حب الدنيا رأس كل خطيئة

[أبو أنس ياسين]

حب الدنيا رأس كل خطيئة

قال سعد عبد الغفار علي حفظه الله :
والسعيد مَن وُعِظَ بغيره، والشقي مَن شَقِيَ في بطن أمّه.
بل الشقيّ: مَن اتّعظ به غيرُه، وكان عِبرةً للآخرين.
(قال الإمام ابن القيم رحمه الله في عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين):
"وحبها – أي الدنيا – رأس كل خطيئة؛ فهي أصل المفاسد ولأنها ضَرّة الآخرة، فمهما أرضيتَ هذه أغضبتَ هذه؛ كالمشرق والمغرب، مهما قَرُبتَ من أحدهما بعُدَ زمنُ الآخر وهما كقدَحَين أحدُهما مملوءٌ، فبِقَدْرِ ما يُصَبُّ في الآخر حتى يمتلئ؛ يُفرَغُ من الآخر.
قال الحسن البصري رحمه الله : ومِن علامة حب الدنيا : أن يكون دائم البِطنة، قليلَ الفِطنة، همُّه بطنُه وفرْجُه، فهو يقول في النهار: متى يدخُلُ الليلُ حتى أنام، ويقولُ في الليل: متى أصبِحُ من الليل حتى ألهُوَ وألعَبَ وأجالِسَ الناسَ في اللغو، وأسألَ عن حالِهِم !.
وخلاصة القول : أنّ قلبَ العبدِ إذا ملأه حبّ الدنيا كان في ذلك الوبال والهلاك والذلة في الدنيا والآخرة، والسعيد مَن كانت الدنيا في يده ولم تكن في قلبه، يأخذ من حلال ويضع في حلال، يعرفُ حقّ ربّه، وحقوقَ عباد الله عز وجل غيرَ مُسرِفٍ ولا مُبذِّرٍ ولا مُقَتِّرٍ، جاعلاً هذه الدنيا مزرعةً للآخرة، ودارَ ممرٍّ إليها، هو فيها سَجينٌ؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا سِجنُ المؤمن، وجنّة الكافر) رواه مسلم 2956.
اه ملخّصًا من كتابه : بادروا بالأعمال قبل حلول الآجال.