عند بزوغ كل فجر جديد كنت أنتظر . أجلس تحت شجرة الزيزفون وكلي أمل في هذا المنظر المدهش علّه يروح عن نفسي ، علّه يُذهب علي أتعاب النهار وآهات الليل . كنت أتلهف بشوق لإطلالة أشعة الشمس الذهبية الخافتة ، كانت تخرج ببطء لا متناهي و تبتسم إلي بطريقة رائعة ، وكأنها تريد أن تمسح من على قلبي كل ضغينة أو كره .
أتعرفون ؟ كنت أحسد الطبيعة ، الشجر ، الحجر ، القمر والمياه لأنهم لطالما عانقتهم الشمس بدفئها الحنون كأم تحضن إبنها ، بينما كنت أقضي نهاري في العمل .
في بعض المرات عندما تغيم السماء ، تختفي ملهمتي تحت السحاب . أشعر ببؤس شديد يعصر قلبي ، أحسب أنها تعاقبني لأمر ما . ربما زاغت عيني عنها مرة أو تمتعتُ بمشهد آخر ، ولكن ما أجمل وأعذب عقابها ، حتى أنني أتعمد زعلها كي أتلذذ بمعاتبتها ولومها لي .
أثناء النهار أحس انها تراقبني وتحميني لذا أُمضي معظم وقتي وقلبي مفعم بالحب بالحيوية ، بينما أثناء الليل كنت أرقب كل خطوة أقوم بها وأعاود التفكير في ما فعلت لأنني كنت أشعر وكأنها تراقبني خلسة من خلال ضوء القمر المستمد من عطفها وضيائها علّها تجد لي خطأ فتعاقبني ، وليتها لا تفعل لأن كل يوم يمر ، بدون ابتسماتها كل صباح ، سيكون أثقل يوم بالنسبة لي وسأكون بدوري أشد بؤسا وأكثر تعاسة.
فيا مصدر وحيي ويا قرة عيني ويا منيرة دربي لا تقسي علي فتتركيني و لا تحني بقربك فيخمد شوقي لك فهو زادي في هذه الحياة
.
بقلمي الولهان