دعيه يرتاح في كهفه.

[سَامِيَة]

دخل الى البيت ودفع الباب بقوة، وجهه عابس وملامحه يصعب تفسيرها،مر بالمطبخ وضع غرضا على الطاولة ابتسمت له وهي تخبره عن ماذا حضرت له للغداء فتجاهلها ولم ينطق ببنت شفة وهو يشرب الماء، فسألته عن ما يزعجه فرد عليها : لا شيئ ومضى نحو غرفته وأغلق الباب، فأسرعت تتبعه وما إن دخلت قالت له :هل تحتاج شيئا؟ قال لها لا أنا متعب، فأردفت بالقول : ماالذي حدث معك أخبرني؟ أجابها : قلت لك لا اريد شيئا دعيني لوحدي رجاءا، فاشتعلت غضبا قائلة " هذا جزائي لأني استفسر عن ما يزعجك!! منذ الصباح وأنا أسابق الزمن، فعلت كذا وكذا وكذا،وعندما تعود لا تكلف نفسك حتى السؤال كيف أمضيت يومي المتعب مع أولادك، بينما تستمتع أنت بوقتك خارجا في عملك ومع اصدقائك،لقد تغيرت كثيرا ولم تعد تحبني وتفضفض لي كما في السابق، فثار بركان غضبه وبدأت حممه في التدفق لتحرق الاخضر واليابس وطردها من الغرفة...وما إن كادت تصل إلى المطبخ إذ بها تسمعه يتحدث بصوت مرتفع ويصرخ على زميل له كان قد حدث بينهما سوء تفاهم في العمل...
. عزيزتي

إذا دخل زوجك إلى كهفه لا تتبعيه ولا تفتحي معه تحقيق...كوني متفهمة وانتظريه خارجا، فالكهف مظلم ولن يرى وجهك الجميل وملامحك المحبة فيه.

عندما يتضايق الرجل لا يتكلم أبدا عما يضايقه فهو لا يريد أن يثقل كاهل فرد آخر. ...يصبح هادئ جدا ويدخل إلى كهفه الخاص ليفكر في مشكلته ويقلبها جيدا حتى يجد حلا وعندما يجد حل أو يفهم أبعاد المشكلة يتحسن ويخرج تلقائيا من كهفه. ...فإذا لم يجد حلا فإنه يقوم بشيء لينسى مشكلاته كأن يشاهد التلفاز أو يقرأ جريدة المهم أن يعزل نفسه...هو بذلك يحرر عقله من متاعب يومه.

عندما يواجه الرجل مشكلة سينسحب إلى كهف عقله ويركز على المشكلة إلى درجة أن يفقد الوعي بكل شيئ آخر بصورة مؤقتة...في مثل هذه الأوقات يصبح الرجل كثير النسيان وغير متجاوب ومنشغل في علاقاته، إن وعيه الكامل غير حاضر لذا هو غير مؤهل لإعطاء زوجته الإنتباه والمشاعر التي تتلقاها عادة منه.

إذن أيتها الزوجة عندما يعلق زوجك بالكهف يكون عاجزا عن منحك الإهتمام وهذا مايجعلك ربما تحسين أنه يتجاهلك وتقررين لوحدك بأنه منزعج منك ولا يهتم بك لأنه لا يتحدث إليك...أنت تتوقعين منه أن يفتح لك صدره ويتحدث عن مشكلاته كما تفعلين أنت عادة وتشعرين بالألم عندما يشاهد التلفزيون ويتركك غارقة في بحر من الشكوك والتساؤلات.

أن تتوقعي من زوجك عندما يكون مهموما أن يصبح منفتحا وودودا أمر غير منطقي ومخالف لفطرته!!!!

تعلمي أن تفسري لجوء زوجك إلى كهفه وانعزاله عنك على أنه طريقة يتعايش بها مع ضغوط الحياة لا على أنه تعبير عن كيفية شعوره نحوك.

استوعبي أيتها الزوجة أن هناك فروق بين الرجال والنساء عند مواجهة المشكلات..المرأة تتكلم كثيرا والرجل يذهب إلى كهفه فكوني أكثر تفهما لهاته الإختلافات وتعاملي مع ردود فعله بكل موضوعية.


تحياتي