إستعمار حديث أو جديد يتطلب حركى جدد
الحركى الجدد بالفرنسية: (Les nouveaux harkis) ظهر إسم الحركى في الجزائر وإستقر خلال ثورة التحرير الجزائرية كوصف للجزائريين الذين انقلبوا ضد أبناء وطنهم خدمةَ للاستعمار الفرنسي، وقد إقتصر دور الحركى في البداية على الترجمة ونقل رسائل الاستعمار الفرنسي إلى الشعب الجزائري ثم تطور إلى التفنن في التنكيل بأبناء وطنهم وذلك إما لإثبات ولائهم للمستعمر أو إحتقارا لكل ما هو ليس فرنسي، وفي السنوات الأخيرة أي بداية الألفينات ظهر مفهوم الحركى الجدد في بعض التعليقات على شبكات التواصل الإجتماعي ثم تم تداوله على الساحة السياسية والإعلامية الجزائرية، وكان وصفا لفئة ظهرت بقوة خلال هذه السنوات، لها نفس دور حركى الاستعمار الفرنسي لكن بطريقة حديثة تتماشى ومتطلبات الاستعمار الحديث الذي أصبح إستعمارا ثقافيا، إعلاميا، فكريا واقتصاديا وظهرت بذلك حاجة الاستعمار الحديث إلى تطوير دور الحركى بما يتوافق واحتياجاته الحديثة، فلجئ إلى ما يسمى بالحركى الجدد الذين تموضعوا في القنوات الإعلامية الفرنسية الناطقة باللغة العربية ودواليبب المؤسسات الثقافية والإقتصادية التي تعمل على التماس مع المواطن الجزائري، وللعب هذا الدور الذي لا يختلف عما كان يمارسه حركى الاستعمار الفرنسي لجأت فرنسا بطرق مباشرة وغير مباشرة إلى تجنيد أشخاص من أصول عربية وجزائرية بثقافة وولاء فرنسي، فتفننت الفئة الاولى من الحركى الجدد في نقل رسائل فرنسا الفكرية والثقافية إلى الشعب الجزائري والتنكيل بكافة مقوماته بطريقة إعلامية جد محترفة مغلفة بحرية التعبير والديمقراطية، وبالإضافة إلى ذلك عملت الفئة الثانية من الحركى الجدد، وهم في أغلبهم ضحايا الثقافة الفرانكوفونية أو ضحايا الفئة الأولى من الحركى الجدد في دواليب المؤسسات الإقتصادية والثقافية •أولا على عزل الشعب الجزائري عن العالم و ربط كافة مصالحه بفرنسا فقط وذلك عن طريق فرض اللغة الفرنسة كلغة إقتصاد و اعمال في الجزائر و محاربة كافة اللغات وجعل الفرنسية أهم شرط لتقلد أي مسؤولية، و•ثانيا على محاربة اللغة العربية خاصة في الإدارات و المؤسسات الإقتصادية وخلق العراقيل والحوجز أمام كل من ينفتح أو يتبنى ثقافة أو لغة أخرى مختلفة عن الفرنسية بما في ذلك اللغة العربية أو الانجليزية وذلك بعد تحجيم باقي الثقافات و إتهام كل من لا يتبنى الثقافة و اللغة الفرنسية بالجهل و التخلف وبالتالي عدم الاهلية والنتيجة هي هيمنة ثقافية و فكرية و إرتباط إقتصادي غير متوازن بفرنسا فقط و عزلة إقتصادية و ثقافية و فكرية عن باقي العالم.