【⌘】في ذِكرى يوم العلم: تحيّة للعيون السّـاهِرة【⌘】

[صَمْـتْــــ~]

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته




ها هي ذكرى يوم العلمِ الموافقة للسّنة الجارية، تعود لِتجِدَنا على غيرِ عادتِنا -مُلْزَمينَ بالحَجْرِ في بيوتِنا-
عـادتْ، فوجدَتنا بحالٍ تُعنونُه مخاوِفُنا من المجهولِ.. والضَّجَر الذي يدفع ببعضهم للصّمت والتحسُّر،
وبعضهم الآخر للتستُّرِ بين جُدرانٍ لا تشقُّها إلاّ قبضةُ مواقِعِ التّواصل..حيث تتعدّد المشاهد، ويجد كلٌّ ضالّتَه
إلى حينِ استعادةِ حياته الطبيعيّة.
وبين من يقتفي أثرَ أخبارِ [ كورونا.. صانعِ الحدَث ]، من جديدِ الإصابات، وأعدادِ الأموات..
ومن يرْثي فُراق أهلهِ وغيابَ أحبّائه وشتاتَ العائلات..
و بين من يجهلُ خطورةَ الوضعِ، ولا يزالُ أسيرا للمحادثات، وتسجيل الإعجابِ بما يدرج من تفاهات،
ومن يستميت في نقل الإشاعات... !!
أقـــول/
بين هؤلاءِ جميعاً، حَملت [ مشعل الوِقاءِ والسّلام ] أيادٍ بيضاء لنفوسٍ نقيّةٍ تمنحُ من حياتِها، ووقتِها،
وتبذلُ من جهدها وفكرِها، ما يَعجز اللّسانُ عن عَدِّه والثّناءِ عليه..




فالطّبيــبُ
في الميدان كفارسٍ جَسُورٍ لا يهابُ جبروتَ عدُوّه، يُخاطِرُ بنفسِه وأهلِه..لا يُخضِعُه الإرهاق..
يشهَدُ ألمَ مرضاه، فيُداري ألمَه حتى لا يزيدَ من أوجاعهِم..وحتى تُبلّغهُم شجاعته وملامِحه الصّادقة
أملَ نجاتهِم من مخالبِ الوباء الذي لم يسلم منه حتّى بعض الأطبّاء -رحم الله من تُوفّي منهم-





رجالُ الأمن، والحماية..، والحرَس..
بمختلفِ مهامّهم ورُتبِهم..يُسخّرون أنفُسَهم لخدمةِ المواطن وأمنِ الوطن، يصدّون محاولات الغشّ التّجاري،
والنّصب والفِتن..ويبسطون أيديهم لتزويد المحتاجين والمعزولينَ بالمُؤن..





عُمّــال النّظــافة
يُقاومُون مخاطِرَ العدْوى التي يمكن أن تكونَ أقربَ لأحدِهم من زميلٍ يسيرُ إلى جنبهِ..!
يَعبُرون دروبَ المشقّةِ من أجل تعقيمها ممّا يُهدّدُ صحّة المواطنين..لا يدّخرون جُهدا في مهامٍّ لا تثنيهم عنها
روائح القُمامات، وأملُهم أن يرتقي مستوى بعض المستهترين الذين يرمون في الشّوارعِ ما استهلكوهُ من كمّامات..
دون اهتمامٍ لما قد يُسبّبوه من مضرّةٍ لهم..وممّا يساهِم بدوره في اتّساع دائرةِ الوَصَب !
/=======================/


هؤلاءِ جميعا يستحقّونَ بذكرى يوم العلمِ أن نُحيّيهم نيابةً عن كلّ فرْدٍ من مجتمعنا الجزائريِّ،
مُدركٍ لعِظمِ دورهم، وكرمِ أفضالهِم علينا ونحنُ في عِزِّ هذه الأزمة التي لم تمنعهم من تأديةِ مهامّهِم بكلِّ أمانة.

وتحقُّ فيهم كلّ الألقاب التي تختصرُ طيب أخلاقهم ورُقيِّ مكانتهم،
فهُم القلوبُ الطّاهِرة، وطيورُ الخيْرِ والسّلام، همُ الأيادي البيضاء..والعيونُ السّاهرة
ثمّ إنَّ العلمَِ النّافعَ مرتبطٌ بالأخلاقِ الإسلاميّةِ التي تُقوّمه وتُنيرُ أصحابَه، والتي تُعتبرُ أساس التّعاملِ بين النّاس.

نسألُ اللهَ العظيم أن يُثبّتَهم، ويُعينَهم، ويكلأَهم من شرِّ هذا الوباء، ويُجزيهِم خير الجزاء
-وهو أبلغ الثّناء-