بعض شبابنا اليوم وبعد أن شُـدَّ صُلبَه وقَوِيَتْ شوكتُه أصبح يُنادي أمّه بِلَقَبٍ في حقيقة الأمر ماهو إلاّ اِستخفافاً بقيمتها و اِحتقاراً لشأنها واِستصغاراَ لشخصها العظيم المُـزكّى من الله تعالى في عدّة آيات من القرآن الكريم كأن يقول في حديثنا العام : { راني رايح نشوف العجوز، أوالشيبانية ..}
وكـذا بالمِثْلْ للأب بعد أن كان هذا الشاب طفلاً صغيراً يرى في أبيه القوّة الوحيدة التي يستنجِدُ بها لمـّا يشعر بالخوف ،ويَـدْرَأُ بها أذى و شَغَبَ صِبْيَةَ حيِّـهِ ، لا أعلم إن نسي هذا الشاب قَدْرَ أبيه أم نسي تاريخ صغره فتجده يقول {راه بعثني الشّيخ ،أو الشيباني ..}
إعلم أنه لا ينحصر العُقوقَ في ضرب الوالدين أو شَتمِهِما فَحَسْبْ والعياذ بالله من ذلك ، بل يتعدّاه في التّقليل من شأنهما بتلك الألقاب التي لم يُنزّل بها الله من سلطان ، وحرمانهما من لفظة أمّـي و أبي .
أيُعقل أن تَرضى لنفسك ذلك إن كنت أبا ؟ أو أنتِ إن كُنت أمّاً ؟ أكـيد لن ترضى ولن ترضي.
أهو الغرور بشعورك قد صرت رجلا لتخجل بإنتسابك لأبيك أو إحساسك بنقص في عُلُوّ شأنك كما يتهيّأُ لك.
أبي ولي الفخر ، أمي ولي الفخر وإعلم أننا لم نولد لنختار آباءنا بل وُلِدنا لنرضى بحالهم كيف ما كانو وأن نحسن لهم السّمع والطّاعة.
وإعلم أنّك إن كُنت ترى في نفسك شبلا ، فأنت من ذاك الأسد.