بقاتلي شعرة و نربح العيب للجميع...بادئ ذي بدئ, أنا إمرأة متزوجة و أعيش حياة هادئة مع زوجي إلى أن حلت علي كارثة من حيث لا أدري و لا أحتسب. لدى زوجي عمة مقيمة في فرنسا و لها ثلاث شابات في مقتبل العمر. مع حلول عيد الأضحى جاءت هذه العمة إلى الجزائر مصطحبة فتياتها للاحتفال هنا مع الأهل. كل هذا طبيعي و جميل غير أن لحماتي العزيزة خطة أخرى حيث عند ذهابها للمطار هي وحماي لاستقبالهن قامت بإحضارهن إلى بيتي بدلا من أخذهن إلى بيتها الذي هو بيت أخ العمة. حيث فوجئت بالجميع أمام باب البيت حوالي الثالثة مساء دون أي سابق إنذار والحجة كانت أن بيت حماتي ضيق و لا يسع الجميع. آمنت بالله و قلت ضيوف كرام لاذنب لهم و ألقيت اللوم كله بيني و بين نفسي على الحماة التي أساءت التصرف. حضرت القهوة فالعشاء فالفطور فالغداء فالعشاء بشكل يومي طيلة الأسبوع الأول قبل العيد و انقلب كل برنامجي الذي كنت بصدد تحضيره و زوجي الآخر صرف كل مرتبه على الأطعمة و المشروبات. حل العيد و ها أنا ذا وحيدة أنظف المرآب الذي أقام فيه الخروف و أغسل أحشاءه و أحضر الغداء لمولاتي العمة و بناتها اللواتي لم يكلفن أنفسهن عناء السؤال إن كنت بحاجة لمساعدة لا بل و كن يستلقين على الأرائك كل مع هاتفها كما لو أنهن ملكات و أنا الجارية. جن جنوني يومها لأني بسببهن لم أستطع زيارة أهلي و مساعدة أمي كما جرت العادة في العيد, فكرت في أخذهن للاحتفال مع حماتي و حماي طالما أنه عيد إلا أن حماتي كانت أسرع و جاءت مع زوجها ليحتفلوا معنا أيضا. فكرت بترك البيت و الذهاب لبيت أهلي و لينفجر الجميع لو أرادوا لكني لم أستطع ترك زوجي بينهن فالفتيات لم يكن يراعين أبسط معايير الحشمة و الحياء بل في أحيان كثيرة يبدين كما لو أنهن يحاولت إغواءه لدرجة أني طلبت منه اي يبقى طيلة النهار خارجا و لا يعود حتى آخر الليل و بالفعل تم ذلك لكن الأمر طال كثيرا و لم أعد أطيق صبرا. سئمت من خدمتهن, من خمولهن و عجرفتهن, سئمت تلك العمة العجوز المتصابية, سئمت قهقهاتهن, تراودني نفسي أحيانا بأن أذهب و أسحبهن الواحدة تلو الأخرى من الشعر و أفرغ ما في جعبتي من غضب. في البداية غضبت من حماتي و مازلت كذلك لكني أتفهمها فهؤلاء لا يمكن العيش معهن. لو أنهن تأدبن بآداب الضيف لكان الأمر هينا لكن لا, كل ما يجدن فعله هو الطلبات الكثيرة و الدلال الزائد حتى أن إحداهن باتت تتقيأ بعد رؤيتها لأحشاء الخروف و الأخرى تنتقد العادات و التقاليد و تنادي بالحرية و التحرر و ماشابه أما الثالثة فحدث و لا حرج, قامت بالاستيلاء على غرفة كاملة في البيت لا تسمح لأحد بدخولها بل و تتجنبنا جميعا كما لو أنها ناقمة على وجودها في بيتي...و تفاصيل أخرى لا أريد ذكرها. أرجو منكم الآن أن تتكرموا علي بحل لبق لا يجرح كرامة زوجي للتخلص منهن فهمن ينوين الإقامة أسبوعا آخر و أنا صراحة لم أعد أقوى على ذلك. إن لم تجدوا لي حلا سأطردهن مباشرة.