امكانية الفصل بين الاحساس والادراك - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 - لشعب آداب و فلسفة، و اللغات الأجنبية > قسم الفلسفة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

امكانية الفصل بين الاحساس والادراك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-11-13, 06:59   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
احمد معمري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Hot News1 امكانية الفصل بين الاحساس والادراك

هل يمكن الفصل بين الاحساس والإدراك ؟
المقدمة : طرح المشكلة : اذا اردنا ان نبحث عن حقيقة الانسان وعن طبيعة مدركاته ، او حاولنا البحث عن حقيقة المعرفة فإننا لا نستطيع ان نكشف عن ذلك إلا بواسطة الادراك ، وهذا لان الادراك هو من يحدد علاقتنا مع عالم الاشياء ، لان الادراك عملية ذهنية يتدخل فيها الحاضر بالمعطيات الحسية والماضي بصوره وذكرياته وبهذين النوعين من التداخل تكسب المعطيات الحسية معنى خارج الذات من حيث هي اساس مقابلة الذات ،وفي المقابل فان الاحساس عملية فيزيولوجية اساسا تجري على مستوى الاعصاب التي وقعت عليها المثيرات الخارجية . ومن هذا الاساس المحوري لظاهرة الاحساس والإدراك ، كان لا بد على الباحث والمتعلم ان يحددا طبيعة وبيان كل من الاحساس والإدراك ،والكشف عن اهميتهما ، لذا فقد اختلف جمهرة الفلاسفة حول ما اذا كان من الممكن القيام بالفصل بين المفهومين ام لا. فكان التساؤل كالتالي:هل يمكننا الفصل بين الاحساس والإدراك ؟ وهل كل معرفة ينطوي عليها الادراك مصدرها الإحساس ؟ بعبارة ادق. هل نستطيع ان نفصل بينما نحس به وبين ما ندركه ؟ .
محاولة حل المشكلة :
الموقف الاول :" الاتجاه الكلاسيكي" "يمكن الفصل بين الاحساس والإدراك كمفهومين" . يرى انصار الاتجاه الكلاسيكي بضرورة الفصل والتمييز بين الاحساس من جهة والإدراك من جهة اخرى . فالإدراك عندهم ما هو إلا ظاهرة مستقلة عن الاحساس وهذا الطرح هو ما تبناه الفلاسفة العقلانيون والحسيون على حد سواء . من رواد المدرسة الكلاسيكية العقلية نجد : ديكارت ،الان وغيرهم ، اما في الجانب الحسي التجريبي فنجد : جون لوك وجون استوارت مل ، وغيرهم ومن مبررات هؤلاء نجد مبررات منهجية وأخرى مذهبية . اما المبررات المنهجية تتمثل في الطابع الاولي البسيط بعمل الاحساس فهو لا يحتاج الى وساطة بين المؤثر والعضوية " اي بين الصوت وانفعال حاسة الاذن ". بل يتم بطريقة اولية ومباشرة . لان الية الاحساس ثلاثية التركيب . كما ان هناك اختلاف في طبيعة كل منهما فأنصار المذهب العقلي ارجعوا الادراك الى عوامل ذهنية ذاتية كالتذكر والتأويل والتخيل ،اذ ادراك المكان فعل عقلي وليس معطى حسي موجود مع الاشياء المدركة ،واهم من يميز بين الافكار التي هي احوال نفسية ذاتية غير ممتدة ، وبين الاشياء المادية التي هي امتدادات خارجية . هو روني ديكارت ، وما دام الاحساس حالة غير ممتدة فهو لا يستطيع ان يعرفنا بالممتد ، وان ادراك الاشياء الممتدة يكون بواسطة حكم عقلي يعطي للأشياء صفاتها وكيفياتها والدليل على ذلك ان الموجات الضوئية تصطدم بالعين اثناء الاحساس البصري ، فالمفروض ان اندرك الاشياء امام اعيننا او داخلها لكننا ندركها بعيدة . اذن ادراك البعد فعل عقلي وحكم نصدره على الاشياء عن طريق المقابلة بين ابعادها الظاهرية . يرى بركلي : ان ادراك المسافات ليس فطريا بل هو راجع للتجربة يقول :" ان الاعمى اذا استرجع بصره بعد عملية فسيرى الاشياء لاصقة بعينه لذا فيخطئ في تقدير المسافات والأبعاد لأنه لا يملك تجربة سابقة عن المسافة وقال ايضا :" ان تقدير مسافة الاشياء البعيدة جدا ليس احساسا ، بل حكم يستند الى التجربة ". كما اكد الان بأننا لا ندرك الاشياء كما تعطيها لنا حواسنا بل كما يؤلها لنا العقل ، كما ذكر ذلك في مثال المكعب اذ يقول :" فالمكعب الحقيقي يمتلك ستة اجه واثني عشر ضلع لكن عندما نراه لا نبصر سوى ثلاثة اوجه وتسعة اضلاع ، فكيف نحكم عليه بأنه مكعب؟".لا شك اننا اذا استندنا الى الحكم العقلي نستنج بأنه مكعب لأننا نرى الاوجه والأضلاع التي لا نراها الان ، وقال ايضا :" الشيء يدرك ولا يحس به ". وهو ما يجعلنا ندرك بان ثمة فرق بين الاحساس والإدراك ،لان ا ادراك وظيفة معقدة تنطوي على احساسات مختلفة وعمليات عقلية معقدة ، وفي المقابل ذهب اصحاب النظرية الحسية الذين هم بدورهم يميزون بين الاحساس والإدراك حيث ينطلقون من مبدأ الاستعداد الفطري لدى الانسان اي ان كل معرفة مكتسبة من التجربة كما انها تعتمد على طرقة التحليل فنفسر الادراك بإرجاعه الى ترابط عدة احساسات اولية ولهذا سميت كذلك بالنظرية الترابطية ، فإدراك طعم الشيء والتعرف عليه انما ينشا من ترابط واتحاد عدة احساسات "ذوق رائحة ، بصر كما يعتقدون بان الاحساس ظاهرة نفسية والظواهر النفسية عارية من كل امتداد ولا تشغل المكان كما ان الاحساس بجسم من الاجسام ليس دخول هذا الجسم في النفس وبالتالي فالنفس لا تشعر بالتبدل والمؤثر الخارجي بل بالتبدل العصبي ، ذلك ان اثار الاحساس يدل على الشيء الخارجي وقد ذهب ريبو الى ان معنى الطول في المكان تولد عن معنى الطول في الزمان وهكذا فأصحاب النظرية التجريبية يرون ان الادراك يختلف عن الاحساس إلا انه ينشا من ترابط الاحساسات واتحادها على مستوى المراكز العصبية
