الى ذكرى نسمة

[اضراب2011]

هي زميلتي فقدتها في سن 15
وكتب معلمي فيها :
كانت لدي تلميذة...زهرة في حضن ربيع العمر لم تتجاوز 14 سنة.
كانت تدرس في السنة 8 اساسي ايام المنظومة الاساسية في الجزائر ..وبالضبط سنة 1996
كانت نسمة حمامتي الرائعة في القسم ......شاحبة الوجه ....نحيلة....
بنيتها اقل من عمرها
من يراها يقول : هذه بنت تدرس في الرابعة ابتدائي وجاءت لتحضر حصة مع اختها.
لا يصدق احد من بنيتها انها بنت 14 ربيعا
وليتها كانت فصول ربيع ....
في يوم ما
اغمي عليها في حصتي.......سارعتني زميلتها بقطعة حلوى قابلة للتفتت
وقالت لي : استاذ علينا بكأس ماء .
انطلق تلميذ آخر وأحضر الماء ......افرغت زميلتها وأنا امسك نسمة على ذراعي مذهولا ....بعض الماء وترك مقدار الفنجان
حللت الحلوى في الماء المتبقي ....وطلبت مني فتح فمها ...وسكبت الماء..
بعد برهة رجعت الصغيرة الى وعيها....
علمت بعد ذلك أن بنيتي تلك مصابة بالسكري
يا الهي ......عصفورتي...في هذا السن.....السكري.....
زاد تعلقي بها وعطفي عليها بعد أن أدركت حالتها....ولظروف كنت أجهلها كانت تجد نفسها وعنفوان براءتها في عطفي واهتمامي...واي انسان كان ليحب طفلة مثلها.....فما بال أستاذها
كنت لا ارفض لها طلب .....تكتب ....تخرج الى بيت الخلاء لانكم تدركون مريض السكري.......اسمح لها بالجلوس في المكتب....الغي احيانا حصة او اثنين في الشهر لأجعلها حصة نشاط ....اناشيد ...ونكت وحكايات
وتمر الايام ...................
وفي صباح حزين ....أحد الزملاء ......: هيا نذهب لتعظيم الاجر
من ؟؟؟ لمن ؟؟؟؟؟
ولي تلميذة ؟؟؟؟ يا الله مات ؟؟؟
لا ....التلميذة هي التي توفيت ؟؟؟؟ الله اكبر!!!!!
ومن هي ...اين تدرس؟؟؟؟
عندنا؟؟؟؟
اي قسم ؟؟؟؟
الثامنة؟؟؟؟
اي ثامنة؟؟؟
ثامنة أ 3
..............لا لا لا .....نعم يا استاذ..........نسمة
غص حلقي .....وضاق الفؤاد....لكنني لم استطع البكاء..!!!!!!
.......................ذهبنا الى بيت متواضع يدل على فقر صاحبه....
اقترب الجميع من كهل في سن يقارب ال60 سنة ...
عظم الله أجركم
عظم الله اجركم..........
ادركت انه والدها
وقبل الانصراف طلبت رؤيتها ........
ولما أخرجوها من جهة النساء .....سمحوا لأساتذة برؤيتها....
فتحنا على وجهها ....كان جميلا ...ابيضا ..موردا ....واحتبست الدموع التي كانت تغص حلقي......
بعد يومين دخلت قسمها وبمجرد أن رآني التلاميذ .....بدأوا يبكون .....فلربما كنت اكثر الاساتذة التعساء الذين ذكروهم بزميلتهم ....وكل هذا والدموع تزداد احتباسا....
تكلمت في القضاء والقدر....والاطفال ملائكة الجنة.....وكل هذا من قبيل تهدئة الاولاد.
غير ان صدري يزداد انتفاخا .......
ومر العام وجاءت العطلة ....
كل الحصص التي مررت مع ذلك القسم كانت بادرة ......
لم اصبح على عادتي .....وتقلدني التلاميذ .....
في عطلة الصيف كنت قد عرفت اني تحولت الى مكان عمل آخر كنت قد طلبته قبل وفاتها .........عدت الى مدينتي.....
......ماذا يحدث...
كنت معروفا بالنوم الثقيل.0......
ماذا حدث؟؟؟
مع كل فجر.....استيقض كأني لم انم والغصة تخنقني .....ومقلتي تنهمران بالدموع......
وعلى هذا الحال.....أياما وأيام
وفي يوم ما وبعد استيقاضي شعرت اني اريد ان اكتب شيئا ....
الورقة...القلم...

الى نسمة
------------
ذكــــــراك موجــــــعة ...كـــــذكرى المـــــــحب حيـــــــــن تعترينـــــي....
تراودنـــــي بسمتـــــكِ نسمتـــــي..فتدمــــي قلبــــا احبك وتبكيني......
ومع كل فجر يخنقني الاسى لفراقكِ فادعوا الرحمان منك ليشفيني...
هي ذي ذكريات الماضي تعاودني
لأفرأ عل صفحاته
لوحات مبيضة
ورحيـــــــلك ســـــــوادٌ يبكينــــي
بسمـــــــــاتك بنيتـــــــي مــــــــع الفــــــجر خناجـــــر تدمينــــــي
أذكرها لأنهـــــــا كـــــل السعادة التــــى عشـــــــــــــت معـــــــــها
فكــــــــــــــــــــــــــــانت كــــــــــــــما المــــــــــــــــــاء تروينـــــــــــــي

هذه حقيقة.....وكم فيك يا قلب من دموع