في محاولة لإرضاء المرشد الإيراني الذي يقود حملة لتسييس الحج
ممثل خامنئي يدعو المسلمين للحج بـ"مشهد" وعدم السفر لـ"مكة"
دعا المرجع الشيعي أحمد علم الهدى إمام الجمعة في مدينة مشهد الإيرانية، وممثل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، في المدينة الشيعية المقدسة بإيران، أن تكون مدينة "مشهد" هى "قبلة المسلمين"، وليس مكة المكرمة.
وادعى على الهدى "أن مرقد الإمام الرضا في مشهد، بات هو المكان المناسب لجميع المسلمين، أما الأماكن الأخرى، فقد باتت أسيرة للمستكبرين"، في دعوة إلى المسلمين للتخلي عن الركن الخامس من الإسلام، بالحج إلى مكة المكرمة، حيث أضاف قائلا إن "أرض الحجاز باتت أسيرة للوهابية".
وأضاف إمام "مشهد"، أن المدينة يزورها سنويا 800 ألف زائر من الخارج، و20 مليون زائر من داخل إيران على مدار العام، على حد قوله، وذكر علم الهدى أن مشهد تعتبر عاصمة روحية ودينية، حتى قبل وجود مرقد الإمام الرضا، ثامن أئمة الشيعة فيها.
وعلى جانب آخر، هاجم إمام صلاة الجمعة في طهران، آية الله محمد إمامي كاشاني، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، التصريحات التي جاءت على لسان علم الهدى، وأكد أن "الكعبة هي قبلة المسلمين، وحج بيت الله الحرام يعتبر أحد المبادئ من أجل وحدة صفوف الأمة الإسلامية، وعليه يجب عدم إفساح المجال أمام الأعداء لزرع بذور الفرقة بين المسلمين".
وأضاف كاشاني "أن الأعداء يريدون التغلغل إلى الإسلام والنظام الإسلامي بمختلف السبل والأساليب، ولذا فإن الإمام الخميني كان يوصي المسلمين بالوحدة في موسم الحج، ويصر على ذلك خلفه قائد الثورة الإسلامية أيضا"، وتأتي هذه التصريحات من جانب كاشاني، كمحاولة من جانبه لتخفيف الغضب الإسلامي من تصريحات علم الهدى، والتي جاءت كمحاولة من جانبه لإرضاء خامنئي، وحملته لتسييس الحج".
وعلى صعيد متصل، زعم وزير الثقافة الإيراني محمد حسيني، أن السلطات السعودية تفرق في التعامل بين الحجاج حسب مذاهبهم، وأنها تتعامل مع الزوار الإيرانيين بطريقة غير صحيحة.
وتأتي مزاعم كل من علم الهدى وحسيني، استمراراً للادعاءات الإيرانية التي دشنها خامنئي ونجاد ضد المملكة العربية السعودية، فيما عرف بحملة "تسييس الحج"، والتي تبعها هجوم من جانب عدد من المسؤولين الإيرانيين على المملكة، من بينهم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة فيروز أبادي، الذي ادعى أن الاستعمار البريطاني "هو الذي صنع الوهابية".