واجتَمَعَ الشمل - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الخـــواطر

قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

واجتَمَعَ الشمل

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-10-21, 18:22   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حكيم200
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية حكيم200
 

 

 
إحصائية العضو










Post واجتَمَعَ الشمل

أشرقت عليها شمس ذكرى الأربعون يوماً
كالرقة البيضاء على وجنتيها الشفق ارتحل

مقتصدةً في مشيهَا في عَجلةٍ إليه المَسِير
بخطواتها الصّمَاء وَدبيببِ كعبيها المُتَرهِلْ

آنينٌ ابتَدَأَ به اللقاءُ وبعد السّلامِ على المحبوب
انْحَنَتْ على الُتَربِ أُقحوانةً انْشَدّ خصرها وهَزلْ

في سُكونٍ لا يَعلوهُ غير نَشيجٍ سّرمَدي وعَبَرات
من عينيها تَدحرجَت عن مآقيها كندى زَهرٍ يَذْبلْ

يُحاكي شُرودَها العالي صَمتَ جَسدهِ الموؤود
وروحٌ انحنَتْ أغلالُها من مَقعدِها عليها تَطُلْ

َتَنبُشانِ بمِعْوَلِ النَظراتِ مَحاجِرَ الغَيب ِ
فما تلبَثَا أن تخِرَا جَاثِيتان بِردْمٍ بينهما انسَدَلْ

مُطَأْطَأةَ الرأسِ على الرُكَب مُنقطِعة السُبُلْ
ترَدّتْ حَدَقَتاها رِدَاءَ الحُزْن في جُحوظٍ لا تَجْفَلْ

اسَْتوَتْ على جَنبِها مُفتَرِشَةَ الثَّرى والصَّخْرُ مُتَّكأُ
مَبسُوطَة الكَفِ تُداعِبُ جِوارَهُ بخَرْبَشَةِ الأَنْمُلْ

عَلَّهَا تَرْنُو بحَةَ هَمسِهِ أو صُداح حُنجُرتهِ النَشِزْ
وتَلْمَحَ طَيْفَهُ َيشُّد ُعِطْفَها النَّدِيُ لها يُهَلِلْ

تَلتَفُ سَوَاعِدُهُ حَولها طِفلَةً في حُضْنهِ تتذلل
تَشْكو له أَيامًا خَبَّبَتْها الرّزَايَا عن البَهْجَةِ تَسأَلْ

تقولُ ما به السُرورُ بوجههه عني أَعْرَضْ
و ما بالُ المَنِيَةِ بحُكْمِها جَارَتْ ولم تَعْدِلْ

هَبَّتْ بسَطْوَتِها عَلَي أَثْكَلَتِ الُفؤَادَ نَبْضَهُ
تُلاعِبُ صَبْري نَهْجوا قَمَرا بنورِهِ أَفَلْ

إذْ بِها الوجُوهُ الضّاحِكاتُ بعدهُ كَلحَتْ
قُبالَةَ ِمرآةِ الأَسَى برمَاد ِالصّبابَةِ تَكْتَحِلْ

مَسدولَة الشَعرِ نَديمُها شَمعٌ فَتيلُهُ يَحتَضِر
قامَتْ على نيرانِهِ تَتراقَصُ بثوبٍ أسوَد مُهَلهَلْ

مُسْتَلَبَةُ الكَرى في صَخَبٍ كأني للجُنونِ صَاحِب
فيَرْثي حالي اللَبيبُ ذو فِكْرٍ حَصيف ومَن به جَهلْ

تَخْفُقُ القُلوب المُتَحَجرَة بالشَفَقَةِ تَنْبُض
ويَتَكاثَرُ لُوَامي، رَاغِبَةٌ كَأَني للنُّوَب وبِما بي نَزَلْ

آهٍ يا قُرَة عَيني من حسراتِ النَّفْسِ البَائِسَة
تَتَسَامَرُ عَلى جَذْوّةِ الصَّبا بِداخِلي تَشتَعِلْ

فَلَا هي تُشيحُ دُجَى الثَّرى عن مُحْياَك
فَتَتَفَتَحُ المُقْلَةُ النَّجْلاءُ لِبَسْمَتِكَ تَبْتَهِلْ

ولا هي كالحَُسام ِعَلى الجيدِ يَدُقُ الوَريد
يُمزِقُ كَمَدي ُكل مُمَزَقٍ ويُنهي هَذا الجَدَلْ

قَاسِيةٌ الدُنيا بعدَكَ لَو تَعْلْم دَأْبُها الجَفاء ُ
بَشِعَةٌ خَاوِيَة وإِنْ تَبَهْرَجَتْ وتَغَنَّتْ بالأَمَلْ

والسَّاعَاتُ لَواغِبٌ تَمُرُ شَاخْتْ تَطاوَلَ نَكَدُها
وكانتْ قَبْلا مَعك فَتِيَةً َتتَرَنَحُ في عَجَلْ

فَيا سَيِدي ارْتَشَفْتُ من الهَوى سُمومَهُ
ولعُمْري شَكَوْتُ هَواكَ واللَّهِ لا أَفْعَلْ

فَكَمْ تَوارَيْتُ بشَبابِي في خَنْدَق الوَفَاء
عَن سِهامِ الرُقَباءِ وكُل مُترَصِدٍ يَسْأَلْ

أُكَفِنُ أَشْوَاقا غَيْدَاء أَينَعَتْ إليْكَ تَصْبوا
تَبْتَغي السَّلْوى مِن عَرَّاصِ حُنُوك عَليْها تَهْطُلْ

فَتُشِعُ حُمْرَةً وتَشْدوا جَهْرا على مَسْمَعَيْك
لكِنْ وَقعَتِ الخُطُوبُ وحَقَّ عَلينا القَوْلْ

قَبَّلَتْ مَرقدَهُ مُكْتَوِيَةَ الحَشَا تَحْسَبُهُ الوَداعُ
فَجَرى الحَتْفُ بالقَضَاء تَرَاهُ زُلفَْةً كالعِيدِ هَّلْ

حَقيقَةً تبصرهُ فَيَسْكُنُ وَجيبُ القَلْبِ الصَدُوع ُ
تَلاشَى لَيْلُهُمَا مَعهُ المَلامَة واجْتَمَعَ الشَّمْلْ.









 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:49

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc