ما يدور في الآفاق من حرب ربما تستعد لها أوروبا وبعض العربان الآن لتشنها عما قريب على تركيا.
1- لن تستسلم أوروبا وبعض الدول العربية المتصهينة لأردوغان بسهولة.. لن يقف فرسان المعبد مكتوفي الأيدي قليلي الحيلة بينما يتغير الدستور التركي بهذه البساطة!
2- قرن من الزمان تتمرغ تركيا في مستنقع العلمانية ويحكمها دستور تمت كتابته في أقبية الأديرة والمعابد في أوروبا.
3- منذ قرن تقريبا سقطت الإمبراطورية العثمانية وحل محلها دولة علمانية ليس لها دين، بذلت أوروبا في سبيل ذلك فلذات أكبادها، وفتحت خزائن الذهب ولم تبخل، وظلت أعواما وأعواما تحاول، فتارة تصيب وتارة تخفق، حتى تحقق لها مرادها.
4- ساذج من يظن أن أوروبا وبعض العربان اطمئنوا إلى الأتراك يوما، سطحي الفكر من يتخيل أن أوروبا أرادت أن تضم تركيا للاتحاد الأوروبي من أجل قوة الاقتصاد أو التحالف العسكري أبدا ومحال.
5- أوروبا وبعض عربان الخليج الذين تسسبوا في سقوط الدولة العثمانية يعلمون يقينا أن الأتراك إن ملكوا طعامهم وسلاحهم فأول عمل لهم هو البحث عن الذات وعن الجذور وعن مجد كان لهم يوما وعن ميراث قديم ما يلبثوا أن يجدوه يوما ما، عسى أن يكون قد اقترب.
6- أوروبا وبعض عربان الخليج يعلمون أن الحد الفاصل بين الدولة التركية الحديثة وبين عودة الإمبراطورية العثمانية هو الدستور..
7- فإن استطاع الأتراك أن يدوسوا هذا الدستور العلماني بأقدامهم ولو بالتجرؤ على مادة واحدة، فإن ذلك سيقودهم حتما الى تغييره بالكامل وربما إسقاطه من أساسه.
8- إن ما فعلته ألمانيا وهولندا والدنمارك والنمسا ...وكذلك الخمارات العربية والمهلكة السعودية لهو بداية فقط، وليس كل شيء، فالجعبة مليئة، والخونة كثر، والشياطين تعمل دون توقف.
9- لا أقول إن رجب طيب أردوغان هو السلطان رقم 37 للدولة العثمانية، ولا أظن أن هذا مراده وليس تقليلا من شأنه أو ظلما له (والله حسيبه).
10- ولكن أقول إن رجب طيب أردوغان هو أول مسمار في نعش العلمانية سواء سياسيا أو عقديا، فالرجل قد نفض الغبار عن صندوق أسرار الأتراك وفتحه، وأطلع الأتراك على إرثهم، وترك لهم الاختيار.
11- وأوروبا وعربان الخليج يعلمون أن وقتهم ضيق ولا مجال لتجربة طرق سياسية وحيل دبلوماسية فإما أن تخضع تركيا الآن، وإما فلا خضوع لها إلى آخر الأبد.
والله من ورائهم محيط
الكاتبة الاردنية احسان الفقيه