![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
التقوى؛ حقيقتها وأهميتها وثمراتها
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() إنَّ التَّقوى رأس كلِّ شيءٍ وجماع كلِّ خيرٍ, وهي غاية الدِّين ووصيَّة الله تعالى للنَّاس أجمعين؛ الأوَّلين منهم والآخرين, قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ [النساء:131]. وهي أعظم وصيَّةٍ للعباد وخير زاد ليوم المعاد, وهي وصيَّة النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأمَّته, قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «أُوصِيكُمْ بتَقْوَى اللهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ...»([1]) فقد كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - كثيرًا ما يوصي بها في خطبه ومواعظه. وكان إذا بعث أميرًا على سريَّة أوصاه في خاصَّة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرًا([2]). ولم يزل السَّلف الصَّالح يتواصون بها كالخلفاء الرَّاشدين والأمراء والصَّالحين, فكان تمسُّكهم بها متينًا، وتواصيهم بها مبينًا, واستصحابهم إيَّاها معينًا, وكانوا يجعلونها نصب أعينهم, وميزان أقوالهم وأفعالهم في كلِّ مجالسهم ومواقفهم. «كتب رجلٌ من السَّلف إلى أخٍ له: أوصيك بتقوى الله؛ فإنَّها أكرم ما أسررت، وأزين ما أظهرت، وأفضل ما ادَّخرت, أعاننا الله وإيَّاك عليها, وأوجب لنا ولك ثوابها»([3]). لذلك كانت وصيَّته - صلَّى الله عليه وسلَّم - لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه - بتقوى الله وجعلها مستغرقةً لكلِّ أحواله ومستحضرة في كلِّ شؤونه فقال له - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «اِتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ» أي: اتَّقه في خلوتك وجلوتك, في منشطك ومكرهك, وحلِّك وترحالك, وفي رضاك وغضبك, وشدَّتك ورخائك, فهي دليل الحذر من الشَّرِّ, وسبيل الظَّفر بالخير. ذكر الحافظ ابن رجب : نقولاً كثيرة في كتابه «جامع العلوم والحكم» تُظهر عنايةَ السَّلف بالتَّقوى ورعايتَهم لها وروايتَهم فيها ودرايتَهم بها. حقيقتها وممَّا روي وذكر عنهم في تعريف حقيقة التَّقوى وخواصِّها وبيان أصلها وحدِّها ـ وهي كثيرة ـ([4]): قول عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: «ليس تقوى الله بصيام النَّهار ولا بقيام الليل والتَّخليط فيما بين ذلك, ولكن تقوى الله تركُ ما حرَّم الله، وأداء ما افترض الله». وعلى هذا تكون تقوى الله أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقايةً تقيه منه, ولا يتأتَّى له ذلك إلاَّ بفعل الأوامر واجتناب النَّواهي, وحقيقة ذلك كلِّه في العمل بطاعة الله إيمانًا واحتسابًا, أمرًا ونهيًا, فيفعل ما أمر الله به إيمانًا بأمره وتصديقًا بوعده, ويترك ما نهى الله عنه إيمانًا بالنَّهي وخوفًا من وعيده»([5]). وقال الحسن البصري - رحمه الله -: «المتَّقون اتَّقوا ما حرَّم الله عليهم وأدَّوا ما افترض الله عليهم»([6]). وممَّا قيل كذلك في حقيقة التَّقوى, ما قاله طلق بن حبيب - رحمه الله -: ـ لمَّا كانت فتنة ابن الأشعث ـ: «إذا وقعت الفتنة فادفعوها بالتَّقوى؛ قالوا: وما التَّقوى؟ قال: أن تعمل بطاعة الله على نورٍ من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نورٍ من الله تخاف عقاب الله»([7]). قال ابن القيِّم: «وهذا من أحسن ما قيل في حدِّ التَّقوى»([8]). وقال الحافظ الذَّهبي معلِّقًا على قول طلقٍ في التَّقوى: «أبدع وأوجز, فلا تقوى إلاَّ بعمل، ولا عمل إلاَّ بتروٍّ من العلم والاتِّباع, ولا ينفع ذلك إلاَّ بالإخلاص لله, لا ليقال فلان تاركٌ للمعاصي بنور الفقه, إذ المعاصي يفتقر اجتنابها إلى معرفتها, ويكون التَّرك خوفًا من الله, لا ليمدح بتركها؛ فمن داوم على هذه الوصيَّة فقد فاز»([9]). وقال ابن القيِّم كذلك: «فإنَّ كلَّ عملٍ لابدَّ له من مبدإ وغاية فلا يكون العمل طاعةً وقربةً حتَّى يكون مصدره عن الإيمان, فيكون الباعث عليه هو الإيمان المحض لا العادة ولا الهوى، ولا طلب المحمدة والجاه وغير ذلك, بل لابدَّ أن يكون مبدؤه محضَ الإيمان وغايتُه ثوابَ الله وابتغاء مرضاته وهو الاحتساب»([10]). ومن خلال هذا التَّعريف والبيان لحقيقة التَّقوى تظهر عظمة شأنها في حياة الإنسان وعلوُّ منزلتها عند الواحد الدَّيَّان، وأنَّها الميزان لتفاضل النَّاس كما نصَّ القرآن, ولذلك كان مقرُّها في الإنسان القلب, الَّذي هو أعظم عضوٍ في الإنسان, والَّذي عليه مدار صلاح سائر الأعضاء والأركان حيث بصلاحه يصلح الجسد كلُّه, وبفساده يفسد الجسد كلُّه كما جاء من قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «أَلاَ وَإِنَّ فيِ الجَسَدِ مُضغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِيَ القَلبُ»([11]). وأشار - صلَّى الله عليه وسلَّم - لَـمَّا تحدَّث عن التَّقوى إلى صدره ثلاث مرَّات([12]), ويؤيِّد ذلك ويؤكِّده قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج:32]. وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «إِنَّ الله لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنظُرُ إِلَى قُلُوبكُمْ وَأَعمَالِكُمْ»([13]). وإذا كان محلُّ التَّقوى القلب فإنَّه لا يطَّلع على حقيقتها إلاَّ الله تعالى الَّذي هو علاَّم الغيوب قال الله تعالى: ﴿هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ [النجم:32]. وإنَّ التَّقوى من أعظم المطالب وأكرم المكاسب, وصاحبها في أعلى المراتب, وهي ذات أهمِّيَّة عظمى في حياة العبد المؤمن. أهميتها وإنَّ ممَّا يدلُّ على أهمِّيتها ويؤيِّد القول بعظم قدرها وعموم أثرها ما يلي:
ثمارها إنَّ الله تعالى أكرم أهل التَّقوى فأسبغ عليهم ثمارًا وفضائل كثيرة وعظيمةً بسبب التَّقوى, وجعل فوائدها ومنافعها كثيرةً وعميمةً في حياتهم الدُّنيا, وكذا في الآخرة. وهذه الثِّمار كثيرة لا تحصى وغزيرة لا تستقصى, فهي أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر, فنذكر منها ما حضر على سبيل الذِّكر لا الحصر, تذكرةً لكلِّ مدَّكر ومعتبر, ونذكر من ثمرات التَّقوى ما يلي:
وإنَّما ذكرنا بعضها على سبيل المثال حتَّى يحسن بها الامتثال فيسعد صاحبها في الحال والمآل, واللهَ نسأل أن يرزقنا التَّقوى في كلِّ الأحوال ([1]) جزء من حديث العرباض بن سارية السُّلمي, رواه أبو داود (4607), والتِّرمذي (2676)، وقال: «حديث حسن صحيح». ([2]) أخرجه مسلم (1731) من حديث بريدة - رضي الله عنه -. ([3]) راجع «جامع العلوم والحكم» لابن رجب (158). ([4]) انظر «جامع العلوم والحكم» (168 ـ 171). ([5]) «الرِّسالة التَّبوكيَّة» لابن القيِّم (43). ([6]) انظر «جامع العلوم والحكم» لابن رجب (170). ([7]) أخرجه ابن المبارك في «الزُّهد» (1054), وهنَّاد بن السري في «الزُّهد» (522), وابن أبي شيبة في «المصنَّف» (11/32), وأبو نعيم في «الحلية» (3/64). ([8]) «الرِّسالة التَّبوكيَّة» (45). ([9]) «سير أعلام النُّبلاء» (4/601). ([10]) «الرِّسالة التَّبوكيَّة» (45). ([11]) «صحيح البخاري» (52) و«صحيح مسلم» (1599). ([12]) أخرجه مسلم (2564). ([13]) «صحيح مسلم» (2564). ([14]) انظر: «الضَّوء المنير على التَّفسير» (5/403)، «شفاء العليل» (ص60). ([15]) «تفسير القرطبي» (16/691), وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عبَّاس - رضي الله عنهما -: قوله تعالى: ﴿وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى﴾ بقول شهادة أن لا إله إلاَّ الله وهي رأس كلِّ تقوى. ([16]) «مفتاح دار السَّعادة» (1/82). ([17]) قال ابن القيِّم - رحمه الله -: في تفسير هذه الآية: «ضمن الله تعالى لهم بالتَّقوى ثلاثة أمور: أحدها: أعطاهم نصيبين من رحمته؛ نصيبًا في الدُّنيا, ونصيبًا في الآخرة, وقد يضاعف لهم نصيب الآخرة فيصير نصيبين. الثَّاني: أعطاهم نورًا يمشون به في الظُّلمات. الثَّالث: مغفرة ذنوبهم, وهذه غاية التَّيسير, فقد جعل الله تعالى التَّقوى سببًا لكلِّ يسر, وترك التَّقوى سببًا لكلِّ عسر» راجع «الضَّوء المنير على التَّفسير» (5/625). ([18]) لابن الفاكهاني رسالة لطيفة جمع فيها بعض أقوال المفسِّرين في هذه الآية, ووسمها بـ :«الغاية القصوى في الكلام على آية التَّقوى». الشيخ عبد الغني عويسات
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() بارك الله فيك اللهم اجعلنا من المتقين |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() جزاك الله خيرا على هته المعلومات القيمة |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() آمين وفيك بارك الله
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | ||||
|
![]() اقتباس:
واياكم اختي
بارك الله فيك على المرور الطيب |
||||
![]() |
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc