موضوع مميز تكاثرت الظباء على خِرَاش. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الحياة اليومية > قسم يومياتي

قسم يومياتي يهتم بالحياة اليومية للعضو : تجارب .. حوادث .. فضفضة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تكاثرت الظباء على خِرَاش.

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-10-18, 17:27   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الألمعي
قَلَمٌ مُـلْـتَـزِمْ
 
الصورة الرمزية الألمعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي تكاثرت الظباء على خِرَاش.

تكاثرت الظباء على خِرَاش.


... لا زلت بمُضيِّ الأيّام وانصرام الشهور والأعوام ، منذ ولجت عالم " النِّتِّ " أول مرة وخُضت بحاره ومَخَرْتُ عُبابَه ، على عادتي التي لا تَنْفكُّ مَلازِمةً لي مُلازَمةَ الظل لصاحبه وتأبى مفارقتي...إنها التنقل المفاجئ والسريع بين شتى المواضيع، فلا تكاد تثبت لي قدم على موضوع حتى أتحول إلى آخر يليه .


فمرة تجدني أطالع آخر ما توصّل إليه عالم التقنية بحكم تخصصي ، وهذا الموضوع بذاته يقودني بشكل آليِّ إلى علم " الفيزياء " ، فأغوص في لُجَجِ مُعادلاته المُغرِقةِ في التعقيد وما قاله كلاسيكيوها ومُحْدَثُوها " نيوتن " و" أينشتاين " وغيرهم ، وهذا ما يجرني لزوما إلى الشريان الذي يُغذيها إلى " الرياضيات " فتجعلني أغرق في بحر غموضها وعوالمها المجردة بحيث أنسى السبب الذي دفعني إلى الخوض فيها.


وطورًا آخر، تراني بين مصنفات التاريخ وما قاله فرسانها "طَبَريُّها" و" ابن أَثِيرِها" عن سالف الأزمان وتقلب عوادي الدهر وحوادث الأيام، وأخذ العبر لمن كان ذا نظر.


وتارة ، تلقي بي في تلك اليَهْمَاءِ المطموسةِ المعالمِ المَخُوفَةِ المفاوزِ تلكم هي " الفلسفة " ، ولولا الاستعانة بعد الله بخِرِّيتٍ كابن تيمية قد سبر أغوارها وكشف عوارها ، ينير لي دروبها المُوحِشة ويُحذرني من مزالق الأقدام ومصارع الأفهام ، فأقرأ جدال نُظَّارِها وخصوماتهم من مثلِ " أَرِسْطالِيس " وأشياعه وبيان " الغزالي" لتهافت فلسفتهم .وقد أُحجم عن خوض غمارها وأهوالها إذ كنت أرى أن السلامة لا يعدِلها شيء.


وقد يَعِنُّ لي أن أُغيّر وُجهتي فأُنيخُ راحلتي بين العرب ، فأسمع مجالس آدابها وما قالت في نثرها ونَظْمِ قَرِيضِهَا من جاهليِّيهَا ومُوَلَّدِيهَا ، فاقرأ ما شاء الله أن أقرأ من أحوالهم ومساجلاتهم . ولا غَرْوَ في ذلك ، فموضوع آداب العرب لامس شِغافَ قلبي واستقر في سُوَيدائه ولي فيه غرامٌ وأيُّ غرامٍ!.


ناهِيكم عن مواضيعٍ كثيرةٍ لا حصر لها قد ضربت صفحًا عن ذكرها خشية الإطالة.


وتلك العادة التي استحكمت فيَّ ، سببها الرئيس وَلَعِي الشديد بالمطالعة فقد أُشْرِبَ قلبي حُبَّها منذ الصغر، فلا يتوفر كتاب بين يديّ إلا وقد التهمت محتواه التهامًا ، كأنني أردت أن أحيط من كل علمٍ بفهم ، وأضرب في كل ميدانٍ بسهم. ولكن هيهات فهذا الأمر أرهقني وشتت أفكاري لاسيما بعد أن فتح لي " النِّتُّ " أبوابه على مصراعيها ، فكثيرًا من المرات حينما أقرأ كتابا في فن من الفنون أو شأن من الشؤون فلا أكاد أتمُّه حتى أنتقل إلى نظيره ويكون سبب ذلك إحالةٌ من ذلك الكتاب إلى آخر فيحدوني الفضول إلى سَميِّه المُحال إليه وهكذا دواليكَ ، فصار حالي كما قد قيل :


تكاثرت الظّباء على خِرَاشٍ *** فما يدري خراش ما يصيد.


تلكم هي " يوميات " ألمعي بين الكتب.









 


آخر تعديل نور لاتراه 2017-10-26 في 19:00.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:48

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc