تليفونات من الجزائر

[طيف.بدر]

بالأمس رن هاتفي الجوال ...
نظرت إلى رقم المتصل على الشاشة فوجدته من خارج مصر ، إنه نفس الرقم الذي اتصل بأحد أصدقائي في اليوم السابق...
و هذا هو الحوار الذي دار ...

أنا : آلو ... السلام عليكم
المتصل : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ... معك أخوك عبد الرحمن الأخمش من الجزائر
أنا : أهلا و سهلا يا أخ عبد الرحمن
المتصل : أنا باتصل بأرقام عشوائية في مصر الحبيبة عسى أن يصلح الله ما بدر منا في الأيام الماضية
أنا : ......
المتصل : نحن داخلون على أيام مباركة ... عيب أن تكون هذه الشحناء بين المسلمين و هم يقفون على جبل عرفة
أنا : يا أخي و الله حظك حلو ... انا مقتنع إن الموضوع فتنة صنعها شياطين السياسة و الإعلام و وقع فيها الشعبان... عموما كل سنة و إنتم طيبين يا أهلنا

في الجزائر
عبد الرحمن : العلاقة بيننا أكبر من هذه الترهات و رباط الإسلام أقوى من حفنة إعلاميين هنا أو هناك يصطادون في الماء العكر
أنا : تاريخنا واحد ... إحنا حاربنا معاكم ضد فرنسا و إنتم حاربتم معانا ضد إسرائيل
عبد الرحمن : صدقني نحن نكن لمصر في قلوبنا مكانة عزيزة و مصر أكبر ممن يعبث بعروبتها و لا يعرف قيمتها
أنا : يا أستاذ عبد الرحمن ، أنا مهندس و أعرف عددا من الزملاء المهندسين اللي شغالين عندكم في الجزائر و هم ...
عبد الرحمن (مقاطعا) :و ماذا قالوا لك عن الجزائر ؟
أنا : و الله بيقولوا إنهم لما يشوفوا مصري بيبقوا شايلنه فوق راسهم و عايزين يحطوه في عينيه ، و كلامهم خلاني بحب الجزائريين ، و على فكرة أنا برئ من أي

سافل تطاول على شرفاء الجزائر و مجاهديها و شهدائها
عبد الرحمن : أكرمكم الله ، كل عام و أنتم بخير و حفظكم الله
أنا : و إنت بالصحة و السلامة و كل أهلنا و حبايبنا في الجزائر ، أنا سعيد بمعرفتك يا عبد الرحمن ، و مادام في المسلمين زيي و زيك بيخافوا على وحدة المسلمين

يبقى الأمة لسة بخير
عبد الرحمن : وصل سلامي لكل أحبابي في مصر ، سلام عليكم
أنا : يوصل بإذن الله ، و عليكم السلام
=========================================
اليوم
-------
رن هاتف زميلي (مصطفى)بالعمل ... رقم المتصل جزائري جديد غير الذي كان بالأمس
كل الذي سمعته من مصطفى : بصراحة مش فاهم حضرتك بتقول إيه !!!
انتهت المكالمة لأن طرفاها لا يفهمان بعضهما
قلت في عقل بالي أتصل أنا بالرقم خصوصا إننا سمعنا إن في مكالمات كثيرة جاية من جزائريين لزملاء في الشركة للتهنئة بالعيد على نفس شاكلة مكالمة عبد الرحمن الأخمش ، و كله بثوابه و ربنا يتقبل عملنا هذا إصلاح ذات البين بين المسلمين
الراجل الجزائري طلع ذوق و كنسل المكالمة و اتصل هو بيا ، و فتحت السبيكر
بصراحة فهمت نص كلامه بالعافية لكني فهمت أنه بيقول إنه بيحب مصر جدا و عايز يقول لكل مصري "كل سنة و إنت طيب" ... كانت مكالمة ودودة اشترك فيها كل اللي كانوا موجودين معايا في المكتب و كلهم تسابقوا للترحيب بالأخ الجزائري و بعد انتهاء المكالمة سرت روح طيبة في المكتب زي ما يكون الناس نفضوا عن أنفسهم أياما ثقالا مرت عليهم محملة بالكراهية و بشحنات إعلام منافق إذا خاصم فجر ...
أنا كنت حاسس إن اختلاف اللهجة و عدم إتقان الأخ الجزائري للعربية على عكس الأخ عبد الرحمن الأخمش كان عائق أمام التعبير عن المشاعر فبعثت برسالة نصية إلى الأخ الجزائري "هذه رسالة ود و صفاء بمناسبة الحج من أخ في مصر إلى أخ ما في الجزائر"فكان رده سريعا بالفرنسية " و نحن كذلك نحمل لكم نفس المشاعر الطيبة.عيد سعيد "