ببطء أو اندفاع – نحو واقع جديد يفرض لغته و ملامحه

و بالحديث عن الانتماء هنا
يبدو أنه ليس فكرة مجرّدة ، بل كائن يضعف إذا لم يُغذَّ
و يذبل إن عاش على الذكرى وحدها
و اللغة ، كما تفضّلتِ ، أول ما يُصاب بالخيانة
لأنها آخر حصن للهوية و أسرعها انهيارًا حين تطول الغربة
أما " شهقة الميلاد الجديد " التي يمنحها المحيط الغربي
فهي خلاص بقدر ما هي إدانة
خلاص من الاختناق
و إدانة لذاك القديم الذي لم يستطع أن يحمي أبناءه إلا بالشعارات

يقف الإنسان معلّقًا لا ينتمي تمامًا و لا يتخلّى كليًّا

على الرغم من ذلك قد يعذر المغترب حال اغترابه -أقول قد فهو غير معذور عموما- لكن كيف بمن يخونه انتماؤه وهو وسط أهله ووبلده ولغته .. فيتكلم غيرها ويقلد عادات ليست من أصله ويتبنى صفات وحركات لا تتناسب مع اسمه ونسبه..!

شكرا على مرورك الكريم

[bmlsy]

اقسم بالله ما فهمتلكم حبة
ترصعون الكلمات وتضعونها وافهم والا اقعد

[السجنجل]

إنّ الانتماء الحقيقي هو الانتماء الفطري الذي يتجاوز الحدود المكانية والزمانية ،أنْ ننتمي إلى الفطرة الإلهية، والتي هي الصّلة الروحية التي تربطنا بخالقنــا، وكذلك انتماؤنا إلى الرسالة المحمدية التي تمثل المسار الصّحيح والمُـرشد الحقيقي في الحيــاة.
عندما نربط انتماءنا بهذه الفطرة ، تصبح غربة الأوطان التي يعيشها الكثير من الناس أقـل وطأة على النفس والظمير ، فالغربة الحقيقية هي غربة الروح عن المصدر الذي أوجده الله، وهي ليست مجرد غربة جغرافية أو ثقافية أو لغوية ...