في مَعْنَى (رَهْوًا) في آيةِ سُورَةِ الدُّخَان - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

في مَعْنَى (رَهْوًا) في آيةِ سُورَةِ الدُّخَان

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-08-20, 07:42   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










B18 في مَعْنَى (رَهْوًا) في آيةِ سُورَةِ الدُّخَان

في مَعْنَى (رَهْوًا) في آيةِ سُورَةِ الدُّخَان



بسم الله الرحمن الرحيم
في مَعْنَى (رَهْوًا) في آيةِ سُورَةِ الدُّخَان

الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ، وبعدُ:
قالَ ربُّنا -تباركَ وتعالى- في سورةِ "الدُّخان":
{فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ (24)}.
وفي تفسير الآيةِ الكريمة عمومًا، وفي تفسيرِ كلمة (رهْوًا) خصوصًا، أنقلُ ما جاءَ في ذلكَ من تفسير الإمامِ الطّبريّ -رحمَهُ اللهُ-: "جامع البيان"، مع شيءٍ من الاختصار ، والتّصرُّفِ في ترتيب تسلسلِ المعلوماتِ فقط، كي نفهمَ في البدايةِ معنى (رهْوًا)، ثم ننتقل منها إلى معنى الآيةِ الكريمة، من التّفسيرِ السّابقِ ومن تفسير ابن كثير -رحمهُ اللهُ-.

الأقوالُ في تفسيرِ كلمةٍ (رَهْوًا):
جاء في "تفسير الطبريّ: "جامع البيان":
"اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى (الرَّهْوِ):
- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا}، يَقُولُ: (سَمْتًا).
- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (الرَّهْوُ): أَنْ يُتْرَكَ كَمَا كَانَ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَخْلُصُوا مِنْ وَرَائِهِ.
- عن ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أنَّهُ سَأَلَ كَعْبًا عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا}، قَالَ: (طَرِيقًا)
- وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَاهُ: (اتْرُكْهُ سَهْلًا).
- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا}، قَالَ: يُقَالُ: {الرَّهْوُ}: (السَّهْلُ).
- عنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا}، قَالَ: (سَهْلًا دَمِثًا).
- وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَاهُ: (وَاتْرُكْهُ يَبَسًا جَدَدًا).
- عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: " يَابِسًا كَهَيْئَتِهِ بَعْدَ أَنْ ضَرَبَهُ، يَقُولُ: لَا تَأْمُرْهُ يَرْجِعُ، اتْرُكْهُ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ.
- عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: {رَهْوًا}، قَالَ: (طَرِيقًا يَبَسًا).
- عَنْ قَتَادَةَ، {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا}: (كَمَا هُوَ طَرِيقًا يَابِسًا)".

أَوْلَى الْأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ:
"وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ -فِي ذَلِكَ- بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ:
مَعْنَاهُ: اتْرُكْهُ عَلَى هَيْئَتِهِ؛ كَمَا هُوَ عَلَى الْحَالِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا حِينَ سَلَكْتَهُ
وَذَلِكَ أَنَّ (الرَّهْوَ) فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: (السُّكُونُ)
كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
كَأَنَّمَا أَهْلُ حُجْرٍ يَنْظُرُونَ مَتَى ... يَرَوْنَنِي خَارِجًا طَيْرٌ يَنَادِيدِ
طَيْرٌ رَأَتْ بَازِيًا نَضَحَ الدِّمَاءَ بِهِ ... وَأُمُّهُ خَرَجَتْ رَهْوًا إِلَى عِيدِ

يَعْنِي: (عَلَى سُكُونٍ).
وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ مَعْنَاهُ؛ كَانَ لَا شَكَّ أَنَّهُ (مَتْرُوكٌ سَهْلًا دَمِثًا)، وَ(طَرِيقًا يَبَسًا)
لِأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَطَعُوهُ حِينَ قَطَعُوهُ، وَهُوَ كَذَلِكَ
فَإِذَا تُرِكَ الْبَحْرُ (رَهْوًا) كَمَا كَانَ حِينَ قَطَعَهُ مُوسَى (سَاكِنًا) لَمْ يَهِجْ؛ كَانَ -لَا شَكَّ- أَنَّهُ بِالصِّفَةِ الَّتِي وَصَفْتُ".

في تفسيرِ الآيةِ الكريمة: {وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ (24)}:
"يَقُولُ: وَإِذَا قَطَعْتَ الْبَحْرَ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ، فَاتْرُكْهُ (سَاكِنًا) عَلَى حَالِهِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا حِينَ دَخَلْتَهُ
وَقِيلَ: إِنَّ اللَّهَ -تَعَالَى ذِكْرُهُ- قَالَ لِمُوسَى هَذَا الْقَوْلَ بَعْدَ مَا قَطَعَ الْبَحْرَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ، فَإِذْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، فَفِي الْكَلَامِ مَحْذُوفٌ؛ وَهُوَ: فَسَرَى مُوسَى بِعِبَادِي لَيْلًا، وَقَطَعَ بِهِمُ الْبَحْرَ، فَقُلْنَا لَهُ بَعْدَ مَا قَطَعَهُ، وَأَرَادَ رَدَّ الْبَحْرِ إِلَى هَيْئَتِهِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا قَبْلَ انْفِلَاقِهِ: (اتْرُكْهُ رَهْوًا).
- عَنْ قَتَادَةَ: لَمَّا خَرَجَ آخِرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَرَادَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَضْرِبَ الْبَحْرَ بِعَصَاهُ، حَتَّى يَعُودَ كَمَا كَانَ؛ مَخَافَةَ آلِ فِرْعَوْنَ أَنْ يُدْرِكُوهُمْ، فَقِيلَ لَهُ: {اتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ}.
- وعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا قَطَعَ الْبَحْرَ، عَطَفَ لِيَضْرِبَ الْبَحْرَ بِعَصَاهُ لِيَلْتَئِمَ، وَخَافَ أَنْ يَتْبَعَهُ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ، فَقِيلَ لَهُ: {اتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا}؛ كَمَا هُوَ {إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ}" اهـ‍
إلى هنا انتهى النّقل من "تفسير الطّبريّ"، (22/ 28-31)، ط1 (1420هـ‍)، تحقيق: أحمد شاكر، مؤسّسة الرّسالة.

وفي تفسير ابن كثير: "تفسير القرآن العظيم":
"{وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ}: وَذَلِكَ أَنَّ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، لَمَّا جَاوَزَ هُوَ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ، أَرَادَ مُوسَى أَنْ يَضْرِبَهُ بِعَصَاهُ حَتَّى يَعُودَ كَمَا كَانَ، لِيَصِيرَ حَائِلًا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ فِرْعَوْنَ، فَلَا يَصِلُ إِلَيْهِمْ، فَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يَتْرُكَهُ عَلَى حَالِهِ (سَاكِنًا)، وَبَشَّرَهُ بِأَنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ فِيهِ، وَأَنَّهُ لَا يَخَافُ دَرَكًا وَلَا يَخْشَى" اهـ‍
(7/ 252): ط2 (1420هـ‍)، تحقيق: سامي سلامة، دار طيبة للنّشر والتّوزيع.

وقفةٌ في المعَاجم:
- "معجم مقاييس اللغة"، (2/ 446):
"(رَهَوَ) الرَّاءُ وَالْهَاءُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَصْلَانِ، يَدُلُّ أَحَدُهُمَا عَلَى:
- دَعَةٍ وَخَفْضٍ وَسُكُونٍ.
- وَالْآخَرُ عَلَى مَكَانٍ قَدْ يَنْخَفِضُ وَيَرْتَفِعُ.
فَالْأَوَّلُ (الرَّهْوُ): الْبَحْرُ السَّاكِنُ.
وَيَقُولُونَ: عَيْشٌ رَاهٍ؛ أَيْ: سَاكِنٌ...." اهـ‍
- "لسان العرب"، (14/ 340):
(رَهَا): رَهَا الشَّيءُ رَهْوًا: سَكَنَ. وعَيْشٌ رَاهٍ خَصِيبٌ: سَاكنٌ رَافِهٌ
وخِمْسٌ رَاهٍ: إذَا كَان سَهْلاً
وكلُّ سَاكِنٍ لَا يتحَرَّكُ: (رَاهٍ).." اهـ‍
سُبحانك لا علمَ لنا إلَّا ما علَّمتنا إنَّكَ أنتَ العليم الحكيم.
- - -
الأحد 10 ذو القعدة 1437هـ‍



مرسلة بواسطة حَسَّانَة بنت محمد ناصر الدين الألبانيّ









 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc