عَلى كِبرياء مَنخور في هواك أَكْتُبْ
أقولُ والقَولُ لا يَحْذوهُ العَتَبْ
ذِكْرى أمَضَّت العَيْن ِمنها النّدامَة تنْسَكبْ
ولَوما أَغْبَرَت السّماءُ ما بكَتِ السُّحُبْ
كالمُدْنَف العَاني في وِحْشَةٍ أتَرَقَبْ
أَسُّفُ بقَايا إنْسانٍ منْهُ النّبضُ سُلِب ْ
بالأمْس ِكان كالرَّشَأ بحِماكِ يَدُّبْ
واليَومَ في وكْرِ النِسْيانِ مُغتْربْ
تُسَليه الصور حَولَ وَهجِها يَنْتحِبْ
بالفؤاد صَّدَأٌ وحَسَرات بها تَخَضَّبْ
والأبصار بالجّوْزاء غاصَّت نجْمُكِ تَطْلُبْ
ثُمّ أُدْركُ أنّ ذَاك ما كنْتُ أَحْسَبْ
فينْتَهي بي الحَالُ ثَملِا أَسْجَع.....
(2)
مَساء سيظَلُ أحْمرا بغُروب عَيناكْ
فماذا بعْدَ التِّيه؟
طُمأنينَةٌ أمْ وَساوسُ ليْلٍ مُنْطوي!
في زاويَةِ الخَيْباتِ كالسَّفيهِ
يُرتِلُ وَصايا الفَقْد ِعلى جُدرانٍ تَأْوي
مساجين فِكْرٍ و قلبٍ عليه
شَهادَة حَرْفٍ و جملٍ تروي
جَرائِمَ الصَّبْرِ و الحُبِ النَّزيه
وعُيُونٍ جَحَظَتْ في لَيلٍ تعوي
سَلَبَها الكَرَى مَاضٍ صَدَعَتْ تَرْثيه
لَفَظَ آخِرَ الأَنْفاسِ كَحُلُمٍ وَرْدي
أفاقَتْ مِنْهُ غَصْبا ولم تُنْهيه
جَفَلَتُ بَعْدَها آسَفًا أتَضرَّعُ.....
(3)
يَا لَيتَ عَيْني تُجْلَدُ لتَبوح
بما ارتسم أسفَل الجُفون
عن سر الشوق و الجموح
و سِرّ الرَّبّ في الكَون
فَكبدي المترنم فرحه مسفوح
أتجرع مر غدرك في سكون
أقلب وجعي هنيهة وفي أخرى أنوح
قد كَبَلَ ابْتسامَتي جَفاء المَنُون
شَخَصَتْ عني ببَصَرِها الرُوح
مُنْتَزَِعٍةً مني الهَوى والشُجون
وسكرات ذكراها تأتيني وتروح
في قَفْرِ صَنيعِها بي مَسجون
تَعُودُني كُل عيدٍ بحُلّةٍ، أسأل...
(4)
لمن حلة العيد؟
ألِذكْرى كَبُرَتْ في السِّنِ تَسْألُ العَقْلْ
لو كانت خَيالاً جَرفَهُ النِسْياَن
أو لِتَمْتَماتٍ حَفَِظتْها وِسادَةٌ تَجْهَلْ
أنّ عَليْها سُمُومًا هي مُعاناَتُ إنسان
يَجْلسُ بينَ الأَسْطُرِ بشجاه لم يَزَلْ
يُزَخْرِفُ الحنينَ و يُلَوِنُ النِسْيان
كالنَّاسِكِ المُتَعَبّدِ في سُكونٍ يَبْتَهِلْ
لسَقْفٍ من طينٍ وَفِي وإنْ تغَيَرَ الزَمَانْ
وكالغَبْراءِ وإن أَوْرَقَتْ وما فيها قَلْ
شَقَتِ الدُّنيا ومَنْ عَليها خَرَّ واسْتَكانْ
وأني شَاكرٌ على ما ضَاعَ، وعني ارْتَحَلْ
لولاه ما انْقَشَعَ الوَهْمُ وأقْبَلَ البَيانْ
يَهُبُّ علي بالتَّبَسُّمِ ويُلامِسُني بالأَمَلْ....