يوميات فتاة

[ناشدة السؤدد]

يوميات فتاة

استيقظت اختنا بعد اشراقة شمس يوم جديد ... على زقزقة العصافير .. ممزوجا بأنغام ساعتها الرنانة .. فتذهب .. بخطوات متثاقلة لتغتسل و تتعطر و تتوضأ .. لأداء فريضة الفجر الضائعة ..بكل كسل ..

ثم انتقلت لتصنع لها جوّا شاعريا .. تتصفح فيه مجلاتها المفضّلة .. بحثا عن آخر المستجدات على الساحة الهابطة .. و أخبار الفن المنحط .. و شائعات تجار العري و الفسوق ..

فينتصف النهار .. و تصلّي فريضة الظهر .. و لا نعلم .. أبتؤدّة و طمأنينة .. كما يصليها عباد الله الطائعون .. أم نقرتهانقر الدجاج للحب ..

و تعود لحالتها الأولى .. مجلات تتقلّب بين يديها الناعمتين .. قنوات و مسلسلات تتناوب أمام عينيها الجميلتين .. أزرار مسجونة بين اصابعها المنمّقة ..

فتسأم ..

و يبدأ فصل جديد .. من يومياتها الرتيبة ..

المشهد الأول .. حيث تجري أحداثه في السوق .. للتجوال .. و الفرجة .. لا لقضاء حاجيات و احتياجات ..

و يسدل المساء ستاره و سكينته على الكون .. و كل اجتمع بأهله .. أو يريح بدنه المكدود على سرير راحته ..

أمّا هي ..

فنجدها متأثرةللبطل الذي فارق حبيبته .. أو تصرخ مزمجرة ... لأن الفتاة بلهاء لا تعرف قيمة ذاك الشاب ...

لينتهي المسلسل .. و قد ترك آثاره الوخيمة عليها ..

المشهد الثاني .. حيث هي و صديقاتها على الهاتف .. في الليل ..

لتبدأ سلسلة المحادثات و الأحاديث على الهاتف .. في كل ما حرّم الله .. من القيل و القال ... و كثرة السؤال .. و إضاعة الأعمال ..

أهكذا حال فتاة الإسلام .. منجبة الأجيال .. معدّة الأبطال ..

أهكذا .. عهدناكِ يا حفيدة خديجة و عائشة .. أكذا مآلك يا أخت أسماء و الخنساء ..

أين أنت من أمهاتك .. زوجات نبيك - صلّى الله عيه و سلم - .........

أين سيرهن و قصصهن عنك ... أين مبارزاتهن للعتو و الطغيان من إدراكك .......

هل ضعت في غابة المنافق الفاجر ... هل انصهرت في بوتقة الغازي المستعمر ......

هل طمسك العري عن حيائك .... هل لَعِبَت بك العواطف و الأهواء .. فأنسياكِ من تكونين ....

ألهذه الدرجة .. ليّنة أنتِ .. فتتبعي كل ناعق .... أ صماء صرتِ .. لتستجيبي لنداء الفجور و العصيان ..

أ رقيقة عهدتكِ .. لتتخذي الحب و الهوى رفيقا .. أ ساذجة أصبحتِ .. فتتبعي ما هبّ و دبّ ..

أ عمياء كنت .. حين اتخذتِ ساقطات و ماجنات التخلف .. قدوة و منهاجا ..

أ بلهاء أضحيت .. حين تذوبين وجداً .. على أنغام تلك المخلفات .. الحضارية زعماً ....

أين عقلكِ .. ادراككِ .. حيائكِ .. إبائكِ .. مجدكِ .. عزكِ .. شرفكِ .. قدوتكِ ..

أين ذلك كله .. يا من نشأت في بيت يحفه الإيمان في كل زاوية منه و ركن ....

أين ذلك كله .. يا من لقنتِ الشهادتين حين ولدتِ ....

أين أنتِ من كلام ربكِ .. أين كنتِ عن هدي نبيكِ - صلى الله عليه و سلم - ..

ألم تتدبّري قوله تعالى :{ و قرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} .. الأحزاب (33)..

ألم تؤثّر بكِ آية سورة النور .. حين قال تعالى :{و قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن و يحفظن فروجهن} .. النور(31)..

ألم تتعظي من تكملة الآية :{ و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها } .. و زينتكِ على كل لسان ..

أين أنتِ من قوله - صلى الله عليه و سلم -: {أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة}.. رواه مسلم في صحيحه ..

أو :{أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية}.. سنن النسائي ( المجتبي ) ..

أ ذهب و تلاشى مع الرياح .. أ تبخّر و اندمج مع ذرّات الماضي ..

أ اغلقتِ عليه في جارور النسيان .. أم ضاع في غياهب فكركِ ..

لا ..

لا أظنك نسيتي .. و لا اعتقد أنك نسيتِهِ ..

نداء الحق .. نداء الرجوع ..ما زال يعلو صداه في صميمك .. فلا تصديه ..

افتحي له أبواب قلبك .. و سلّمي له النفسطائعة مختارة ... لينتشلكِ من نفايات الواقع الكريه ..

لا ترديه .. و انما .. استقبليه .. و رحبي به .. في مكامن عقلك .. و زوايا فكرك ..

عندها .. و عندها فقط .. ستقولين .. كم كانت اختي محقة ..

فهل نحاول .. هيا .. هيا يا حبيبتي ..... هيا ......

جزى الله خيرا كاتب الموضوع