صراع الأجيال...حقيقة أم خيال؟..

[عزالدين]

بسم الله الرحمان الرحيم

من سنن الله تعالى في الكون استمرار الحياة بتعاقب الأجيال فلا يخلو وقت أو زمان أو مكان من وجود أجيال مختلفة من أطفال وشباب وناضجين وشيوخ .ولا يزال التضارب في الآراء هو السمة الأساسية للتعامل بين هذه الفئات المختلفة...صراع الأجيال بأبسط مفهوم : اختلاف في الرؤى والقيم والأفكار بين الأجيال بحيث تنعدم لغة الحوارويكثرالخلاف حول المتغيرات والمستجدات الحضارية..صراع الأجيال او الفجوة بين الأجيال التسمية غير مهمة وإنما ما يجب أن يهمنها أكثر هو ماهية هذا الصراع أسبابه وسبل معالجته....قد نسمع كثيرا عبارة 'أنت من جيل وأنا من جيل لذلك لن تفهميني'
بين الأم وابنتها أو الأب وابنه...وقد يتطور الصراع الى قطيعة حادة وفي مرات عدة تتحول لمواجهة جسدية في سنفونية تبادل عنف ...وقد تحاول ايجاد حلول عملية للمشكل..تسأل الطرفين فتصطدم باتهامات متبادلة ومواقف متشددة....تحاول أن تصل لنقاط تفاهم بين الطرفين فتكاد لا تجد الا نقاط لا تكفي الا لاكمال الحياة بشكل مضطرب واه وقابل للانفجار وللمواجهة في أي لحظة...ماذا يحصل للعائلات الاسلامية ؟ ...هل وصلنا الى هذه الدرجة من الخطورة...واليكم بعض النماذج للمواجهات..

إذا لم تذاكر الفتاة تقول الأم: 'عندما كنت في سنك كنت آكل ثم أذاكر وكانت حياتي المذاكرة'




إذا ردت الفتاة على الأم تقول الأم: 'عندما كنت في سنك كنت أسمع كلام ماما ولا أرد عليها'




إذا نقصت الفتاة في الدرجات تقول الأم: 'عندما كنت في سنك كنت أنجح في المدرسة بتفوق شديد'



ولكن الاسلام درس هذه الظاهرة...فلقد تنبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في وقت مبكر من التاريخ الإسلامي حين قال: 'أحسنوا تربية أولادكم فقد خلقوا لجيل غير جيلكم', وكأن أمير المؤمنين يلمح بهذا إلى ما يحدث في حياة البشر من التغيير فيقول: 'أحسنوا تربية أولادكم', أي اضبطوهم بالقيم الثابتة كي لا يجرفهم التغيير فيحيدوا عن سواء السبيل....

ولكن لا بد من القول أن هناك أمورا ثابتة لا بد أن ننطلق منها كركائز ثابتة كأوامر الشرع...وطاعة الوالدين والترية والأخلاق....

ولكن سؤالي هنا من يجب عليه أن يتغير الآباء الى مستوى الأبناء؟ أم العكس؟...ما هي الحلول التي يجب أن نوفرها ؟ كيف السبيل الى الوصول الى الوفاق بدل حالة الصراع؟...


وتستمر الحياة