النقد والمناقشة : لكن نلاحظ ان هؤلاء تعرضوا الى جملة من الانتقادات من قبل بعض المدارس الحديثة منها المدرسة الالمانية الشكلية والتي ترى بان الادراك ليس مجموعة احساسات جزئية ولا تأليفا بينهما لأنه كامل منذ الوهلة الاولى ، ذلك لان الشيء المدرك هو ذاته مقدم الينا في اعماقه الخاصة . وبالتالي فالعقل لا يصنف اي شيء . كما يدعي الذهنيون ، وإلا فكيف نفسر صغار الدجاج الذين يحسنون تقدير البعد بينهم وبين حبة القمح التي يلتقطونها ومع ذلك فهم لا يملكون عقلا . وكذلك التجربة الحسية التي ترى ان ادراك الاشياء الممتدة في المكان ناتج عن تفاعل الاحساسات البصرية واللمسية ، ومن هذا التفاعل ينشا ادراك امتداد الاشياء في المكان ولكن هذه التفاعلات الحسية العامة توجد حتى لدى الحيوانات والصبي ،فلماذا لا يدركان الامتداد اذن؟ معنى هذا ان هناك عوامل اخرى تتدخل.
الموقف الثاني : نقيض القضية: " وجوب ارتباط الاحساس بالإدراك " . يرى انصار علم النفس الحديث انه من غير المتوقع ان نميز بين الاحساس والإدراك لأنهما يمثلان وجهين مختلفين لظاهرة واحدة ، يعتقد اصحاب المدرسة الجيشطالتية ان الادراك ليس عملا ذهنيا يعتمد على التفسير والتأليف والذاكرة . كما يدعون ، بل ان العناصر معطاة لحواسنا على صيغة شكل وهذا مستوحى من كلمة جيشطالت ومن زعماء هذه النظرية (فيرتهايمر، كوفكا ، كوهلر ، بول غيوم ) . اذ يقرون بان لا يوجد اي فرق بين الاحساس والإدراك ( الادراك ليس مجموعة احساسات بل كل احساس من الوهلة الاولى ادراك كلي) . ومن افكارهم ان ادراك المسافات ليس فعلا عقليا ، بل يتوقف على الشيء الذي يقدم لنا في اعماقه الخاصة وان رؤية العمق هو فعل بيولوجي يتوقف على اتحاد الصورتين المقدمتين من طرف العينين ،كما ان ادراك المكان ليس ناتجا عن الخبرة السابقة او نشاك العقل بل هو مُعطى من بنية الاشياء المدركة وبالتالي فالإدراك تابع للعوامل الموضوعية الخارجية ضف الى ذلك ان النظرية الذهنية تشوه الاحساس لأنها تجعله ميتا وخاليا من كل معنى وهذا خطا ، لان الاحساس كامل منذ الوهلة الاولى مادام يعطي للأشياء قيمة ومعنى ، وبالتالي فالإحساس والإدراك شيء واحد والحقيقة عند الظواهريين ان الادراك شعور ذاتي ، اما الشيء المدرك فهو خارجي عنا ، كما يرون ان الاحساس شعور والشعور هو دائما شعور بشيء ما . انه نزوعي وقصدي وواعي واتصالي بالعالم الخارجي ، فلا وجود لاحسا سخا من المعنى اي لا وجود لإحساس خالص . يقول مير لوبونتي الاحساس الخالص غير محسوس فالإحساس هو ان نعرف بأننا نحس ومعرفتنا للإحساس هي نفسها الادراك) كما يضيف قائلا : (انني ادرك منذ الوهلة الاولى السماء والعصافير والجدران .......، انني اعطي اسماء لهذه ا اشياء ...فانا ادرك العالم بناءا على بعض المعارف والرغبات واللغة ومن هنا فكل احساس يكون مرفوقا بشعور ووعي بما احس به). هذا وقد قال توماس ريد ان الادراك ما هو إلا الاحساس مصحوب بالانتباه) كما قال هوسرل ارى بلا انقطاع هذه الطاولة سوف اخرج وأغير مكاني ويبقى عندي بلا انقطاع شعور بالوجود الحسي لهذه لطاولة ).وهذا ما يجعل الادراك تابع للإحساس ، وكذلك التفسير العقلي الذي يعتبرالادراك حكما عقليا ويؤكد ان الادراك تابع للشعور وعموما فقد اجمع هؤلاء على استحالة الفصل بين المفهومين بناء على : ان النظرية الكلاسيكية تغافلت عن ان الادراك قائم على ادراك الكل وليس الجزء ،وانه اثناء عملية الادراك يصعب الفصل بين الاحساس والإدراك لأنهما متصلان ببعضهما البعض اتصالا عضويا ، لا معنى لأحدهما في غياب الاخر. حيث ان الاحساس شيء غامض "مبهم" وما الادراك إلا تجليات لهذا الشيء المبهم ، ومنه فلا امكانية للفصل بين المفهومين .
النقد والمناقشة : لكن نلاحظ ان النظرية الجيشطالتية جعلت الشخص المدرك محايدا وسلبيا لا دور له في عملية الادراك مادامت العوامل الموضوعية هي التي تفرض نفسها عليه وتتحكم فيه ، وفي ذلك مبالغة ولهذا اثبتت تجارب التحليل النفسي ز ان تفسير الافراد للرسوم والأشكال التي تعرض عليهم حسب انفعالاتهم وقيمهم الخاصة وليس على حسب ما تبدو عليه الاشكال ولقد دلت التجارب نظرية التحليل النفسي ان كثيرا من الادراكات تابع لتأثير عوامل لا نعيها اي عوامل لا شعورية ، غير ان ما يؤخذ على الفلسفة الظواهرية هو كونها لا تعترف بوجود الحالات اللاشعورية مادامت تعتبر الشعور هو وعي .
التركيب : ومن خلال هذا التحليل يمكننا ان نتوصل الى ان كل المعارف ا انسانية محصلة و ناتجة عن تكامل بين العوامل الذاتية والعوامل الموضوعية ، حيث ان العقل يتكامل مع التجربة الحسية في قول كانط المقولات العقلية دون معطيات حسية جوفاء والمعطيات الحسية دون مقولات عقلية عمياء). ومن جهة اخرى فقد يتفاعل ويتكامل الشعور مع بنية ا اشياء وهو ما يتيح لنا ان نرتقي من عالم الصور الحسية الى عالم الصور العقلية مما يعني ان الحواس هي النافذة والممولة الاولى للإدراك ، فلولا وجود الاحساس لما كان الادراك والعكس صحيح ومنه نستنتج ان الادراك ناتج عن تفاعل بين الجانب الحسي المرتبط بالمادة وبين الشرط الصوري الذي يتمثل في مفهوم العقل .
حل المشكلة :
الخاتمة : وفي الاخير وكحوصلة نصل الى ان الاحساس والإدراك عمليتان مختلفتان من حيث الطبيعة متلازمتان ومتكاملتان من حيث الوظيفة ، لان الادراك لا يعود الى الحواس فقط او الى الذات فحسب ، انما هو يعود الى تكاملهما معا ، لان الاحساس هو النافذة التي نطل بها على العالم الخارجي ، والإدراك هو تفسير وتأويل لتلك المعارف التي تصلنا عن طريق الاحساس .








 


رد مع اقتباس
قديم 2017-11-13, 07:03   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
احمد معمري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي الادراك بين العقل والحواس " المعرفة"

هل الادراك عملية عقلية ام بناء حسي
طرح المشكلة : مقدمة : تعد المعرفة من اقدم المواضيع التي تناولها الفلاسفة عبر التاريخ ، إلا ان طبيعة المعرفة ومصدرها ظلا يتأرجحان بين من يقدم الحواس عن العقل ،وبين من جعل العقل في المقام الاول . فإذا كان الاحساس ظاهرة اولية بسيطة متولدة عن تأثير احدى الحواس بمؤثر ما ،فان الادراك عمل عقلي مركب يقوم بتأويل الاحساسات تأويلات عقلية "ذهنية ". فهل هذا يعني انه لا يعدو أن يكون مجرد انطباعات حسية ؟ . بمعنى اخر هل الادراك كحقيقة معرفية تساهم فيها العوامل الحسية ، ام انه فعل عقلي خالص؟.
محاولة حل المشكلة :
الموقف الاول :" ( اساس المعارف العقل). يرى الفلاسفة العقلانيون وعلى رأسهم ديكارت ان العقل هو الوسيلة الاساسية للمعرفة ، لان العقل هو جوهر الفرد ومبدئه ، وهو ما اكد ان جميع المعارف تنشا عن المبادئ العقلية القبلية ، والتي لا تتولد عن الحس .اذ العقل ما هو إلا الاصل الاول للعلم الانساني ومصدره الاسبق ، وان جميع معارفنا مهما تسلسلت حلقاتها ترجع في اخر المطاف الى العقل ، فاتصالنا بالعالم الخارجي لا يتم عن طريق الاحساس مثلما هو الحال عند الحيوان وتحويلها الى معرفة ،هذا ما جعل الجدل يحتدم بين الفلاسفة والمفكرين حول ما اذا كانت المعرفة تبدأ من الحواس ثم تنتهي الى العقل ، ام العكس . وهو ما افرز الى الوجود جملة من التساؤلات اهمها : هل اساس المعارف عقلي ام حسي ؟ إذا كان الإدراك يتم وفق والطفل الصغير ، وإنما يتم عن طريق الادراك ، فلو كانت المعرفة وليدة الحواس لكان الحيوان احق بها. يتساءل ديكارت عندما يرى رجالا يسيرون في الشارع .هل ارى رجالا فعلا . اما ارى قبعات ومعاطف؟قد ارى قبعات قد تكون غطاء لآلات صناعية ، ومع ذلك اجزم بان هؤلاء رجال . لذا قل ادرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت احسب اني اراه بعيني )هذا وقد اكد الان بدوره ايضا رأيه اننا لا نستطيع ان نلمس المكعب او نراه بكامل إضلاعه لأنه من بين اضلاعة الاثنا عشر. لا نرى إلا ستة ، ومن بين سطوحه الستة . لا نرى إلا ثلاثة ، ومع ذلك نحكم بأنه مكعب " ان المكعب يعقل ولا يُحس . ومن هذا ايقن بان الادراك حكم عقلي ، وإذا كان ادليل على وجود العالم الخارجي هو اننا نتصل به عن طريق الحواس . كما يدعي الحسيون ، وانه لا يمكن ان نشك في وجود هذه ا اشياء الخارجية من اشخاص وأصوات وآلات ، إلا اذا ابتعدنا عن المألوف ، لأننا نراها ونسمعها ، فإننا نتساءل عن معطيات الحلم . ألا نتصور في احلامنا نفس هذه الاشياء وعندما نستيقظ نجد انفسنا بعيدين كل البعد عما رأين ؟ وهل من امرات يقينية نستطيع ان نميز بها بين الحلم واليقظة ؟.ففي الحلم ايضا نرى ونلمس ونتذوق ....الا يمكن ان نفترض كما يقول ديكارت ان السماء والأرض والهواء والأشكال والأصوات وسائل ما ، يُخيل الينا انها موجودة ليست إلا فخاخا نصبها الينا الشيطان ليثبت سذاجتنا ). لكن ما سلم به ديكارت والعقلانيين عامة هو ان العقل اساس المعرفة لأنه القوة الفطرية لدى الجميع ومنه تُستمد المعارف ، اما الحواس فقد تخدعنا ولا يجب ان نطمئن لمن يخدعنا ولو مرة واحدة يقول. وليام جيمس لاحس الانسان الراشد بالأشياء بل يدركها ) .ذلك لان العقل احكامه تمتاز بالبداهة والوضوح والشمول كما ان من خصائص العقل ادراك كل الحقائق الكلية الضرورية ، كما ان التماسك الذي يطمح اليه كل باحث التفكير العقلي ا استدلالي الصحيح وهذا المبتغى لا يتحقق عن طريق التجربة لأنها تزودنا بمعلومات متفرقة ولا ترقى بان تجتمع وتكون في مرتبة اليقين ، كما ان نتائجها احتمالية وفي هذا الصدد يقول ديكارت : ( كل ما تلقيته حتى الان على انه اصدق ا اشياء او اوثقها قد تعلمته من الحواس او عن طريق الحواس غير انني اختبرت احيانا هذه الحواس فوجدتها خداعة ، وانه من الحذر ان لا نطمئن ابدا الى ما يخدعنا ).وهو ما صرح به ايضا بركلي حين قال ( وجود الشيء قائم في ادراكي انا له).
النقد والمناقشة : لكن من الملاحظ ان فصل الاحساس عن الادراك من الناحية الواقعية امر مستحيل حقيقة ان الادراك له دور كبير في معرفة العالم ن لكن لا يجب الغاء الحواس ن لان عمل الحواس هو الوسيلة والطريق الرابط بين الذات والمحيط ، كما ان العقل لن يفقه ويعرف شيئا دون معطيات الحواس ،بل يصبح الانسان غريب في محيط هو فيه او جزء منه وهو ما يعني انه لا ادراك دون احساس ، لان الاحساس عملية ذات وظيفة في المعرفة ، ثم لو كان العقل وحده هو من يحدث الإدراك . فلماذا لا تتساوى ادركاتنا جميعا ونحن نملك نفس العقول ؟. فقد اعترض الظواهريين من أمثال ادموند هوسرل على هذا التفسير جملة وتفصيلا ، ذلك لان موقف الظواهرية موقف معاد للنزعة العقلية . حيث فقال :" الثابت هو الأشياء نفسها والمتغير هو الإدراك
