
ترددت كثيرا قبل كتابة هذا الموضوع فقد لمست اتجاها من الإدارة و المشرفين للرقي بالمواضيع و المنتدى بصفة عامة فليس كل ما يخطر في بالنا نجعل له موضوعا ونطرحه على أعضاء المنتدى الكرام
إلا أن تكرار المواقف أصبح بشكل يرفع الحنق وبشكل لا تملك أمامه إلا أن تفوض الأمر لله سبحانه و هو اضعف الإيمان كما أخبر به حبيبنا محمد صلّى الله عليه وسلم لأن مجرد النصح أو إبداء الرأي قد يجر صاحبه إلى ما لا تحمد عقباه ولله الأمر من قبل و من بعد .
ونظرا لارتباط الموضوع ببيوت الله – المساجد – فقد قررت طرح الموضوع هنا في المنتدى لمناقشته من طرف الأعضاء لعلي أجد متنفسا فيه .
.
.
في ميضأة احد مساجد بلدية عين مليلة بولاية أم البواقي يقف طفل أمام الحنفية يلهو بمائها وسط عدد قليل من المتوضئين . ربما لم ينتبه له أحد ..أحد الحاضرين بدا له أن يبين للصبي ما يجب أن يكون من باب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فكان يسأله عن الوضوء ثم قال له لكن عليك أن تقتصد في الماء ولو كنت على نهر جار......إلى هنا الأمر عادي
ما لم ينتبه له صاحبنا أن والد الصبي كان في زمرة الحاضرين ويتابع ما يجري من بعيد فجاء بعد أن أنهى وضوءه وقال له أمام الحاضرين و أمام صاحبنا الناصح : يا بني ما دام أبوك على قيد الحياة إفعل ما تشاء..........؟؟؟؟؟؟
كان صاحب الواقعة يحكي لي قصته وهو يتحسر على بعض المحسوبين على أرباب الأسر. أو كما قال أشباه الرجال في هذا الزمن
وفي الحقيقة فإن هذا غيض من فيض و بصفتي مقيما في هذه البلدية منذ 8 أشهر وأقرب مسجد لي هو مسجد 5 جويلية وهو مسجد معروف فالظواهر التي أراها يوميا تجعلني أفكر بالهروب بجلدي إلى أي مكان آخر للإقامة فيه عند أول فرصة
فكما هو معروف عن هذه البلدية أنه يكثر فيها تجار الجملة لذلك تجد أغلبهم – يترفّع – (لم أجد كلمة أنسب من هذه ) على إخوانه المصلين معه في الصف مجرد أن تقف بالقرب منه تجده يتفحصك بنظرات ثاقبة من الأسفل للأعلى ثم من الأعلى للأسفل ولا يخفى مدلول هذه النظرات للقارئ الكريم .
موقف تعرضت له أنا شخصيا جلست في الصف و بالرغم من وجود مسافة تتجاوز نصف متر من أحد المصلّين بمجرد الجلسة قام ورفع حاجياته من الأرض وجلس في مكان آخر .
الصفوف تراها متفرقة ( بين الأقدام مسافة لا أقل من 10 أو 20 سم في بعض الحالات) أحدهم أصبح لا يتوانى عن المجاهرة بذلك " ما تحشرنيش" و آخر يخرج من الصف متذمرا بالرغم من انه تم إقامة الصلاة
حتى السلام على حسب المقام تمر على أربعة أو خمسة من الناس تسلّم لا أحد يرّد السّلام
اذا جاء أحدهم مثلا يسلم على شخص بجنبك باليد (المصافحة) و أنت كأنه لم يراك أو يمد يده بطريقة Poisson mort كما يحلوا لعلماء النفس و الاجتماع أن يسمونها ( يمد يده بطريقة متثاقلة ويصافح برؤوس الأصابع كناية عن عدم الرغبة في مصافحة من يراهم أقل منه مقاما)
لا أقول أن هذه الظواهر عامة و لكنها متفشية هنا بشكل ملحوظ جدا