الكفر وأنواعه - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الكفر وأنواعه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2025-01-18, 14:32   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالله الأحد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي الكفر وأنواعه

أنواع الكفر




السؤال
قرأت في السؤال رقم: (12811): أن الكفر الأكبر المخرج من الملة أنواع فآمل منكم توضيح أنواع الكفر وضرب الأمثلة عليها.

ملخص الجواب
أهمية معرفة الكفر وأنواعه للحذر والبراءة منه، وقد قسم العلماء الكفر إلى عدة أقسام تندرج تحتها كثير من صور الشرك وأنواعه وهي: 1- كفر الجحود والتكذيب، 2- كفر الإعراض والاستكبار، 3- كفر النفاق، 4- كفر الشك والريبة.
الجواب

أهمية معرفة الكفر وأنواعه
ما هو الكفر؟
أنواع الكفر الأكبر المخرج من الملة
الحمد لله.


وبعد: فالكلام على حقيقة الكفر وأنواعه يطول لكن سنجمل الكلام عليه من خلال النقاط التالية:

أهمية معرفة الكفر وأنواعه
دلت نصوص الكتاب والسنة على أن الإيمان لا يصح ولا يقبل إلا بأمرين - هما معنى "شهادة أن لا إله إلا الله" - وهما الاستسلام لله بالتوحيد، والبراءة من الكفر والشرك بجميع أنواعه.

ولا يمكن للشخص أن يتبرأ من شيء ويحذره إلا بعد أن يعرفه ويتبينه، فعلم بهذا ضرورة تعلم التوحيد للعمل به وتحقيقه، ومعرفة الكفر والشرك للحذر منه ومجانبته.

ما هو الكفر؟
الكفر في اللغة: ستر الشيء وتغطيته.

وأما في الاصطلاح الشرعي فهو "عدم الإيمان بالله ورسله، سواءً كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب، بل شك وريب، أو إعراض عن الإيمان حسدا ًأو كبراً أو اتباعا لبعض الأهواء الصارفة عن اتباع الرسالة، فالكفر صفةٌ لكل من جحد شيئاٌ مما افترض الله تعالى الإيمان به، بعد أن بلغه ذلك سواء جحد بقلبه دون لسانه، أو بلسانه دون قلبه، أو بهما معاٌ، أو عمل عملاٌ جاء النص بأنه مخرج له بذلك عن اسم الإيمان. انظر: "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية (12/335)، و"الإحكام في أصول الأحكام" لابن حزم (1/45).

وقال ابن حزم رحمه الله في كتابه "الفصل": "بل الجحد لشيء مما صح البرهان أنه لا إيمان إلا بتصديقه كفرٌ، والنطق بشيء من كل ما قام البرهان أن النطق به كفرٌ كفر، والعمل بشيء مما قام البرهان بأنه كفرٌ كفر".

أنواع الكفر الأكبر المخرج من الملة
قسم العلماء الكفر إلى عدة أقسام تندرج تحتها كثير من صور الشرك وأنواعه وهي:

1- كفر الجحود والتكذيب: وهذا الكفر تارة يكون تكذيباً بالقلب - وهذا الكفر قليل في الكفار كما يقول ابن القيم رحمه الله - وتارة يكون تكذيبا باللسان أو الجوارح وذلك بكتمان الحق وعدم الانقياد له ظاهرا مع العلم به ومعرفته باطنا، ككفر اليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم فقد قال الله تعالى عنهم: (فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به) البقرة/89، وقال أيضا: (وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون) البقرة/146.

وذلك أن التكذيب لا يتحقق إلا ممن علمَ الحقَّ فرده ولهذا نفى الله أن يكون تكذيب الكفار للرسول صلى الله عليه وسلم على الحقيقة والباطن وإنما باللسان فقط؛ فقال تعالى: (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) الأنعام/33، وقال عن فرعون وقومه: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً) النمل/14.

ويلحق بهذا الكفر كفر الاستحلال فمن استحل ما عَلِم من الشرع حرمته فقد كذَّب الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، وكذلك من حَرَّم ما عَلِم من الشرع حِله.

2- كفر الإعراض والاستكبار: ككفر إبليس إذ يقول الله تعالى فيه: (إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) البقرة/34.

وكما قال تعالى: (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ) النور/47، فنفى الإيمان عمن تولى عن العمل، وإن كان أتى بالقول. فتبين أن كفر الإعراض هو: ترك الحق لا يتعلمه ولا يعمل به سواء كان قولا أو عملا أو اعتقادا. يقول تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ) الأحقاف/3، فمن أعرض عما جاء به الرسول بالقول كمن قال لا أتبعه، أو بالفعل كمن أعرض وهرب من سماع الحق الذي جاء به أو وضع أصبعيه في أذنيه حتى لا يسمع، أو سمعه لكنه أعرض بقلبه عن الإيمان به، وبجوارحه عن العمل فقد كفرَ كُفْر إعراض.

3- كفر النفاق: وهو ما كان بعدم تصديق القلب وعمله، مع الانقياد ظاهرا رئاء الناس ككفر ابن سلول وسائر المنافقين الذين قال الله تعالى عنهم: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ.يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ .. الخ الآيات) البقرة/8–20.

4- كفر الشك والريبة: وهو التردد في اتباع الحق أو التردد في كونه حقاً، لأن المطلوب هو اليقين بأن ما جاء به الرسول حق لا مرية فيه، فمن جوَّز أن يكون ما جاء به ليس حقا ًفقد كفر؛ كفر الشك أو الظن كما قال تعالى: (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً. وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنْقَلَباً. قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً. لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً) الكهف/35-38.

فنخلص من هذا أن الكفر - وهو ضد الإيمان - قد يكون تكذيبا بالقلب، فهو مناقض لقول القلب ِأي تصديقه، وقد يكون الكفر عملاً قلبياً كبغض الله تعالى أو آياته، أو رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا يناقض الحب الإيماني الذي هو آكد أعمال القلوب وأهمها. كما أن الكفر يكون قولاً ظاهرا كسب الله تعالى، وتارة يكون عملا ظاهراً كالسجود للصنم، والذبح لغير الله، فكما أن الإيمان يكون بالقلب واللسان والجوارح فكذلك الكفر يكون بالقلب واللسان والجوارح. نسأل الله أن يعيذنا من الكفر وشعبه، وأن يزينا بزينة الإيمان ويجعلنا هداة مهتدين.. آمين.

والله تعالى أعلم.

المراجع:


"أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة" لحافظ الحكمي (ص: 177).

"نواقض الإيمان القولية والعملية" للشيخ عبد العزيز آل عبد اللطيف (ص: 36–46).

"ضوابط التكفير" للشيخ عبد الله القرني (ص: 183–196).









 


رد مع اقتباس
قديم 2025-01-18, 14:33   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبدالله الأحد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الكفر وأقسامه


الكفر: عدم الإيمان بالله ورسله، سواء مع تكذيب أو لا، بل شك وريب، أو إعراض أو حسد أو كِبْر، أو اتِّباع لبعض الأهواء التي تصُدُّ عن اتباع الكتاب والسنَّة.



وهو نوعان: كفر أكبر يُخرِج صاحِبَه من الملة، وأقسامه:

1- كفر التكذيب.

2- كفر الإباء والاستكبار مع التصديق.

3- كفر الظن.

4- كفر الإعراض.

5- كفر النِّفاق.



وكفر أصغر لا يُخرِج صاحبَه من الملة، وهو الكفر العملي، وهو الذُّنوب التي وردت تسميتُها في الكتاب والسنَّة كفرًا.



1- كفر التكذيب، والدليل: قوله تعالى: ï´؟ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ï´¾ [العنكبوت: 68]، قال ابن جَرير الطَّبري: ومَن أظلم - أيها الناسُ - ممن اختَلَق على الله كذبًا، فقالوا إذا فعلوا فاحشة: وجدْنا عليها آباءنا، واللهُ أمرنا بها، والله لا يأمُرُ بالفحشاء، ï´؟ أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ ï´¾ يقول: أو كذَّب بما بعَث الله به رسولَه محمدًا صلى الله عليه وسلم من توحيدِه، والبراءة من الآلهة والأنداد لما جاءه هذا الحق من عند الله، ï´؟ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ï´¾ [العنكبوت: 68]، والاستفهامُ هنا بمعنى التقريرِ؛ قاله البغوي.



2- كفر الإباء والاستكبار مع التصديق:

الإباء في اللغة: الامتناع، والأبية: الكِبْر والعَظَمة، أبَى فلان يأبَى بالفتح؛ أي: امتنع، والإباء: أن تَعرِض على الرَّجُل الشيءَ، فيأبى قَبوله ترفُّعًا.



والدليل قوله تعالى: ï´؟ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ï´¾ [البقرة: 34].



حدثنا محمد بن سنان، حدثنا فليح، حدثنا هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة أن رسولَ الله صلى الله عليه و سلم قال: ((كلُّ أمتي يدخلون الجنةَ إلا مَن أَبَى))، قالوا: يا رسول الله، ومَن يأبَى؟! قال: ((مَن أطاعني دخَل الجنة، ومَن عصاني فقد أبى))؛ رواه البخاري.



قال العِيني: قوله: ((إلا مَن أبى))؛ أي: امتَنَع عن قَبول الدَّعوة، أو عنِ امتثال الأمر.



3- وكفر الظن:

الظن في اللغة: ظن يظن ظنًّا، والظِّنة: التُّهمة، وفلان ظَنِين؛ أي: متَّهم.



والدليل على كفر الظن قوله تعالى: ï´؟ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ï´¾ [الكهف: 35 - 38]، قال الحافظُ ابن كثير:

يقول تعالى مُخبِرًا عما أجابه صاحبُه المؤمن، واعظًا له وزاجرًا عما هو فيه مِن الكفرِ بالله والاغترار: ï´؟ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ï´¾؟ وهذا إنكار وتعظيم لِما وقَع فيه من جحود ربِّه، الذي خلَقه وابتدأ خَلْقَ الإنسان من طينٍ، وهو آدم، ثم جعَل نسله من سلالة من ماء مهين؛ كما قال تعالى: ï´؟ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ï´¾ [البقرة: 28]؛ أي: كيف تجحَدون ربَّكم، ودلالته عليكم ظاهرةٌ جلية، كل أحد يعلَمُها من نفسه؟ فإنه ما من أحد من المخلوقات إلا ويعلم أنه كان معدومًا ثم وُجِد، وليس وجودُه من نفسه ولا مستندًا إلى شيء من المخلوقات؛ لأنه بمثابته؛ فعُلِم إسنادُ إيجاده إلى خالقه، وهو الله، لا إله إلا هو، خالقُ كل شيء؛ ولذا قال: ï´؟ لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي ï´¾؛ أي: أنا لا أقول بمقالتِك، بل أعترف لله بالربوبيةِ والوَحْدانية، ï´؟ وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ï´¾؛ أي: بل هو الله المعبود وحده لا شريك له؛ انتهى.



قال البيضاوي: جعَل كُفره بالبعث كُفرًا بالله؛ لأنه منشأُ الشكِّ في كمال قدرة الله؛ ولذلك رتَّب الإنكارَ على خَلْقه إياه من التراب، فإن مَن قدَر على إبداء خلقِه منه، قدَر أن يُعِيده منه؛ انتهى.



4- وكفر الإعراض:

الإعراض في اللغة: الصدُّ، أعرَض: صدَّ بوجهه، والدليل قوله تعالى: ï´؟ وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ ï´¾ [الأحقاف: 3]؛ أي: لاهُونَ عما يراد بهم، وقد أُنزِل إليهم كتابٌ، وأرسل إليهم رسولٌ، وهم مُعرِضون عن ذلك كلِّه؛ أي: وسيعلَمون غِبَّ ذلك.



5- وكفر النفاق:

والدليل قوله تعالى: ï´؟ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ï´¾ [المنافقون: 3].



أما الكفرُ الأصغر الذي لا يُخرِج صاحبَه من الملَّة، فهو الكفرُ العملي، وهو الذنوب التي وردت تسميتُها في الكتاب والسنَّة كفرًا.



وهو الذنوب العملية التي وردت النصوصُ الشرعية بإطلاق الكفرِ عليها، ولم تصِلْ إلى حدِّ الأكبر، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ((سِبابُ المسلم فسوقٌ، وقتاله كفرٌ))؛ أخرجه البخاري ومسلم عن ابن مسعود.



