من يريد " تركيع " الجزائر من بوابة المدرسة وضرب التعليم فيها وبأيد بعض من " أبنائها " ؟؟؟
متضامن مع وزيرة التربية نورية بن غبريت
ما أشبه اليوم بالبارحة ، بالأمس تم ضرب محمد بن على " المعرب " واليوم يتم ضرب بن غبريت " المفرنسة " وفي وسطهما ظل بن بوزيد مايقارب العقدين يعيث في قطاع التربية فسادا ولا مستنكر ولا مستهجن .
بن غبريت مارغريت تاتشر الجزائر تضرب في عقر دارها من داخل القطاع وبأيادي أهل القطاع متأثرين بأيديولوجيتهم وإنتقاما لكبريائهم في التعنت في الفساد و استغلال قطاع التربية لتحقيق مصالح شخصية ضيقة على حساب مستقبل أجيال من أبنائنا التلاميذ ، إن ما حدث في بكالوريا 2016 إن صح ما يتناقل من أخبار رغم تضخيمها وتفخيمها مس بلا شك سمعة الجزائر كل الجزائر من أعلى مسؤول فيها إلى أقل مواطن فيها .
لقد ضرب أهم قطاع فيها العصب الحساس في الدولة ، بن غبريت التي لم يتوانى تجار السياسة والإيديولوجيا العنصرية والتكفيرية في التحرش بها في كل شاردة وواردة فما من مشكلة إلا وربطوها بها ولم يكن بعض من النواب آبهين بصعاب الإقتصاد أوالأمن بقدر ماكان إهتمامهم ببن غبريت طيلة وجودها على رأس وزارة التربية و اتهموها بكل ذنوب الدنيا وحملوها ذنوب العالم والمرأة لوحدها تواجه هذا التيار الجارف ، كان أخرها مسيرة المتعاقدين لإسقاطها من على عرش وزارة هي من أكثر الوزارات حساسية و قد تراكمت فيها مشاكل لم يستطع أسلافها حلها على مدى عقود طويلة و مجهود مضني ، لأن " السوسة ليست من خارج ولكن في الداخل " تتغذى من هواء و غذاء الايديولوجيا التي وفرته ايديولوجيا الانسلاخ و الانغلاق .
في آخر لقاء لها وفي أثناء دعوتها التلاميذ للعمل في شهادة البكالوريا و انجاح هذا الامتحان عبر وسائل الإعلام شعر الكثير من الجزائريين احساس الوزيرة الذي كان يشي إلى أن شيئا ما يدبر لها بليل لينال من الجزائر قبل أن ينال منها ( فهي في كل الأحوال مسؤولة طال الزمن أو قصر سيأتي يوما وتنتهي رسالتها وواجبها على رأس المسؤولية ) الذي يتربص بها من " الفرنساوي و المريكاني والمروكي والصهيوني والإسلامي و التكفيري والمؤدلج و الفاسد و المستفيد في قطاع التربية من داخل أو خارج القطاع ... " وهو من المؤكد يضحك الآن علينا ( أي كل هؤلاء ) والمصيبة أن من خدمهم في هذه الأثناء " جزائريون " نعم " جزائريون " تجردوا من الوطنية ومن قيم هذا الشعب الذي دافع عنها طوال القرون الماضية وفي الثورة التحريرية المظفرة ليأتي صعاليك المال والمصالح الضيقة و التصيد السياسي اللا أخلاقي بعد أن خطفتهم ايديولوجيتهم العنصرية والتكفيرية شرقية كانت أو غربية و بعد أن أصبحوا فرنسيي الهواء و أصوليي المشرب .
بن غبريت يُنتقم منها لأن هدفها كان القضاء على الفساد في قطاع التربية ، ولو لم يحصل هذا كان الأمر ليتطور إلى شيء كبير قد يصل حد تصفية تاريخها و سمعتها ، لأن هؤلاء مستعدون لتلفيق أكاذيب وإشاعات و إلصاق التهم وشيطنة كل من لم يسر معهم في مشروعهم نحو فرنسا أو مشروع أمريكا الذي يرعاه إسلاميو أمريكا وبريطانيا .
أيها السادة التربية عندنا مريضة وأهم أسباب المرض فيها بعض من رجالاتها الذين ينظرون للقطاع على أنه مشروع للبزنسة و الربح السريع وتكوين الأموال من الهواء وليس رسالة أو أنه قطاع مقدس و استراتيجي وخط أحمر وجب عدم المساس به مهما كانت الظروف ، ما يعانيه القطاع غياب الأخلاق المهنية وليس الالتزام الديني الذي لا يظهر إلا في الصراع السياسي و على السلطة ولتخدير الناس فقط وسرقتهم على حساب أحلامهم المشروعة ، والوطنية التي أصبحت في زمن عولمة أمريكا " شيته " ، والخيانة و العمل مع الأجنبي ثورة و ربيع مزهر بدماء الأبرياء وسقوط الأوطان وخراب برائحة الرصاص و القنابل ، و روح المسؤولية و الغيرة على البلد . إن هذا الأمر الجلل يذكرنا بما حصل في مصر قبل اندلاع الربيع الصهيوني فيها أين مهد البعض من تجار أحلام البسطاء داخل الوسط المدرسي من ملتحين وغير ملتحين ممن يسبح بحمد أمريكا واسرائيل ويتقرب لهما عبر الدولار الأخضر و مزايا الفنادق خمسة نجوم وجنة عدن في تركيا إلى لندن إلى العلب الليلية الأمريكية في ضرب التعليم ليتسنى لهم فيما بعد تطبيق أجندتهم التي ظهرت بجلاء فيما بعد .
أيها السادة وبعد كل الذي حدث هل بقي شك في أن هذا البلد مستهدف في كل شيء حتى الطفولة البريئة التي لم تسلم من عبث هؤلاء وأولئك من خلال التعليم لما يشكله من أهمية في بناء الإنسان والمواطن الذي يراد منه بناء و حماية الوطن والدفاع عنه ، فكيف يمكن تحقيق هذه الأهداف المصيرية وقد ضربت أهم وسيلة في لذلك ؟ وعليه لابد من قرار سياسي بعيد عن التسويف و المهادنة و وتغليب سياسة العفو والرحمة والتغافل أمام من وضع المؤامرة على " علي بن محمد " والذي حبك المؤامرة على " نورية بن غبريت " فإن باعد بينهما الزمان والإيديولوجية المسببة في ذلك فهؤلاء المتأمرين على الوزيرين و في كل الأحوال هم من كرس للرداءة والتخلف والتراجع و ضعف المدرسة الجزائرية وتكسيرها وجعلها في ذيل الترتيب لأن هدفهم أبعد ما يكون عن غيرتهم على المدرسة الجزائرية و الدفع بها نحو التطور المنشود سواء بالعودة للوراء المتكلس نحو عادات من بعادتهم أصبحوا مجتمعات مستهلكة و تعتمد على الغرب في حماية نفسها أو القفز نحو الأمام في مجاهيل تتعارض مع عاداتنا بالإنسلاخ والتفسخ ، وإنما هدفه بالأساس مشروع هؤلاء وأولئك الذين يتربصون بهذا البلد الطيب الذي عصي عليهم إركاعه ، إذن لابد من قرار سياسي للخروج بقطاع التربية من النفق المظلم الذي وضعه المؤدلجين المفرنسين والمتأسلمين و " المتعربين " و العنصريين .
حان الوقت للدولة وللمجتمع وللمثقفين والشرفاء في هذا البلد لوضع حد لهذا التلاعب بمصير أبنائنا ومستقبل وطننا ، لأن أي مستقبل منشود أو أي تطور يراد تحقيقه مرهون بالمدرسة ، فمن هو ذا الذي يضرب مدرستنا ويريد للجزائر أن تتخلف عن ركب البلدان المتقدمة و السائرة نحو التقدم ؟ غير عميل حقير يريد تحقيق ما عجزت عنه فرنسا إبان احتلالها الجزائر أكثر من قرن ونصف ، و تحقيق ما فشل فيه البدو المتعربين إبان مجازرهم طيلة عشرية سوداء وما تعثر فيه أتباع بيرنار ليفي من هؤلاء وأولئك .