و لا حتى أنت.

[وسيمツ]

باسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله

دخلت للمنتدى ككل مرة، كضيف اتى على عجل ليزور مكانُا ما .. هل المكان عزيز عليه ؟ هل هنالك ما يدعو للزيارة؟ هل هناك من دعاك أصلا؟
لا إجابات على كل هذا.
و كأن الذات لأول مرة تبدو مستحية من أفكار داخلية هي من طرحها بالأساس.
كل شيئ تغير، حتى لوحة المفاتيح لا تملك حروفًا عربية، كلها لاتينية، من أين تأتي الحروف العربية اتي اضغط عليها في اللوحة؟ من ذاكرتي ؟ لكني لا أكتب بهاته السرعة إلا عندما أعبر عن شيئ ما بداخلي. لا أدري.
كل شيئ تغير حتى أنا.
هل هذا سيئ ؟ لا طبعا فالوحيد اللذي لا يتغير هو الأموات. و إن لم تتغير فاعلم أنك ميت منذ زمن لم يُكشف أمره و لم تشِ به رائحة الموتى.
إذن، هل هذا الأمر جيد ؟ لا أدري. لا أدري ليس لأنه لا توجد معطيات. بل لأن هنالك شيئًا أكثر لفتا للإنتباه.
لا بل مرعب بشكل كبير.
هو أنك عندما تقرأ مشاركتك هنا و قد مر عليها سنوات
تحس أنها لشخص آخر.
و ليست لك.
سُحقا! هل من رعب أكثر من هذا ؟
في أفضل الحالات هو مثير للريبة.

لكن لنعد للنقطة الأولى،
مالذي يجعلك تزور مكانا لا داعٍ محددِ و واضحِ للزيارة ؟
و كأنك في يومٍ ماطرٍ رماديِّ اللون بِسُحبه التي تُحكم قبضتها بثباتٍ على السماء
و الرعدِ المرعب اللذي تحبه و وميض البرق الذي يذكرك بواجباتك التي لم تنهها في تخصصك : الكهرباء
ترتدي بدلة ذات معطفٍ طويــــــلٍ أسودَ ، قبعةً سوداء ، سترة بيضاء و معطفٍ داخليٍّ أسودَ.
تدخل لمطعم تحب زيارته و فقط ... تدخل لبضع دقائق حتى ينتابك ذلك الشعور الذي أتيت لأجله
و عندما تأتيك النادلة لتٌقدم لك الخِدمة
تنظر للساعة و ترحل و كأن موعِدًا مهما غيرَ موجودٍ في انتظارك
تفعل هذا كل مرة.
و لا أحد يعلم لم.
و لا حتى أنت.