وقوله: ((لا ترجعوا بعدي كفَّارًا يضرب بعضُكم رقابَ بعض))؛ أخرجه البخاري ومسلم عن عبدِالله بن عمرَ.



وقوله: ((إذا قال الرجل لأخيه: يا كافرُ، فقد باء بها أحدُهما))؛ أخرجه البخاري ومسلم عن ابن عمر وأبي هريرة.



وقوله: ((ثنتان في أمتي هما بهم كفرٌ: الطعنُ في النَّسَب، والنِّياحةُ على الميتِ))؛ أخرجه مسلم.



وملخَّص الفروق بين الكفر الأكبر والكفر الأصغر:

1- أن الكفرَ الأكبر يُخرِج من الملة ويُحبِط الأعمال، والكفر الأصغر لا يُخرج من الملَّة ولا يُحبِط الأعمال، لكن ينقصها بحسَبه، ويعرِّض صاحِبَها للوعيد.



2- أن الكفر الأكبر يخلد صاحبه في النار، والكفر الأصغر إذا دخل صاحبه النار، فإنه لا يخلَّد فيها، وقد يتوب الله على صاحبه فلا يُدخِله النار أصلاً.



3- أن الكفر الأكبر يبيح الدم والمال، والكفر الأصغر لا يبيح الدم والمال.



4- أن الكفر الأكبر يوجب العداوةَ الخالصة بين صاحبه وبين المؤمنين، فلا يجوز للمؤمنين محبتُه وموالاته ولو كان أقربَ قريب، وأما الكفر الأصغر، فإنه لا يمنَع الموالاة مطلقًا، بل صاحبه يُحَبُّ ويُوالَى بقدرِ ما فيه من الإيمان، ويُبغَض ويُعادَى بقدر ما فيه من العصيان.



كما في قوله تعالى: ï´؟ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ ï´¾ [النحل: 112].



قال ها هنا: ï´؟ يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا ï´¾؛ أي: هنيئًا سهلاً، ï´؟ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ ï´¾؛ أي: جَحَدت آلاءَ الله عليها، وأعظمُ ذلك بعثةُ محمد صلى الله عليه وسلم إليهم، كما قال تعالى: ï´؟ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ ï´¾ [إبراهيم: 28، 29]؛ ولهذا بدَّلهم الله بحالَيْهم الأوَّلينِ خلافَهما، فقال: ï´؟ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ ï´¾؛ أي: ألبَسها وأذاقها الجوعَ بعد أن كان يُجبى إليها ثمراتُ كلِّ شيء، ويأتيها رزقها رغَدًا مِن كل مكان؛ وذلك لَمَّا استعصَوْا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبَوْا إلا خلافه، فدعا عليهم بسبعٍ كسبعِ يوسف، فأصابتهم سَنةٌ أذهَبَتْ كلَّ شيء لهم، فأكلوا العِلْهِزَ، وهو: وَبَر البعير يجعل بدَمِه إذا نحروه.



وقوله: ï´؟ وَالْخَوْفِ ï´¾؛ وذلك بأنهم بُدِّلوا بأمنهم خوفًا من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حين هاجَروا إلى المدينة، مِن سطوة سراياه وجيوشه، وجعلوا كل ما لهم في سفالٍ ودمار، حتى فتَحها الله عليهم؛ وذلك بسبب صنيعهم وبَغْيهم وتكذيبهم الرسولَ الذي بعثه الله فيهم منهم، وامتَنَّ به عليهم في قوله: ï´؟ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ ï´¾ [آل عمران: 164]، وقال تعالى: ï´؟ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ï´¾ [الطلاق: 10، 11]، وقوله: ï´؟ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ï´¾ [البقرة: 151، 152].



وكما أنه انعَكَس على الكافرينَ حالُهم، فخافوا بعد الأمنِ، وجاعوا بعد الرَّغَد، بدَّل اللهُ المؤمنين من بعدِ خوفِهم أمنًا، ورزقَهم بعد العَيْلَة، وجعَلهم أمراءَ الناس وحكَّامهم، وسادتَهم وقادتَهم وأئمَّتَهم.



كتاب: اتباع مناهج أهل السنن والآثار.. شرح سواطع الأنوار لمعرفة عقيدة سيد الأبرار



رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/7126...#ixzz8xgylCCX2










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:19

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc