بسم الله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه الكرام الميامين..
تتضارب الأنباء عن العزلة بين قائل بأن العزلة مضرة للشخص وبين قائل أنها مفيدة..
v> والحقيقة في أي مسألة ليس هناك إما أسود وإما أبيض أو إما حلال مطلق أ حرام مطلق لا أبدا.. فالعزلة لها محاسنها ومساوئها على حسب كل فرد من البشر فمثلا أتطرق لبعض الاشخاص اللذين قد تعود عليهم بالضرر أو تعود على الناس وأولهم :
شخص عمله مبني على عدد أكبر من المعارف من الناس فهذا لن يأتيه رزقه إلى بيته إلا بمخالطة الناس...
داعية إسلامي أو فقيه مسجد...
شحص مثقف له زاد من العلوم والمعارف حتى يفيد الناس...
وغير ذلك
أما محاسنها فتقع على نوع من البشر وهم كالتالي:
شخص لم يتكون بعد في الدعوة إلى الله حتى لا يفسد أكثر مما يصلح.
شخص لم يجد صديقا صالحا وصدوق في مجتمعه.
شخص يبتكر أو يبدع شيئا جديدا فيرى أن مجتمعه لن يزيده إلا إحباطا وانتقادا عن مواصلة إبداعه لو علموا...
وغيرها
هذه بعض الأمثلة بشكل مجمل لكن قد يرى البعض أن العزلة ليس لها أي منافع، إلا الضرر على الشخص بحيث عدم اختلاط الناس سيأدي إلى عدم معرفة بعض الأمور التي لن يذكرها والديه مثلا أو أقاربه.. إذا لا بد من مخالطة الناس.. و.. و.. و
ما أقصد بالعزلة هو النوع الذي سيعود علي الشخص بالمنفعة مثال على هذا
شاب عمره 27 عاما أصبح مليونيرا وربما ملياردير حاليا وهذا يعرفه الجميع ألا وهو الشاب ( مارك زوكربيرغ ) الذي أسس موقع الفيسبوك وهو في قبو في جامعة هارفارد عام 2003.
وكلنا نقرأ في سيرة الرسول صل الله عليه وسلم أنه اعتزل قريشا ليعتكف في غار حراء لمدة ثلاث سنوات حتى جائه الوحي...
وهناك أحاديث اشترط فيها رسول الله صل الله عليه وسلم من الناحية الإجتماعية متى يعتزل المرء ومتى يصبر بمخالطة الناس كما في حديث طويل لمعاذ رضي الله عنه وهو يسأل رسول الله صل الله عليه وسلم عن الشر مخافة أن يصيبه فقال:
كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر ، مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : ( نعم ) . قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : ( نعم ، وفيه دخن ) . قلت : وما دخنه ؟ قال : ( قوم يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر ) . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : ( نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها ) . قلت : يا رسول الله صفهم لنا ، قال : ( هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا ) . قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) . قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : ( فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) .
وفي حديث آخر عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال: ( المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم ).
هذا يعني أن كل شخص يختار ما يناسبه حسب مجتمعه الذي يعيش فيه.
قال أحد الشعراء عن عزلته للبحث في العلوم
لنا جلساء ما نمل حديثهم ****** ألبّاء مأمونون غيبا ومشهدا
يفيدوننا من علمهم علم ما مضى ****** وعقلا وتأديبا ورأيا مسددا
بلا فتنة تخشى ولا سوء عشرة ******* ولا نتقي منهم لسانا ولا يدا
فإن قلت أموات فما أنت كاذبا ****** وإن قلت أحياء فلست مفندا
وقال بعضهم:
العلم آنس صاحب ****** أخلو به في وحدتي
فإذا اهتممت فسلوتي ****** وإذا خلوت فلذتي
مرحبا بكم بآرائكم وانتقاداتكم
والسلام عليكم