موضوع مميز || جرائمُ "لُغة" التّلفزة العربيّة في أخلاق أُسرَتنا || - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للنقاش الجاد

الجلفة للنقاش الجاد قسم يعتني بالمواضيع الحوارية الجادة و الحصرية ...و تمنع المواضيع المنقولة ***لن يتم نشر المواضيع إلا بعد موافقة المشرفين عليها ***

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

|| جرائمُ "لُغة" التّلفزة العربيّة في أخلاق أُسرَتنا ||

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-10-04, 16:09   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
« أبْجَدِيَّاتْ »
عضو محترف
 
إحصائية العضو










Exclamation || جرائمُ "لُغة" التّلفزة العربيّة في أخلاق أُسرَتنا ||

السّلام عليكم و رحمة الله ،

وتحيةً طيّبة ،


لا شكَّ أن جميعَنا يسمعُ بالمثل القائل : [عذرٌ أقبَحُ من ذَنبْ].. ويقال فيما يرويه الرُّواة أنّ (هارون الرّشيد) كان جالسًا مع (أبي نواس) يتسامران ذاتَ ليلة، فطلبَ منهُ أن يضرِبَ لهُ مِثالاً عن عُذرٍ يكونُ أقبحَ من الذَّنب نفسِه .. ففكَّر أبو نواس طويلاً حتىّ اهتدى في الغد إلى حيلةٍ ذكية، و بينما كان "هارون" واقفًا إلى النافذة يتأمل حديقة قصرِه، دنى منه أبو نواس بخفّة و باغَته و قرصَه من ساقه، فانتفضَ هارون واستشاطَ غضبًا وقال :

- ويلُك، ما تفعل يا أبو نواس؟ واللهِ لأجلِدَنَّكَ مائة جلدة إن لم تأتِ بعُذرٍ مُقنع !.. فتبسَّم أبو نواس وقال : عذرًا يا مولاي، فقد حسِبتُكَ السّيدة زينبْ أطال الله عمرها لمَّا دخلتُ الحجرة فكان منّي ما فعلتْ.. فتعجّبَ هارون الرّشيد من هذا العذر القبيح وكاد أن يأمر بجلدِه لولا أنَّهُ تذكَّرَ ما طَلَبه من أبي نواس، فضحكَ و عفا عنه..


{ عٌذرٌ أقبحُ من ذنبْ }..

هو ذاتُه المثَل الذّي ينطبق للأسَف على بعض القنوات العربية الإسلامية التي يشاهدُها إخوتُنا الصّغار وأبناءُ الأسرة بشكلٍ يوميّ في غفلةٍ من الرّقابة الأبويّة.. قنواتٌ تتنافس في عرض الأفلام و الرسومات الأجنبيّة التي فيها من الأقوال والسّلوكات ما يتنافى مع أخلاقنا ودينِنَا بل وعاداتِ مُجتمعنا جُملةً و تفصِيلاً.. حاملةً شعارات الفجور و الشّرك بالله وحتىَّ الكفر به .. وتُذيعُ مفاهيمَ مغلوطة تمامًا عن قِيمنَا.. فتُجَذِّرُ في ذهن الطفل الصّغير الغضّ حُرّيةَ التفسّخ عن مبادئنا الأخلاقيّة.. وقد لا نتعجَّب من مراهقي السَّنوات القادِمَة حين نقرأُ عن فتاةٍ أعلنتْ الشذوذ على صفحتها الفايسبوكيّة.. أو مراهقٍ زيّنتْ له نفسُه أنّه لا وجودَ لإلهٍ أو أنّ اليسوعَ إلهُه.. وغيرُ ذلك من النماذج الخُزعبليّة الفادحة التي تلعبُ بعقول الأطفال البريئة..

{ كلُّ ما كتبتُهُ أعلاه هو الذّنبْ، فماهو العذرُ الأقبحُ منه؟ }

إنها الترجمة المُحرِّفة (والمُنحرِفَة) إلى لغتنا العربيّة المسكينة التي تقومُ بها أيادٍ عربيّة مُسلِمة، تُحوِّلُ بها كلماتٍ فجّة إلى عباراتٍ لا علاقة لها بالمعنى لتحفَظَ سُمعة القناة أو تُخفِّفَ من وطأة الكلمات على سمعِ و بصرِ المشاهد (؟).. ولكنّ الذي تغفلُ عنه الإدارة أنه ينشأ في تلك العقول الصّغيرة الطَّازجة قاموسٌ جديد "انجليزي-عربي" بمعانٍ عربيّة لا تمتُّ للكلمات الانجليزيّة بصلة.. فالمراهقونَ خاصّةً يقتُلُهم الفضُول و الرّغبة المستَمرَّة لتبتلِعَ أذهانُهم كلَّ تفاصيلٍ جديدة لم يألفُوها من قبل.. وإليكم بعض هذه الترجمات المسيئَة في سبيلِ المثال لا الحصر :

1- عند الكفر بالله، تُستَبدَلُ كلمة (الله) باسمٍ آخر كالجبّار أو العظيم.. أو السَّماء أو الأقدار.. وكأنّ التلاعب بالمفردات يشكِّل فارقًا و يغفر للكفر الذي نطق به المُمثِّل السّينيمائيّ.. والكفرُ كفرٌ سواءٌ كان بالله أو بأسمائه الحسنى أو بشيءٍ من خلقه.. فالمشكلة في الفِعل لا في الإسم، أ ليسَ كذلك؟

2- (الممارسة الجنسيّة) تُترجم إلى (علاقة).. وهي ترجمة كارثية تَعْلَق بإرادة أو بغيرِ إرادة في ذهن المراهق وذهنيّات الأطفال.. وأيُّ نصٍ يحمل كلمة (علاقة) سيُوحي إليهم مُستقبلاً بالمعنى الباطن و ستُصبح الجرائد والأخبار في نظرتهم مُسرَفَةَ الفسَاد لما تحويه من مثيل : "و توطّدت العلاقات الودية بين رئيس الولايات المتحدة الأمريكية و رئيس الروس و باركَا للعلاقة المتينة التي تجمع بين البلدين، وتأكيدًا على استمراريّة العلاقة والاتّفاق دعا الرّئيس أوباما بضَمِّ دُولٍ أخرى ضِمن هذه العلاقة إلخ.." والحديثُ قياس....

3- (الشُّذوذ) يُترجَم إلى (انحراف)، رغم أنّ انحرافَ الشّخص لا يعني بالضّرورة شذوذ رغبته.. فقد يأخذ الانحراف أشكالا مختلفة : فكريّة، ثقافيّة، مجتمعيّة، سلوكيّة إلخ.. ولو أنّك وصفتَ اليوم مراهقًا بمُنحرف عن طريق المزاح، لربّما أجابك بصفعةٍ على الوجه بِسَبَب ما تستفِزُّ الكلمة في مخيلته من تصوّرات بذيئة..

أ ليسَت كُلّها جرائمٌ تَستَحِقّ أن تُعاقَب من أجلها إدارة هذه القنوات؟

ولعلَّكم تتساءلون لماذا أخبرتُكُم بحكاية هارون الرّشيد.. فلو كان الخليفة يعيش بيننا اليوم، لما كان بحاجةٍ إلى حيلة أبي نواس كي يُصدِّقَ المثل.. لأنّ إذاعةَ كلماتٍ رعناء ثم التّعذّر من معانيهَا باستبدالها بكلماتٍ أخرى لا تخدِشُ الحياء - كلماتٍ تُزيِّفُ لغتنا العربيّة -، هو أقبحُ من الذّنب الذي تقع فيه العقول البريئة ضحايا هذه القنوات.. وكأنَّ المشكلة لديهم في التَّسمية، والفعلُ لا غبارَ عليه ولا بأسَ من ذِكره وامتِناعِ حجْبِه..

أرجو أن يُطلعنا كلٌّ عن رأيه في أثر هذا الغزو التلفزيوني على الفئة الصّغيرة من مجتمعنا .. وكيف يمكنُ فرض الرّقابة الذاتية على الأبناء لضمانِ حمايتهم في غياب الآباء؟ دون اللجوء إلى الغِلظة و أسلوب النهر.. لأنّ المراهقة سنٌّ حرجة.. لا تصلحُ معها الشّدة.. ومرحبا بتعليقاتكم و تصويباتكم.. والسّلام عليكم..









 


آخر تعديل المانجيكيو 2018-08-21 في 01:56.
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
فضائيات، أخلاق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:45

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc