![]() |
|
قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث .. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() كل ما أتت به الشريعة الإسلامية - ومنها الصلاة - فهو محقق لمصالح الدنيا والآخرة . قال العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى : " التكاليف كلها راجعة إلى مصالح العباد في دنياهم وأخراهم " . انتهى من " قواعد الأحكام " ( 2 / 73 ) . وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : " فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحِكَم ، ومصالح العباد في المعاش والمعاد ، وهي عدل كلها ، ورحمة كلها ، ومصالح كلها ، وحكمة كلها ... فهي قرة العيون ، وحياة القلوب ، ولذة الأرواح ؛ فهي بها الحياة والغذاء ، والدواء والنور ، والشفاء والعصمة وكل خير في الوجود فإنما هو مستفاد منها ، وحاصل بها ، وكل نقص في الوجود فسببه من إضاعتها ، ولولا رسوم قد بقيت لخربت الدنيا وطوي العالم ، وهي العصمة للناس وقوام العالم وبها يمسك الله السموات والأرض أن تزولا ، فإذا أراد الله سبحانه وتعالى خراب الدنيا وطي العالم : رفع إليه ما بقي من رسومها ؛ فالشريعة التي بعث الله بها رسوله هي عمود العالم ، وقطب رحى الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة " . انتهى من " اعلام الموقعين " ( 4 / 337 - 338 ) . فالصلاة أوجبها الله تعالى بهذه الصفة المعروفة في نصوص الكتاب والسنة ، محققة لجملة من مصالح العباد الدنيوية والأخروية . وبتأمل الإنسان للصلاة وأحكامها يرى مدى عظمة نفعها للناس في هذه الدنيا ، ومن ذلك : أولا : تحقيقها لصحة النفس وسعادتها ، وذلك من وجوه : الوجه الأول : تحقيق الحكمة الكبرى من خلق العباد في هذه الحياة الدنيا ، وإنزال الكتب وإرسال الرسل : وهي تحقيق العبادة الخالصة لله جل جلاله ، وشعور العبد أنه مرتبط ـ دائما ـ وفي كل أوقاته إلى هذه العروة الوثقى وأنه : ما ذهب في مذهب ، وراح مراحا ، إلا وهو عائد إلى ربه ، مقبل عليه . قال الله تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) الذاريات/56-58 . وقال تعالى : ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) البينة/5 . وقال تعالى : ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) الأنعام/162-163 . الوجه الثاني : من المعلوم من نصوص الشرع ، ومن واقع حياة الناس أن أصح الناس نفسا وأعدلهم مزاجا وأكثرهم سعادة هم الأتقياء الصالحون . قال الله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97. وقال الله تعالى : ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ )الجاثية /21 . وأعظم باب لتحقيق الصلاح والتقوى هو الالتزام بالصلاة وإقامتها حق الإقامة من غير إخلال بها فمن أقامها وحافظ عليها بشروطها وأركانها وواجباتها وسننها ، فإنه يبعد نفسه عن سبل المنكر والفحشاء ، ويحقق تقوى الله تعالى ، ويدخل في زمرة عباد الله الصالحين . قال الله تعالى : ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) العنكبوت /45.
|
||||
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc