بعد صدور الامرية الاخيرة من وزارة التربية والتي تجعل الاستاذ معرضا للطرد ان استعمل اسلوب التعنيف في تربية تلاميذته و أنا في مثل هذه السن و بهذه الامرض التي يحملها جسدي الهزيل المرهق و تأخر حصولي على تقاعدي الذي لطالما انتظرته بفعل بيروقراطية مديرية التربية و الذي يبدو انه لن ياتي ابدا قلت و بعد هذه الامرية المشؤومة ها انا ذا اجد نفسي أتوسل الى تلاميذتي أن يرحموا ضعفي و يلتزموا بالنظام الذي يمكنني من اداء وظيفتي و لكن توسلاتي ذهبت ادراج الرياح بعدما علم التلاميذ ان عصاي التي اتوكأ عليها و لي فيها مآرب اخرى قد انتزعت مني فصرت عرضة للسخرية فضاع كل شيئ مني و تحولت الساعة التي اتقاضى عليها اجرا الى ساعة للتوسلات و محاولات فاشلة لفرض النظام داخل القسم و وسط هذا الزحام صرت كدون كيشوت اناطح طواحين الهواء معتقدا في قرارة نفسي اني امارس البطولة و في حقيقة الامر هو الجنون بعينه فاي نهاية هذه؟