جاء في كتاب ((أحوال الرجال)) للشيخ ماجد بن محمد المدرس الأثري - حفظه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد بن الصديق الغماري:
هو أبو الفيض أحمد بن محمد بن محمد الصديق الغماري المغربي الطنجي الحسني الإدريسي الصديقي الشاذلي الدرفاوي .
صوفي خرافي جلد ، قبوري وثني ، أشعري مفوض ، شيعي رافضي ، خلفي خبيث .
هلك سنة 1380هـ .
أما عن صوفيته:
فقد ذكر الشيخ حمدي بن عبد المجيد الكردي – سدده الله و عافاه - في مقدمة تحقيقه لكتاب " فتح الوهاب بتخريج أحاديث الشهاب" (1\ 5 ) للغماري المذكور أن أبا خبزة التطواني تلميذ الغماري و صهره أرسل له برسالة من تطوان بالمغرب بتاريخ 9\7\ 1403 جاء فيها:
"... فهو ... خلفي في بعض ذلك متصوفا ( كذا ) غارقا ( كذا ) في وحدة الوجود شاذلي ، درفاوي – شيخ طريقة متميزة بمدينة طنجة – "
و أما عن خرافيته:
فقد ذكر أبو خبزة في موسوعته
جراب السائح )
ص :124 تحت عنوان ( فائدة مهمة ) كلاما يدل على اعتقاده – الغماري - وحدة الوجود جاء فيه :
" يرى القارئ أن فلسفة ابن العربي الحاتمي في كتابيه (الفتوحات المكية), و(فصوص الحكم), مبنية على وحدة الوجود, وأن هذه الكلمة مع كلمتي (الاتحاد) و(الحلول), تشيع في كتب هذا القبيل من متصوفة الفلاسفة, وقد كثر الخوض فيها, والسؤال عن معانيها,واختلفت أقوال شارحيها, حتى أفردت بالتأليف, من عبد الغني النابلسي, إلى البهاء العاملي وغيرهما, وقد انتهى المطاف بجمهورهم تهويلا وتعمية, إلى أنها لا تفهم بالعبارة, وإنما بالذوق, فأحالوا عباد الله على مجهول غير معين, كما ترى عند النابلسي في (بذل المجهود), والتجاني في (جواهر المعاني), وأبي الفيض في (جؤنة العطار), وأشار إليه أحمد ابن عجيبة في كتبه, وخصوصا (إيقاظ الهمم, لشرح الحكم).وتفسيره (البحر المديد, في تفسير القرآن المجيد).وأكده من المعاصرين أبو الفيض أحمد بن الصديق كما أشرنا, والحق أن كلامهم تهويل, وينطوي على إرهاب فكري يتمثل في تهديد من يحاول الرد عليهم, وتسفيه رأيهم الأجنبي عن الإسلام."
وقال أيضا – مبينا ضلال الرجل:
" ومن تصفح كتابي ابن العربي, الفتوحات المكية, وفصوص الحكم, أدرك بما لا يدع مجالا للشك أن الرجل, أعني أبا الفيض غال وغارق إلى ذقنه في وحل هذا البلاء الماحق,وأنه أفنى عمره في (أن لا موجود إلا الله) تعالى, وأن جميع الممكنات مظاهر له, يتجلى فيها جميعِها, لا في بعضها دون بعض, فهي ليست إلا مظاهر للحق الظاهر فيها, ولولاه لكانت عدما . "
و قال بو خبزة :
" قال في( جؤنة العطار ) من منسوختي في جواب من سأله عن قولهم:
( لا يكون الصديق صديقا, حتى يشهد فيه سبعون صديقا بأنه زنديق), بعد كلام:
" والصديق المشهود عليه بالزندقة هو الصديق الحقيقي, وهو الصديق الكامل, العارف بالله تعالى, الغريق في بحر الوحدة, فإنه لا يصل إلى مقام الصديقية حتى يفنى عن الوجود, وعما فيه, ولا يرى إلا الله تعالى, وتظهر عليه أنوار الوحدة, وأسرار المعرفة, ومقامات الفناء, فعند ذلك يبوح لا محالة بما في آنيته, أحب أم كره, لغلبة حال السكر عليه , فإذا دام على ذلك واشتهر به, وشاع عنه, شهد عليه الفقهاء والعباد الصالحون بالزندقة, لبعدهم عن هذا المقام, وجهلهم به وبالله تعالى تمام الجهل, كما هو حالهم مع كبار العارفين,كالحلاج وابن العربي, وابن سبعين وابن الفارض, والششتري وأمثالهم , فإن جل الفقهاء يشهدون عليهم بالإلحاد والزندقة, والقول بالحلول والاتحاد, وقد ألف الحافظ السخاوي مجلدا حافلا في إكفار الشيخ محي الدين ابن العربي رضي الله عنه!! سماه
القول المنبي, في ترجمة ابن العربي),لم يورد فيه إلا فتاوى كبار العلماء, من عصر الشيخ الأكبر كالعز ابن عبد السلام ومعاصريه, إلى طبقة شيوخه وشيوخهم, كالبلقيني والعراقي والحافظ ابن حجر وأمثالهم, وكلهم حكموا بكفره وزندقته ,فهم صديقوا أهل القرن السابع والثامن والتاسع, وهم نحو السبعين (قلت: بل هم أكثر من مائة وأربعين) وما حصلت له رضي الله عنه الصديقية الكبرى, إلا بعد شهادة هؤلاء الصديقين رحمهم الله وغفر لهم, وجعلنا من حزب المشهود عليهم, ولو كان الشاهدون ألف ألف صديق" ا.هـ
قلت : يكفي في نقض هذه الخزعبلات حكايتها، و الله المستعان .
و نقل عنه أيضا أنه قال :
"وجوده صلى الله عليه وسلم في كل مكان, بل هو الكون كله"
و ذكر عنه أيضا قوله :
" أما وحدة الوجود فو الله ما أوجد الله عارفا به تعالى من عهد آدم إلى النفخ في الصور, إلا وهو قائل بها, ذائق لها, لأنها عين المعرفة, فمن لا وحدة له, لا معرفة له أصلا, ثم ذكر أن العارفين عنده قسمان, قسم يلزم الصمت ولا يبوح بالسر, وقسم غلبهم الحال, فباحوا أو أُذِنَ لهم بالبَوْحِ فصرحوا), إلى أن قال:
ولله در القائل:
أهل الهوى قسمان قسم منهم * كتموا وقسم بالمحبة باحوا
فالكاتمون لسرهم شربوا الهوى * ممزوجة فحمتهم الأقداح
والبائحون بسرهم شربوا الهوى * صرفا فهزهم الغرام فباحوا
والعارف الششتري رضي الله عنه من أكثرهم بوحا بذلك في أشعاره وأزجاله, ومن أفصحها في ذلك قوله:
محبوبي قد عم الوجود * وقد ظهر في بيض وسود
وفي النصارى واليهود *وفي الخنازير والقرود "ا.هـ
و الرجل يدافع عن ابن عربي و يقول بإيمان عدو الله فرعون !!
فقد قال في " الجواب المفيد " ( ص 96 ـ 97 ):
"ومسألة إيمان فرعون ألف فيها إثباتاً وانتصاراً للشيخ الأكبر ـ العلامة الجامي ـ .
ورد عليه ذلك المغفل !! علي القاري الحنفي بكتاب سماه :
" فر العون من مدعي إيمان فرعون " مطبوع بالآستانة هو والأصل المردود عليه .
ولكن انبرى له العلامة الصوفي المطلع المتضلع من العلوم المعقولة والمنقولة محمد بن رسول البرزنجي , فألف كتاباً لطيفاً سماه :
" التأييد والعون لمدعي إيمان فرعون "
, أتى فيه بما يبهر العقول , كما فعل في أبوي النبي ، وقد قرأت الجميع والحمدلله , والتأييد عندي عليه خطه.
و قال أيضا :
"وأنا قرأت رسالة البرزنجي بمصر سنة إحدى وخمسين ـ أي منذ ثلاث وعشرين سنة ـ , ولم يبق بذهني من أدلته شيء إلا أنه أجاد وأفاد على أن العارف الشعراني!! , يقول: إن الشيخ الأكبر يتكلم على فرعون آخر , غير فرعون موسى .
ولكنه اعتذار ظاهر الضعف .
والفتوحات , والفصوص مشحونة بالمعارف الإلهية التي عجز أن يأتي بمثلها كبار العارفين لا بالطامات , نعم هي طامات على الجهلة لأنها سبب في هلاكهم ووقوعهم في محاربة الله تعالى بمحاربة أوليائه !!" ا.هـ
قلت : هذا كلامه فاحكم عليه أيها القارئ ، و الله المستعان.
يقول الحسن بن علي الكتاني ( توجيه الأنظار ) ص 18 :
" وهو صوفي يؤمن بالخرافات من الكرامات المزعومة , وما لايصدقه عقل مع دفاعه عن القبورية وأصحابها وسائر مراسيمها من توسل واستغاثة وسائر مظاهر الشرك .
ولذلك أكثر من الوقيعة في الأكابر أحياءً وأمواتاً ـ سامحه الله تعالى ـ
.
وقال عنه العلامة تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى بعد أن مدحه بمحاربة التقليد :
" أما عبادة القبور والرقص واعتقاد وحدة الوجود وتقديس زنادقة الصوفية كابن عربي الحاتمي , وتعاطي الأوراد المبتدعة والاستمداد من الشيوخ والاستغاثة بهم فقد ترك كل ذلك على حاله ولم يغير منه شيئاً" " ا.هـ
و كلام العلامة الهلالي – رحمه الله - موجود في كتابه:
" الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة " ص 32 .
و قال بو خبزة في ( صحيفة السوابق) :
الفصل السابع
قوله بأن فرعون مات على الإيمان, ورده على من قال بخلاف ذلك, ودفعه لآيات القرآن الواردة بذلك بالصدر هذه المسألة من أعظم فواقر أبي الفيض وبوائقه, فقد انفرد بها -عياذا بالله ـ بالمغرب وبين أهله, ولم نسمع بها عن أحد قبله حتى الغلاة في التصوف الفلسفي, ولما وقفت على كلام ابن العربي فيها لم أستغربه لأن له من مثل هذه الطامة الكثير في كتابيه اللذين جمع فيهما الإلحاد من أطرافه : الفتوحات المكية وفصوص الحكم,كتبت إلى أبي الفيض أسأله عنها, وأورد اعتراضات عليها هي في الحقيقة مني إلا أني كنت أنسبها لغيري درءا لغضبه وحفاظا على الصلة بيننا، وما كنت ـ علم الله ـ أنتظر منه ذلك الجواب الطافح بالمنكر العظيم,والخطأ الجسيم، والذي تنكر فيه لآيات الذكر الحكيم, المنادية بكفر الطاغية المترف فرعون لعنه الله وأخزاه,وكان الجواب من معتقله بمدينة آزمور بتاريخ:
( 27 جمادى الأولى عام 74).وهو جواب طويل تناول فيه مسائل منها إيمان فرعون" ا.هـ