نقيض القضية : الموقف الثاني : "اساس المعرفة الحواس " يرى اصحاب المذهب الحسي اي التجريبي امثال لوك ،وجون استوارت مل وغيرهم ان اساس المعرفة هو الحواس حيث ان هذه الاخيرة هي التي ندرك بها " فعندما يحس الشخص بشيء ما سوف يترجم الاحساس الى معرفة ما". يرى الفيلسوف جون لوك ان العقل يولد صفحة بيضاء تكتب عليها التجربة ما تشاء وهو ما يعني ان تحصيل الانسان عن المعارف يكون عن طريق الاحساس والتجربة المباشرة دون اللجوء الى المفاهيم والتصورات العقلية ، فان اول ما يتبادر الى الذهن ازاء هذا السؤال هو ان اتصالنا بالعالم الخارجي يتم عن طريق الاحساس ، باعتبار الحواس الخمس هي قنوات اتصال بيننا وبين العالم الخارجي وبدونها لما كان هناك اي اتصال فضلا عن امكانية معرفته . فالتفاحة مثلا : نحصل على لونها بحاسة البصر وطعمها بالذوق ورائحتها بالشم ، ونعومتها باللمس فلولا الحواس لما كان لهذه التفاحة وجود اصلا ، ان البرهان الوحيد على ان الشيء مرئي كما يقول جون ستيوارت مل هو ان الناس يسمعونه بالفعل ). بل ان الاعمى كما يضيف دافيد هيوم : "لا يعرف شيئا عن الضوء ، والأصم لا يعرف شيئا عن الصوت وان الفاقد لحاسة ما . فاقد للمعرفة المتعلقة بها ان الاعمى لا يستطيع ان يكون اي فكرة عن اللون ثم ان القول بقصور الحواس اصبح من الماضي ن لان العلم اثبت فعالية الحواس . فمثلا كان يعتقد ان حاسة الرؤية محدودة ببعدين هما الطول والعرض إلا ان العلم اثبت ان العين لديها بعد ثالث وهو الاعمق ، ومن مسلمات هذا المذهب ان فقدان الشخص للحاسة يعني بالضرورة فقدانه لمعرفتها ، كما ان الحواس هي المساعد الذي يحتاجه العقل لبناء المعارف الذي يكتسبها من العالم الخارجي يقول هيوم " لا شيء من الافكار يستطيع ان يحقق لنفسه ظهورا في العقل ما لم يكن قد سبقته التجربة ومهدت له الطريق ". وفي هذا يميز كل من هيوم ولوك ان الاثار الحسية هي المرجع الاخير الذي نقيس به صحة الافكار وحقيقتها فبإرجاع الفكرة الى اصلها تعد صحيحة وإلا فهي خاطئة ووهم من العقل وما دامت الافكار تتبع اثار الحواس ،فإنها خاضعة الى تجارب الحياة ن لان العقل لا يملك افكار فطرية منذ ولادته على الاطلاق . والإحساس هو سبيلنا الى المعرفة على حسب تعبير اصحاب المذهب التجريبي يقول لوك : " لو كان الناس يولدون وفي عقولهم افكار فطرية لتساووا في المعرفة ". مما يعني بالنسبة له، ان الحواس هي المسؤولة عن وجود المعارف في ذهن الانسان بالمرتبة الاولى ومن دونها لا وجود للمعرفة ومن هنا يكون الاحساس هو مصدر المعرفة الذي يتحكم في جميع المدركات وبالتالي فهم يميزون بين الاحساس والإدراك ن ويجعلون الاحساس اعلى مرتبة من الادراك يقول لوك : لو سالت انسان متى بدا يعرف لاجابك متى بدا يحس".
النقد والمناقشة : لكن نلاحظ ان الدراسات الحديثة في علم النفس ترفض ان تجعل من الادراك مجرد ترابطات حسية تتجمع في الذهن لان الكثير من الدلائل تثبت ان الادراك عملية اخرى لها طابعها الخاص المميز لها ، كما ان فكرة الاحساس الخالص ما هي إلا مجرد افتراض نظري ولا توجد اي دلائل علمية تؤيده وتبرر واقعيته . فعلى الرغم مما قدمه اصحاب هذه النظرية من ادلة تثبت ان الاحساس اساس المعرفة ، إلا انهم بالغوا في قولهم على اعتبار انهم نفوا دور العقل في ترجمة مختلف الاحساسات ، فبالرغم من ان التجريبيين تمكنوا من ابراز دور عملية الاحساس في ادراك المعارف ، لكنهم وقعوا في نفس الخطأ .حينما فصلوا بين الاحساس والإدراك العقلي ، وأعطوا الاولوية للإحساس في المعرفة . لان علم النفس اثبت ان العمليات وكل الظواهر متداخلة ومتكاملة وظيفيا في عملها .
التركيب : وعموما نستنتج انه لا احساس خالص ولا ادراك نقي ،اذ في الحقيقة ما الاحساس إلا عملية اولية بسيطة ، لان احساساتنا ما هي إلا صورة طبق الاصل للأشياء الخارجية ،لأنه لا وجود لإحساس خالص غير مسبوق بشيء من فعاليات الذهن . هذا من جهة ومن جهة اخرى ،فان الادراك ما هو إلا عملية عقلية معقدة .إلا انه لا يمكن الحديث عن ادراك عقلي محض لا يتضمن في معطياته اثرا من الاثار الحسية ، بل ان الاحساس هو الذي يميز الادراك عن التذكر والتخيل والوهم ، وهو الذي يصبغه بصبغة الواقع والموضوعية ، اذ الرأي الصحيح هو الذي يرى بان العلاقة بين الاحساس والإدراك علاقة تداخل منهجية . وهو ما اشار اليه الفيلسوف الالماني ايمانويل كانط مؤسس المذهب النقدي حيث اكد على ان كل من المفهومين متلازمين لان التجربة هي حقيقة سابقة وبالتالي فهي عالم لا يعطينا إلا شيء من الاحساسات المنفصلة والحوادث للإدراك كعملية عقلية عن الاحساس كتفاعل عضوي في تحصيل المعرفة وإدراك الاشياء ولا العكس بإعطاء الاولوية للإحساس وإهمال الادراك لان بينهما علاقة مباشرة ، وهو ما عجل ببروز مدارس فلسفية تؤكد على وحدتهما في تحصيل المعرفة .
حل المشكلة :
الخاتمة : وفي الاخير يمكننا ان نقول ان كل من الاحساس والعقل لهما دور في المعرفة ،وكلا منهما يكمل الزاخر فالحساس يربط الانسان بالعالم الخارجي والإدراك يفسر ويؤول هذه الإحساسات . وبالتالي يمكن ان نقول ان الاحساس مُميز عن الادراك ،لأنه يسبقه منطقيا ان لم يكن زمنيا ، وأي محاولة للفصل بينهما هي محاولة فاشلة . فحواس الانسان تتفاعل م
لم يكن زمنيا ، وأي محاولة للفصل بينهما هي محاولة فاشلة ، فحواس الانسان تتفاعل مع مداركه العقلية والعكس صحيح ، وهو ما يجعل من المستحيل تقييد احدهما ،او الغائه .









رد مع اقتباس
قديم 2017-11-13, 07:05   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
احمد معمري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Hourse علاقة الدال بالمدلول

كيف ترى العلاقة بين الدال والمدلول ؟ هل هي علاقة ضرورية ام علاقة اعتباطية ؟.

طرح المشكلة : المقدمة: اذا كانت اللغة جملة من الاشارات يمكن ان تكون وسيلة للتواصل ، فهي ايضا قدرة على انشاء الاشارات التي يستعملها الانسان استعمالا فيه معنى ودلالة على تلك المعاني التي يتفاهم بها الفرد مع غيره وفي هذا السياق قد يتأكد لدينا ان بنية الكلام تتكون من ما يُسمى ب الوحدات الصوتية " الفونيمات والمونيمات " اذ الرمز ما هو الا علامة تتضمن صفات الشيء الذي تدل عليه ، كما توجد وحدة اساسية في عملية التواصل بين الناس وتعرف بالعلامة اللغوية وهذه الاخيرة تتألف من الدال والمدلول فاذا كان الدال هو عبارة عن اصوات لها طابع مادي فالمدلول هو الصور الذهني للشيء ومن هذا قد يتبادر الى الذهن التساؤل التالي: هل العلاقة بين الدال والمدلول علاقة ضرورية ام علاقة اعتباطية؟
محاولة حل المشكلة :
الموقف الاول: " العلاقة بين الدال والمدلول علاقة ضرورية" يتصور انصار هذا الموقف ان العلاقة بين الدال والمدلول علاقة ضرورية ، وهذا ما تراه نظرية محاكاة الانسان لأصوات الطبيعة ، أي انه متى وجد اللفظ وجد المعنى المتصور ، فاللفظ يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجي اذ ان العلامة اللسانية بنية واحدة يتحد فيها الدال بالمدلول ، وهذا ما يؤكده بعض اللغويين المعاصرين ، وفي غياب هذا الاتحاد تفقد العلامة اللسانية هذه الخاصية . ان ذهن الانسان لا يقبل الاصوات التي لا تدل على شيء أي التي لا تحمل معنى ، ثم ان التسليم باعتباطية العلاقة بين الدال والمدلول لا ينسجم مع الواقع الانساني دائما ، وربما لهذا السبب قام اتجاه اخر يرى ان العلاقة بين الدال والمدلول اكثر من ضرورية حيث ان اللفظ يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجي ، وهناك كلمات كثيرة مستمدة من الواقع الطبيعي فمثلا لفظ "خرير " يشير الى الصوت الطبيعي الذي يحدثه انسياب الماء . ولفظ "شخير" يشير الى صوت طبيعي قد يحدثه النائم يقول هيجل حول السياق في مؤلفه " فلسفة الروح" :" نحن نفكر داخل الكلمات " أي ان الاسماء مرتبطة بمسمياتها ، فالرمز اللغوي ليس خاويا من الدلالات فالكلمة وسيط بين افكارنا وتجاربنا فهي ترتبها وتنقلها من طابعها الذاتي الى تجارب يدركها الاخرين ، وهكذا ندرك ان الموقف المعاصر تجاوز التصور الكلاسيكي لأفلاطون واتباعه الذين اعتقدوا ان " علاقة الكلمة بالشيء هي علاقة طبيعية تعكس فيها الكلمات اصواتا طبيعية وتحاكيها " فالأسماء هي عبارة عن ادوات نسمي بها الاشياء على نحو طبيعي وبحسب الخصائص الذاتية التي تحملها هذه الاشياء ، بحسب افلاطون .
النقد والمناقشة :لقد وجهت جملة من الانتقادات الىاصحاب هذا الموقف الذين راوا بان العلاقة بين الدال والمدلول علاقة ضرورية ، لكن نلاحظ ان الكلمات لا تحاكي الاشياء . وهكذا اذن لا وجود لعلاقة ضرورية بين الدال والمدلول ، لأنه لو كانت كذلك . فكيف نفسر تعدد الالفاظ والمسميات لشيء واحد ؟.
الموقف الثاني : نقيض القضية":" العلاقة بين الدال والمدلول علاقة اعتباطية" يرى انصار هذا الموقف ان العلاقة بين الدال والمدلول ليست ضرورية ، فهي اعتباطية أي ان الربط بينهما مؤسس على التعسف وهذا ما يراه انصار ، التواضعية الاعتباطية " العفوية " ، فان العلامة اللسانية لا تُوجد اسم ومسمى ، بل بين مفهوم وصورة سمعية . فمثلا اذا اخذنا كلمة "اخت" فإننا نجدها تتكون من الحروف التالية "
(ا، خ، ت) وكل حرف عند ذكره يعبر عنه صوت يختلف عن اصوات الحروف الاخرى ، وتتابع هذه الاصوات هو بالفعل الذي نعبر عنه بالدال ، بينما المدلول فيتمثل في معنى الاخت وبالتالي لا توجد ضرورة عقلية او تجريبية تفرض على اللغة العربية ان تعبر على هذا المعنى بهذه الاصوات واذا نظرنا الى لغات اخرى كاللغة الفرنسية والإنجليزية فإننا نلاحظ تتابع اصوات اخرى للتعبير عن معنى الاخت ، ففي اللغة الفرنسية نقول )s.o.e.u.r( اما في اللغة الإنجليزية فنقول ( s.i.s.t.r) . ويكشف " دوسوسير " ان العلاقة اللسانية لا تعبر مباشرة عن الشيء ، وانما تعبر عن تصورنا لهذا الشيء . فالفكرة هي التي تنتج العلامة اللسانية ، فهي تعبير عن الواقع كما يدركه الفكر وحجته في ذلك ان" المفهوم " "اخت" لا تربطه اية علامة داخلية بتتابع الاصوات التالية : " الهمزة ، الضمة ، الخاء ، التاء ، التنوين" الذي يقوم له دالا . ومن الممكن ان تمثله اية مجموعة اخرى من الاصوات ويؤكد ذلك ما يوجد بين اللغات من فوارق في تسمية الاشياء . بل واختلاف اللغات نفسه ، وقد بينت الدراسات المقارنة بين اللغات مدى اختلاف التعبيرات من لغة الى اخرى ولا يستثني " دوسوسير" دور المجتمع في انجاز المفاهيم اللغوية ، فاللغة انتاج اجتماعي وظاهرة نفسية وهذا لا يعني ان اللغة خاضعة لحرية الافراد حيث يقول : " فلا ينبغي ان يفهم منها ان الدال خاضع لمحض اختيار المتكلم اذ سنرى فيم يلي انه ليس بوسع الفرد ان يلحق اي تغيير بعلامة قد اتفقت عليها مجموعة لسانية ما . انما نعني ان الدال امر غير مبرر اي انه اعتباطي بالنسبة الى المدلول وليس له اي رابط طبيعي موجود في الواقع " . وبناء على هذا جاز لنا ان نتساءل ، لو كانت العلاقة بين الدال والمدلول اعتباطية، فلماذا تتباين الاصوات ؟.
النقد والمناقشة : لكن نلاحظ انه ليس من الممكنالتسليم بهذا الموقف الذي يرى بان العلاقة بين الدال والمدلول علاقة اعتباطية حيث يقول ابن جني :" ان اصل اللغة لا بد فيه من المواضعة ... كان يجتمع حكيمان او ثلاثة فصاعدا فيحتاجوا الى الابانة عن الاشياء المعلومات فيضعوا لكل واحد منها سمة "رمزا" ولفظا ، اذا ذكر عُرف به ما مسماه ليمتاز من غيره ، ويغني بذكره عن احضاره الى مرآة العين " . فاذا اخذنا بموقف القائلين باعتباطية اللغة فهذا لا يعني ان كل فرد منا له الحرية في وضع العلامات واستعمالها حسب ما تفرضه نزوته بل عليه ان يتقيد بما يأخذ به الاستعمال الاجتماعي .
التركيب :عموما قد ننظر الى الدال والمدلول من ناحيتين الاولى نظرية والثانية عملية ؛ فمن الناحية النظرية يكون الربط بينهما تعسفي تحكمي لأنه يمكن القول بعدم بوجود ضرورة ذاتية بين الاشارة اللفظية والمشار اليه ، بمعنى انه لا توجد علاقة ضرورية بين الاسماء والمسميات فمثلا : ما ندعوه قلما كان بالإمكان ان ندعوه كرسي او شيء اخر . اما اذا نظرنا اليهما من الناحية العملية فتوجد ضرورة عملية تُحمل اللفظ دلالة ثابتة ، بحيث كلما ذُكر اللفظ قام في الذهن معناه وايضا كلما قام المعنى في الذهن لازمه تمثل اللفظ الدال عليه ، فمثلا : كلمة انسان في اللغة العربية دائما تدل على الكائن الحي العاقل . فماذا نستنتج رغم تعدد الرؤى والمواقف الفلسفية
الخاتمة : وفي الأخير نستنتج مما سبق ذكره ان العلاقة بين الدال والمدلول اعتباطية من الناحية النظرية ، وضرورية من الناحية العملية ، فاللغة نسيج من المحاكاة لأصوات الطبيعة والمواضعة الرمزية ، لان الانسان كائن طبيعي وثقافي في نفس الوقت يتجاوز بعده البيولوجي بقدرته على الترميز للتواصل مع الجماعة .









رد مع اقتباس
قديم 2017-11-13, 07:08   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
احمد معمري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Hourse

هل نعتبر الإبداع ظاهرة فردية أم ظاهرة اجتماعية ؟
هل للقرارات الفردية دخل في الإبداع ؟
طرح المشكلة : المقدمة: تتألف الذات الإنسانية من بعدين أساسيين احدهما يرتبط بنوع وطبيعة الاستجابة والأخر يرتبط بالبعد الاجتماعي، فالإنسان كائن مدني بطبعه لكن حقيقة الشخصية لا تقتصر على فهم الواقع والتكيف معه ، بل في القدرة على تجاوزه ، وهذا ما يعرف في الفلسفة وعلم النفس بظاهرة الإبداع والاختراع ، فالذكاء والتخيل والإدراك والتذكر وظائف عقلية يلجا إليها الإنسان من اجل حل مختلف المشاكل التي تصادفه ، فإذا كان التخيل هو قدرة العقل على التصور والتركيب والتحليل بحسب ابن سينا ، فان لا لاند عرفه بأنه ملكة تركيب شيء لا واقعي ولا موجود، وهوما جعل الفلاسفة يختلفون ، حول ما إذا كانت عملية الإبداع تعود إلى عوامل ذاتية أم موضوعية . وهذا ما يفرض عنا التساؤل التالي: هل تتحكم في الإبداع العوامل النفسية أم الموضوعية ؟ بعبارة أخرى هل تتحكم في الإبداع الظروف الاجتماعية أم الشروط النفسية ؟
محاولة حل المشكلة :
الموقف الأول :" الابداع من طبيعة فردية " يرى أنصار هذه الأطروحة أن عوامل الإبداع ذاتية فردية . إذ الإبداع تتحكم فيه العوامل الشعورية واللاشعورية وكذا عامل الانفعالات . وهنا يتساءل رينيه بورال : عن مدى ارتباط ظاهرة الإبداع بالحياة العاطفية للإنسان قائلا :"مما يستمد المبدع الطاقة الضرورية للإبداع انه يستمدها من حياته العاطفية ". كما أن الإبداع يقتصر على أناس معينين يمتازون بالذكاء الحاد والذاكرة القوية بالإضافة إلى عامل الوراثة ، ثم إن الإبداع قد يكون على شكل حدسي وهو ما كان يحصل لابن سينا في أثناء النوم إذ يقوم بجميع الحلول المستعصية والتي لم يجد لها حلا في اليقظة . كما يذهب سيغموند فرويد برأيه أن الإبداع يعبر عن رغبات مكبوتة وعن إشباع خيالي فالمبدع يستمد مادة إبداعه من الأحلام "أحلام الطفولة أو أحلام اليقظة "وفي هذا المعنى قال :"إن المبدع يطلق تخيلاته كي تنسج حول رغباته التي تعود على مرحلة الطفولة " وهذا ما حصل ل: بوانكاريه حينما تحدث عن حل مشكلاته الرياضية ، حيث برزت فجأة وبعيدا عن ميدان عمله ، ثم إن الأديب أو الشاعر مثلا يُسقط تجربته الشخصية على البطل الذي يستخدمه في قصته أو قصيدته. كما ربط براغسون الإبداع بالانفعال . حيث قال:" أن الأبطال والقدسين لا يبدعون ولا يجددون المفاهيم الأخلاقية في حالة جمود الدم وإنما يبدعون في جو ديناميكي تتلاطم فيه الأفكار". وما حصل للخنساء دليل واضح على ذلك حيث دفعها حزنها إلى أن تبدع شعرا ، للتعبير عن رثاء أخيها صخرا. فالاستعدادات النفسية هي ما تجعلنا نبدع ، ولا أدل من ذلك ما حصل لنيوتن فلولا قوة حدسه ما اكتشف الجاذبية . لذا قيل :"الحظ يحالف النفس المهيأة ". كما يذهب الفرد ديمو سييه بقوله: "لا شيء كالألم العظيم يجعلنا عظماء ونحن مدينون إلى الألم بأحسن آثار الفن والإبداع "
النقد "المناقشة " من الملاحظ أن ما يعاب على أنصار هذه النظرية ، إهمالهم لدور العوامل الاجتماعية وتأثيرها . فلا يمكن إنكار دور المجتمع في أحداث العملية الإبداعية ، فالشروط النفسية لا يمكن لها منفردة أن تحقق مناخ اجتماعي وحضاري يوفر للمبدع الشروط الموضوعية التي تجعل من الإبداع حقيقة وإمكانا فالفاعلية الإبداعية ما هي إلا تراثا اجتماعيا متناقلا عبر الأجيال ، فليس من الممكن اختراع القنبلة الذرية خلال العصور الوسطى . ذلك لان تطور الفيزياء لم يحصل بعد وهذا اثر اجتماعي .
الموقف الثاني "نقيض القضية : " الابداع ناشئ من عوامل اجتماعية " يرى أنصار هذه الأطروحة أن العوامل الاجتماعية هي من تتحكم في الإبداع :" العامل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي " فالعامل الاجتماعي يبين القدرة على الإبداع وهو ما جعل دوركايم يربط بين حالة المجتمع وحالة الإبداع لان الإنسان يعيش في وسط اجتماعي" الإبداع ليس في جوهره أكثر من بناء جديد يستفيد من البيئة الثقافية المعطاة عند المنطلق " فالإبداع العلمي لا يحدث إلا إذا كانت حالة العلم تسمح بذلك واستقراء تاريخ الاكتشافات العلمية يبرهن على صحة هذه النظرية. فمثلا المجتمع الياباني نجد أفراده متفاوتين في الإبداع ، وهذا لما توفره اليابان من شروط اجتماعية وتقنيات تفرض على الإنسان الإبداع. ثم إن العالم ما كسوال لم يكن ليكتشف الأمواج الكهرومغناطيسية وسرعة انتشارها في القرون الأولى لان الجو لم يكن ملائما في تلك القرون . والهندسة التحليلية لم تظهر إلا بعد ظهور الجبر ، إن الاكتشاف صدى للمجتمع يقول دوركايم :"إذا تكلم الضمير فينا فان المجتمع هو الذي تكلم " كما أن اختراع التلغراف ارتبط بثلاثة علماء في آن واحد دون أن يكون بينهم أي اتصال وهذا لتشابه المجتمعات التي يعيشون فيها . لذا قيل :"الحاجة أم الاختراع " وعلى المستوى الاقتصادي تحدث كارل ماركس عن تأثير العوامل المادية فالإبداع في المجتمعات الزراعية يختلف عن الإبداع في المجتمعات الصناعية وهذا يعني انه :" ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم بل وجودهم هو الذي يحدد وعيهم " أما على المستوى السياسي . فان السياسة المرسومة هي من تساهم في إبداعهم منذ الطفولة وهو ما يؤكد دور المجتمع .
النقد "المناقشة :"لكن نلاحظ أنه لا يجب أن ننفي دور العوامل الاجتماعية وذلك لأنها في غاية الأهمية ، إلا أنها وحدها لا تكفي . وإلا أصبح كل أفراد المجتمع مبدعين ، ثم أن تاريخ العلم اثبت أن المجتمع لا يبارك دائما الإبداعات الفردية . والدليل ما حدث لغاليلي .
التركيب :"الجمع بين الموقفين"وعموما يمكننا أن نقول إن الإبداع ظاهرة إنسانية والإنسان كائن متعدد الأبعاد ، إذ لا يمكن الفصل بين العوامل الذاتية والعوامل الموضوعية . فعلى المستوى الذاتي لا بد للإرادة أن تتدخل والميول النفسية والموهبة كقوة محركة تدفع الإنسان إلى حب الوصول إلى الهدف .المرسوم لكن إذا لم تكن الظروف الاجتماعية ملائمة فان الابتداع يختفي ، ذلك لان الإلهام وحده يصبح مجرد تصور وأفكار خاوية والإمكانيات والوسائل دون حدوس تبغى فارغة وصدق ريبو حين قال :" مهما كان الإبداع فرديا فانه يحتوي على نصيب اجتماعي".
الخاتمة : وصفوة القول ومجمله إن الإنسان هو من يصنع الإبداع ، والإبداع لا يحصل إلا في جو من الحرية ، لكن المسالة صعبة من حيث التساؤل عن العوامل التي تصنع ظاهرة الإبداع مسالة حاولنا تفكيك رموزها في هذه المقالة بداية من الكشف عن دور العوامل الذاتية وصولا إلى البيئة الاجتماعية وتأسيسا على ما سبق نستنتج أن الإنسان مدني بطبعه و منه قد تتحكم في الإبداع العوامل الذاتية والموضوعية في الوقت نفسه .









رد مع اقتباس
قديم 2017-11-13, 07:11   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
احمد معمري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Hot News1 دور العادة بين السلب والايجاب

الأسئلة الخاصة بدور العادة بين السلب والايجاب :" السلبيات والايجابيات في العادة "
الأسئلة : هل العادة تكيف أم انحراف ؟. هل العادة ميل أعمى ؟
طرح المشكلة : مقدمة :يعتبر المطروحة : ما طبيعة هذا التأثير ؟. وهل هو ايجابي أم له جوانب سلبية ؟ السلوك من وجهة نظر علم النفس استجابة تكييفيه تهدف إلى تفاعل الكائن الحي مع المحيط الخارجي والحقيقة انه يمكن التمييز بين ما هو فطري غريزي وثابت ، وبين ما هو مستحدث نتيجة تفاعل الفرد مع غيره ومع الطبيعة ، فإذا علمنا أن العادة سلوك مكتسب آلي يتم بتكرار الفعل وأنها تؤثر في السلوك . فالإشكالية
محاولة حل المشكلة :
الموقف الأول: " العادة تحمل اثارا سلبية " يسلم البعض بأنه على الرغم من محاسن العادة ، فان ذلك لا ينفي أن تنعكس آثارها بشكل سلبي ، فقد تنقلب المرونة إلى صلابة . ذلك لان السلطة التي تفرضها قوة العادة على الفرد تؤثر سلبا مما يجعلنا نعتقد بان العادة كلها سلبيات ودليل أصحاب هذا الموقف أن الآلية المجسدة في العادة تشل حركة التفكير وتقضي على روح الإرادة والإبداع كما أنها تعمل على تعطيل حركة البحث حتى قيل : "من شب على شيء شاب عليه "، فالتعود على طريقة ما في التفكير والبحث يسد الطريق أمام الابداع لذا قال روسو :"خير عادة أن لا يتعلم الإنسان أي عادة " ثم إن كانط يرى بان العادات تجعل الإنسان اقل حرية حيث قال : " كلما ازدادت العادات عند الإنسان أصبح اقل حرية واستقلالية " أما ارسطو فقد اعتبرها طبيعة ثانية أما كارل ياسبيرس فيرى:" أن العلماء يفيدون العلم في النصف الأول من حياتهم ويضرون به في النصف الثاني من حياتهم ". فمثلا :على المستوى الأخلاقي تقضي العادة على بعض الصفات الإنسانية مثل أخلاق الشفقة والرحمة كما هو حال المجرم المحترف . وفي هذا يقول سولي برودون جميع الذين تستولي عليهم قوة العادة يصبحون بوجوههم بشر وبحركاتهم آلات ". أما على المستوى الاجتماعي فتظهر العادة كوعاء يحفظ العادات ما كان صالحا منها وما كان غير ذلك ، ومن هنا يصعب علينا تغيير العادات البالية حتى ولو ثبت بطلانها بالحجة والبرهان مثل "محاربة الأساطير والخرافات "كما تظهر أيضا هذه السلبيات في المجال الحيوي . بحيث يتعود البعض على استعمال أعضاء دون أخرى
النقد "المناقشة " لكن هل يمكننا أن نتصور حياة الفرد دون عادة ؟ وفي الحقيقة إن هذا التصور يحمل جانبا من الخيال وضربا من العبث .فإذا اعتبرناها سلبية فهي أيضا تظل وضيفة حيوية تمكن الفرد من التكيف وتساعده على التأقلم مع الظروف المستجدة ، خاصة إذا أمكن للإنسان كف العادات السيئة
الموقف الثاني "نقيض القضية": " للعادة دور ايجابي" يرى أنصار هذه الأطروحة أن غياب الوعي والإحساس الذي ينتج عن فعل العادة انه يلعب دورا هاما في حياة الفرد إذ يجعله يتكيف مع المستجدات داخل المحيط بكل مكوناته ، حيث يقوم بإعادة الحركات المختلفة ، ويتحرر للقيام بأعمال جديدة فعلى الصعيد الفكري يعتاد الإنسان على ضبط تصوراته وأفكاره منطقيا ، فيعتمد على طرق التفكير وقوانينه ، يقول احد المفكرين : "لا تتمثل المعرفة فيما أفكر فيه ، بل فيما أفكر به " أما على الصعيد الاجتماعي فان ما بتعوده الفرد يجعل من البيئة بيئة مألوفة وبذلك يمكنه التوافق مع أفراد البيئة ، إذ العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع تتخذ آلية السهولة والمرونة . فالعادة من هذا المنظور فعل ايجابي يوفر للإنسان الجهد الفكري والعضلي فيؤدي إلى السرعة في الانجاز مع إتقان العمل مما ينعكس على الإنتاج والفرق واضح في قيمة وكمية العمل عند شخصين احدهما متعود على العمل والآخر مبتدئ فيه كما أن العادة تمكن صاحبها من انجاز أكثر من عمل في الوقت الواحد ، فالضارب على الآلة الراقنة أو الإعلام الآلي يمكن أن يقوم بعمل فكري في الوقت الذي يكتب فيه لان فعل الكتابة آلي يخلو من الانتباه الذهني وفي هذا المعنى قال مودلسي :" لو لم تكن العادة لكان في قيامنا بوضع ملابسنا وخلعها نستغرق نهارا كاملا " ومن مزايا العادة أنها في المجال النفسي تجعلنا نضبط النفس ونكظم الغيظ وفي هذا ذهب كلا من ليفي بويل و دوركايم من أن جميع القيم هي عادات أخلاقية " وملخص الأطروحة إن العادة تنعكس بشكل ايجابي على كامل أبعاد شخصية الإنسان .
النقد "المناقشة :" لكن يمكننا أن نلاحظ أن طبيعة الإنسان الميالة إلى التخلي عن كل ما يتطلب الانتباه والجهد إلى طلب كل ما هو عفوي يجعل اكتساب العادات الفاسدة أكثر من الصالحة ، ثم أن العادة تجعل الإنسان يستجيب آليا وهو ما يعيق عملية الابداع والاختراع والابتكار .
التركيب : إن سلبيات العادة لا يمكن لها أن تحجب كل مزاياها ، وعلى الإنسان المثقف أن يبادر بالتمسك بالعادات الفاضلة وان يتخلى عن العادات السيئة وتسييرها وفق منهجية مرسومة قال شوفا ليي :" لا نستطيع التخلص من عادة برميها من النافذة بل ينبغي جعلها تنزل السلم درجة درجة ". وفي مقابل ذلك يجب على الفرد أن يدرك إن نتائج العادة مرتبطة بطريقة استعمالها والهدف منها . قال شوفا ليي : " أن العادة هي أداة الحياة او هي الموت حسب من هذا المنظور فعل ايجابي يوفر للإنسان الجهد الفكري والعضلي . فيؤدي إلى السرعة في الانجاز مع إتقان العمل مما ينعكس على الإنتاج والفرق واضح في قيمة وكمية العمل عند شخصين احدهما متعود على العمل والآخر مبتدئ فيه كما أن العادة تمكن صاحبها من انجاز أكثر من عمل في الوقت الواحد ، فالضارب على الآلة الراقنة أو الإعلام الآلي يمكن أن يقوم بعمل فكري في الوقت الذي يكتب فيه لان فعل الكتابة آلي يخلو من الانتباه الذهني وفي هذا المعنى قال مودلسي :" لو لم تكن العادة لكان في قيامنا بوضع ملابسنا وخلعها نستغرق نهارا كاملا
الخاتمة :وختاما نقول انه من مزايا العادة أنها في المجال النفسي تجعلنا نضبط النفس ونكظم الغيظ وفي هذا ذهب كلا من" ليفي بويل "دوركايم "من أن جميع القيم هي عادات أخلاقية وملخص الأطروحة إن العادة تنعكس بشكل ايجابي على كامل أبعاد شخصية الإنسان .









رد مع اقتباس
قديم 2017-11-13, 07:25   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
دمعة فرح*
عضو محترف
 
الصورة الرمزية دمعة فرح*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكراااااااااااااااااااااا علي مقالات هل هاذى مقالاتك او من انترانت










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:10

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc