اخوتي ارجو ان تشاركوني قراءة هذه الالسطور التي جالت بخاطري في زمن لم يعد فيه للفرد الحرية في التعبير عن رأيه،وهذا ما أدى في نظري إلى جفاف القرائح والأقلام بعد أن عطلت مهمتها بتكميم الأفواه وحجز العقول،بل وحتى السكوت أصبح الإنسان يلام عليه ويتهم بالتخطيط لشيء ما في سكوته ذاك.ولذلك استحضرت شهرزاد رمز الكفاح متمنية لو تعود من جديد وتقنع شهريار الحاكم برفع الحصار عن أمته وأن يطلق العنان للأقلام والأفكار أساس ازدهار الأمم وتفوقها.
مستحضرة الى جانب شهرزاد أسطورة أخرى وهي أسطورة العنقاء ،هذا الطائر الأسطوري الذي يحفر محرقته بيده كل 500سنة وتعود وتبعث من الرماد عنقاء جديدة لتعيش نفس المدة مناشدة شهرزاد أن تنتفض كالعنقاء من رمادها وتنفض عن الأمة غبار الظلم والقهر الذي ترزح تحت وطأته والذي فرضه عليها شهريار الحاكم.
ووجهت شهرزاد إلى سرد حكاياتها على شهريار الحاكم علها تشغله مثلما شغلته سابقا عن إتمام مشروعه في قتل العذراوات وأوقفته وهو قيد التنفيذ ،ولعلها توقف هذا الحاكم الظالم عن ظلمه لرعيته،لاختم قصيدتي بحيرة وحسرة مشوبة بالشك في الإجابة:شهرزاد...ألاتعودين؟ولعل شهرزاد ملت الكفاح ضد شهريار، لذا فهي تفضل البقاء في قبرها (الذاكرة) على أن تعود إلى هذا الواقع المرير وتشاهد ما حل بالأمة .
بالنسبة لي فإن أهم ما يميز حياتنا المعاصرة هي السلبية بدليل استدعائي لشهرزاد (يعني عدم القدرة على تغيير الوضع).فنحن نعيش ونشاهد أحداثا كثيرة تجري من حولنا دون أن نحس بها أو نتدخل فيها ،فمثلا على الصعيد العربي نجد أوضاعا سياسية واجتماعية واقتصادية تطرأ على مجتمعنا من وقت لآخر دون أن يكون لنا فيها كلمة أو رأي،وكل هذا سببه الحاكم والحاكم خاضع لمن هوأكبر منه سلطة وقوة، ومالذي ستفعله شهرزاد أمام حاكم أو شهريار خاضع لأمريكا؟إن شهريار ها كان أفضل من شهريارنا ،فعلى الأقل كان شهريارها عادلا في مملكته ولم تغيره غير خيانة زوجته وسرعان ما عاد إلى رشده بعد أن دخلت شهرزاد في حياته ،أما شهريار اليوم فحتى شهرزاد تعجز عن تغييره .اخوتي آسفة على هذه الاطالة في التحليل ولكن فقط لابين لكم كيف وضفت شهرزاد كرمز في هذه السطور المتواضعة لان اهم ما اصبح يميز الشعر المعاصر هو استعمال الرمز.
وقد جعلت عنوان قصيدتي شهرزاد الا تعودين؟
جفت القرائح
جفت الأقلام
لم يعد بوسعنا حتى الكلام
في وطن اصبح فيه الكلام حرام
والتفكير حرام
وحتى على السكوت نلام
شهرزاد...
ليتك تعودين
وتقنعين شهريار
برفع الحصار
عن حناجرنا المصادرة
وإباحة الكلام والتفكير
شهرزاد...
انهضي من رمادك
انتفضي كعنقاء تبعث من جديد
تخرج من رمادها
لتنفض عنا الغبار
وقهر شهريار
أمطريه بحكاياتك
واشغليه...
عن قتل الأبرياء
وظلم الضعفاء
ودفن العلماء
شهرزاد...
ألا تعودين؟...