
كلّنا يعلمُ أن للزّواج قيمةٌ كبيرة سواءٌ في ديننا الكريم أو في مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا ، وللزّوجة واجبات إتّجاه زوجها وأسرتها الصّغيرة
ولكن مايحدث عادةً هو تقمّص المرأة لهذا الدّور تقمّصاً كلّيا لاغيةً بذلك شخصيّتها وكأنّها بزواجها قد إنقلبت إلى أخرى ، فتترك هواياتها وكلّ الأشياء التّي كانت تحبّ فعلها قبل زواجها ، وتنصهرُ كلّيةً في في دورها وحياتها الجديدة ، وتجعلُ من الزّوج كلّ عالمها ، ناسيةً أنّها قبل أن تكون زوجة فهي إبنة وأخت وأمّ فيما بعد إن رزقها اللّه بأولاد ، وقبل هذا كلّه هي إمرأة كيانٌ مُستقلّ في شخصيّتها وطباعها وميولها ، فتجدها تتعلّق بذاك الزّوج تعلّقاً شديدا مبالغاً فيه ، تكادُ تكون خانقة له .
فتراها تفرحُ إذا جاملها ولو بكلمة بسيطة وابتسامة طيّبة ، والعكس تحزنُ وتغتمُّ لمجرّد أنّه عاتبها أو شاجرها في شأن ما .
طبعاً هذا خطأ فمن غير المعقول أن تجعل المرأة من زوجها محور حياتها كلّها ، عليها أن تترك مسافة بينها وبينه ، فإن خرج مثلا للسّهر مع أصحابه ، عليها أن تقضي وقت غيابه في فعل شيء ما كقراءة كتاب تحبّه أو إكمال عملها أو الإسترخاء و أخذ قسط من الرّاحة في هدوء ، لكن الأغلبيّة تراهنّ يخاصمن ذاك الزّوج ويلمنه لتركهنّ بمفردهنّ .
بالنّسبة إليّ من المفيد للمرأة أن تكون لها مساحةٌ خاصّة بها وعالمها الخاصّ الذّي تهرب إليه من ضغوط الحياة ورتابتها ، فالزّوج جزءٌ من حياتنا ، وليس كلّ حياتنا .
كي لا يُفهم كلامي خطأ ، أنا هنا لا أقصدُ تهميش المرأة لزوجها أو العكس ، بل أن يقوم كلّ واحد منهم بدوره وواجباته على أكمل وجه ، وفق قدرته واستطاعته ، وفي الوقت عينه ترك الوقت والجهد لنفسه كي يرتاح ويمارس هواياته ومايحبّ بعيداً عن الآخر ، فهما في النّهاية مهما تحابّا وتآلفا روحان وشخصان مختلفان عن بعضمها البعض .
لذا أيّتها الزّوجة ، الزّواج إضافةٌ جميلة لحياتنا وليست تغييراً جذريّا فيها .