رحلتا بعد أن إعتدت عليهما

[أثيلة]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ذات صباح إمتدت لي يد باردة
كنت خائفة من إمساكها و خوفي الاكثر من برودتها الزائدة
فأنا لدي حساسية من البرودة و لو مرضت لن اجد ترياقا يشبع غليل مرضي و يشفيني
و لكن كانت عينا صاحبت اليدين الباردتين تدعونني للنجدة بصدق
كانتا مشبعتين بالألم و لا ترويان غير الأحزان
كانتا حزينتين للغاية و يائستين كارهتين للحياة
تبدوا انهما تحملان ذكريات مؤلمة و و على بريقهما رواية لخيانة عضمى
إرتعبت من الأحاسيس التي ترويانها و الروايات الطويلة عن اليأس و الالم
عشت اللحظة و تأثرت لهما فكيف لا و أنا رشا صاحبة الاحاسيس الذابلة المسيطرة
دفنت خوفي خلف جفوني و مددت يداي و إحتضنت اليدان بكل قوتي و تغلغلت لاقسى الآلام و إستخرجت مرهما و داويت كل الجراح
تلك العينان بفضل مرهمي الخاص رجعتا براقتان يافعتان ورائعتان
تنبضان بالحياة
نعم رغم المي إستخرجت المرهم و رغم احزاني اخفيت كل شيء لأحقق غايتي و أسعد هاتان العينان و أدفئ هاتان اليدين
في شهور مضت كانهما يومان رجعت صاحبة النضرات الحارقة كفراشة ربيع سعيد و كريشة تلعب بها الرياح بسعادة
ألفتها و احببتها و صارت جزء لايتجزأ من رشا
نسيت همومي لفرحها و لكن فجأة....
إستيقضت و وجدت هاتان اليدان تبتعدان عني
بل قد رحلتا دون وداع يذكر
لم تأبها لتعبي و لسهري لراحتهما و لم تأبها لكونهما صارا من اعيش لاجلهما
فهل هذا جزاء لفلي الشنيع؟؟
عندا ضمدت جروحهما بلمستي الحنينة و مرهمي الشافي
و مشاعري البريئة إستغلاني أيما إستغلال و رحلا دون وداع
لقد دهبت و تركتي بي أثر لن ينتزع و غن إنتزع فندبته جائعةاحبك رائعتي رغم ماجعلتني اتجرع من آلام

تقبلوا مواضيعي
أختكم في الله
رشا