بعنوان : ولِاَدَة قَيْصَريّـة بِمَخَاضٍ عَسِيْرْ..

[زيان.]

أَحَسَّهُ حنَانًا غَيْرَ الّذيْ ..
وَجَبَ إِرضَاعُهُ مِنْ صَدْرِهَا
فقال : أمّاه كيف أنا ؟ قالت: وما ذاك ؟ بُني .. أَنْتَ أَنْتْ
قال : وَمِنْ حُلُمِي لَمَّا أَفِيْــقُ .. تَارةً حزينٌ ، وأُخرَى لَمَّا تَزورنِي أُحِسُّنِيْ سَعِيْدٌ
قالت : تالله مِنْكَ ما فَهِمْتُ .. أَبِخَيْرٍ أنتَ .... بُنَيْ !!
فقال : أَوَلستِ أمّي ؟
قالت : أَوَفِيْ ذالك شَكٌّ يا قرّةَ عَينيْ ؟
قال وهو مغمض العينين : شعرها أسود طويل لباسها جميل تزورني من حين لآخر لكنها في إِدْبـَارٍ وليست بعيدة .. لا تنظرنِي
فدمعت عيناها وقالت : منذُ متى وأنت كذلك بُنَي؟
قال : منذ أن سألتني معلّمتي عن عُمُرِكِ أُمّي ولم أعرفْ ، فضحِك لِجَهْلِ شِلَّتِـيْ ..
قالت : كانت بنيّتي جِدُّ جميلةٍ .. فقاطعها وقال: ومن أنا بِربِّكِ أُمّاهْ ؟
قالت : كانت أمّك جميلة وكان لها شعر أسود طويل عيناها واسعتان كانت ترى الدنيا جميلة ضحكتها كأنّها برعمٌ في غصنٍ يتفتّحُ ،
وفي العشرين كانت لَمَّا رَحلتْ ..
وَلدتكَ بِمخاضٍ عَسيرٍ ... قَبَّلتْـكَ إثنتينِ وأَردفَتْ ضَمَّكَ لِصدرِهَا اِثنتَيـنِ وَمسَحتْ على رأسكِ وبَكَتْ وبِصَرخَتِ مُوَدِّعٍ هَلكَتْ وَرَحَلَتْ
بعدَ أَنْ علَيكَ ليْ أَوصَتْ وناَشَدَتْ أُمّـــاه إنّه بنيّ فلا تُهمِّشُوهْ