السلام عليكم
يوما ما قلت
لنفسي :
إن كنت أعلق سعادتي بأمور أريدها أن تتحقق مستقبلا...
ما الذي يضمن لي أني ساجدها إن هي تحققت مثلما توقعتها وكنت أريدها؟!
وما الذي يضمن لي أني لن أفقد شيئا غال في الوقت الذي أحصل فيه عليها؟!
منذ اللحظة التي ولدنا فيها ونحن ننطلق كالقذيفة
إلى الأمام...
نأكل ونشرب ونعمل وننام...
نبذل كل ما بوسعنا وما ليس بوسعنا لتحقيق تلك المسماة بالأحلام....
متناسين أننا نسير بخطى ثابتة إلى تلك النقطة حيث تنتهي اعمارنا!!!
في هذه الحياة حالنا ورغباتنا اللامتناهية أشبه ما يكون بحال عطشان تائه وسط الصحراء....يخيل له الماء كل مرة في مكان...فيتحمس بالإسراع إليه..وما إن يصل يجده سراب فيخيب أمله
ومع هذا يعيد الكرة مرة واثنتان.
للحظة يبدو النجاح مطمحنا...
وفي أخرى نعلق آمالنا بالمكسب المادي والإنتاج...
وأخرى نقول حتما السر في إيجاد شريك الحياة ثم إنجاب الأولاد....
ولكن بمجرد حصولنا على شيئ
تظهر فجوة أخرى فيصبح حالنا أقرب إلى ذاك الثمل الذي يرتمي هنا وهناك....تكثر الهموم وتزداد المسؤوليات...لنستوعب في ما بعد
أن تلك السعادة التي حرصنا على تذوقها ما هي إلا لحظات وقتية
مناعتها ضعيفة اتجاه منغصات الحياة....
لهذا
إن كانت المادة لا تشبع رغباتنا ولا النجاح ولا الزواج ولا الأولاد..ولا الصحة التي لا تقدر باغلى الأثمان
فما سر ذلك
الإحساس بوجود
نقص ما
يستدعي
الاشباع؟؟
أم قدرنا أن نعيش
مع رغبات لا
محدودة حتى
تلقى الروح
خالقها؟