موضوع مميز مذكرات طالبة طب #agnodice - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الحياة اليومية > قسم يومياتي

قسم يومياتي يهتم بالحياة اليومية للعضو : تجارب .. حوادث .. فضفضة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مذكرات طالبة طب #agnodice

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-09-04, 16:04   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
كلمة و ابتسامة
عضو محترف
 
الصورة الرمزية كلمة و ابتسامة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مذكرات طالبة طب #agnodice

أصبح لطم لوحة المفاتيح أمرا أكثر من روتيني و كل روتين قاتل ..
لم أكن أعلم أن حياتي العشرينية ستنقضي بهذا الشكل من الإحباط ، لم أكن أعلم ..!! أن فرحتي بدخول تلك الكلية ، كفرحة الجندي اذا زُفّ شهيدا ، أو كفرحة أمه بشهادته ، و لكم الموقف .. ستفارق العشرينيات و أنت تبتسم إبتسامة المختلين الغير عاقلين .. رُفعت عنك الحياة ! ..
لقد آمنت بالطب ، فكما لا يمكن للمرأة أن تكون قاضية أو حاكمة فلئنه قٙدّرها على الحكمة في العلاج ، أعطاها من سلطانه بقدر زميلها في المهنة ، بل و أثبت لي أن في أعماق كل الرجل شيء من الأنوثة و لئن فترت و إضمحلت و غادرت بكثير من الحياء بقيت معالمها ، و آثارها واضحة في شكل هرمونات فاترة !
لقد جرد الطب المفاهيم و نقلها إلى الواقعية أكثر ، ثم جردني من معاني كثيرة، أصبحت أعلم بدقة كيف يشعر الإنسان بالألم ، حتى أني قادرة على تصنيفه الى درجات ... ، أصبحت أدرك ماهية الخوف و الخجل ، الأمر بسيط مجموعة إشارات كهربائية ! بين الدماغ و الغدد .. ، أصبحت أعرف كيف يشعر الإنسان بالأشياء ، كيف يبكي، و كيف يفرح .. ، ، لم أتصور تفاهة مشاعر الإنسان حتى ذلك الشعور المقدس بالحب علمت مركزه ، الغريب أن الإنسان بدى لي أحمق ، "يحب من أعماق قلبه " ! المضحك ! إننا درسنا عمله الفزيولوجي، خلاياه، تشريحه و لا شيء من هذا القبيل !! كيف للإنسان أن يحب بهذا القدر و لا يدرك مكمن ذلك التيار الجارف من الأحاسيس ، الطب يعلم مكمنه الدماغ .. !!
{عرفت كيف للنبات الحي ، أن يموت فيصبح خبزا ، و كيف للأخير الميت أن يحي في جوف الإنسان و يصبح نسيجا حيا مرة أخرى} ، علمتني حصص البيوفيزياء المملة أن النسيم مجرد مركبات ، غازات مختلطة ، و الشمس أشعة ، و الصوت موجة مهتزة، علمت كيف يستمع شيخ -هرم في دكانته يجلس ليصلح مكينات الخياطة- لصبحيات فيروز ، حتى من أين يأتي صوتها المخملي الرائع مجرد عضلات بحنجرته تنقبض و تسترخي ، علمت بإختصار أن داخل الإنسان الساخن أعضاء هزيلة تصنع كل شيء ، لم يعد للتلقائية في التصرفات معنى ، لم يعد للأحاسيس معنى .. كل شيء يركب بدقة !!
اذا توقف المخ فليس للقلب معنى!! هذا موت سريري عليك فقط فصله عن الأجهزة ، فمن أين كل هذا التبجيل للقلب ! إنه لا يعرف الحياء ، لا يقدر أحدا و لا يميز ، المريض مريض بصرف النظر عن جنسه ، عن لونه ، انتماءه ، غنيا أو فقيرا ، صديق أو عدو سيجلس بإختصار المجتمع كله على طاولتي المعدنية المهترئة و سيطلب العلاج و كل أمله أنت ..
ماهذه المزحة! ، ماذا فعلت بحياتي ، ماذا فعلت بشبابي ، ربطت حياتي و هي في العشرين بالألم و المرض ، بالموت و الفراغ ،
أنت بعد سبع عجاف ، من الخيبة ، من الأرق و التعب ، من الأوراق الغبية التي منعتني حفلة ابن خالي ، و عقد قران زميل حتى موت زوجتك أو إنجابها ستكون في إحدى المناوبات ، أو منحشرا في سيارة إسعاف مهترأة تركض لأجل شخص قد تبصقك عائلته ربما إن انتكست حالته سيكون ذنبك إن كان هو و جسده لا يقاومان مرضه ، هل رأيت كيف تصبح كل الأجساد جسدك !
كل يوم تكشف أجساد الناس ، ترى عوراتهم ، تتحسس أورامهم و إفرازاتهم ..!
طبعا ، ليس الأمر بهذا السوء ، ستتقاضى مرتبا مرتفعا، قد تشتري منزلا ضخما ، ووو ..، الفرق شاسع لكنه متقارب بالرغم من تناقضه!
عندما تصل الأربعين ، حياة البعض تكون قد قطعت أشواط ، الآن أصدقائك يحضرون أطفالهم للمدارس أنت الآن فقط تكون أنهيت كل أطوارك التعليمية الآن قد تقاضيت أول راتب لك كطبيب مختص ،
بعد سنين قضيتها بين أسِرّة المرضى ، راقدين، باكين، فاقدين لوعيهم ، شاحبين ، أطراف مشلولة و أنفاس متقطعة، طبعا ليسوا وحدهم غالبا ما يصحب المرضى مرضى أكثر منهم ! و لك أن تفرح براتبك بعد كل شهر إن إستطعت..
تبدأ الحياة متى ما تفرّغت .. من يدري ! متى تنتهي ..
في بقاع ما من العالم الطب يكون سببا في الهداية إلى رب أعظم يعلم ما يعجز عن معرفته لطالما أسلم الكثيرون ..بينما قليلون تزيدهم ممارسة الطب صبراا و حلماا ..
قبل الحادث ، بقليل، أرتمي بعد مناوبة ليلية سوداء أتأمل أروقة المشفى ، هدوءه الغير معتاد ، سماعات ملتفة حول عنقي تخنقي ، .. شابة تجاوزت العشرين بقليل تخبرني بأنه أول مولود لها ، ماذا سأسميه ! لم أعرها إهتماما جعلني الطب لا أرى أعين الناس، لا أرى في أعينهم تطلعات الأمل، أنكب بمنظاري الضوئي أفتش عن شيء ما ، شيء(أسوء) الأمل سيء هنا..!!
شحوب وجوههم ليس انعكاس لشيء عندي لاالضعف و لا العجز و لا حتى الخوف، أرى فيهم فقط أعراض لإختلال عضو ما ، ثم أغوص بذاكرتي في كومة أوراقي علني أفهم ما مصابه؟!
هكذا ظننت في البداية..
لكن الأمر مغاير ^^ تماما ، لما يبدو عليه#الواقع ^^ أني ...
#يتبع #مذكرات #أغنوديس









 


آخر تعديل نور لاتراه 2017-09-05 في 10:48.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:41

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc