سؤال في غاية الإحراج للمدخنين

[عبد الله العربي]

لماذا يدخن بعض الناس رغم ما يملكون من مستويات علمية.أو ينتمون الى طبقات إجتماعية أو يتقلدون مناصب عليا من جهة. وإدراكهم لحقيقة التدخين المدمرة من جهة أخرى ؟لماذا؟

الكثير من الناس يسألون و يتساءلون بل يشعرون أحيانا بالحيرة والعجب عندما يلاحظون شخصيات مثقفة وناضجة أو تدعي انها فاهمة ومسيطرة على الوضع تحمل بين يديها سيجارة وتنفث الى صدرها( رئتيها) كمية هائلة من الدخان الملوث والكريه لثواني تم تدفعه عبر الأنف وكأن الله خلق الأنف مدخنة لذلك (فلو كان الأنف مدخنة فلكان الأجدر به أن يكون من الخلف مثل مدخنة السيارات حتى لا ينفث الدخان على الوجه!!! ) ومنهم من يحاول الحديث عندما يكون فمه مملوء بالدخان حيث يخرج الدخان اثناء حديثه. وما يزيد المرء حيرة وغرابة هو أن يجد من يحملون هذه السيجارة أناس ما ينبغي لهم لأي سبب من الأسباب أن يحملوها أأمة اساتذة ثانويين وجامعيين ممرضين أطباء .لأنهم يرمزون الى قوة العقل والصحة والعافية والقدوة .أما ما يزيد المرء مرارة وأسى هو أنهم قد ينصحونك بعدم التدخين لما يسببه للصحة من أضرار خطيرة تؤدي الى الموت الحتمي.والسؤال المحير هو لماذ يدخن الطبيب والمهندس وذوي الطبقات الاجتماعية والثقافية والمناصب العليا رغم معرفتهم وإدراكهم للمخاطر الجسيمة للتدخين.؟؟؟
- قبل الإجابة على هذا السوءال المحير يجدر بنا الإشارة الى مجموعة من الحقائق حول خصائص الشخصية القوية.
- الحقيقة الأولى:يجب ان نفرق بين المستوى الثقافي او الإجتماعي أو الإقتصادي للفرد وقوة شخصية الفرد.بمعني أن هذه المعايير بمفردها او مجموعها عند الفرد لاتعني بالضرورة ابدا بأن الفرد قوي الشخصية. بل هي مكملات لأسس الشخصية القوية ان وجدت
- الحقيقة الثانية:يمكن للفرد ان تكون له شخصية قوية وهو لايملك أي عنصر من العناصر المذكورة.
الحقيقة الثالثة:أن من مميزات الشخصية القوية مايلي:
- القدرة على التميز بين الخير والشر.
- القدرة على حفظ ووقاية النفس والذات من الخطر والشر.
- القدرة على اتخاذ القرار في الوقت والمكان المناسبين.
- القدرة على التكيف مع الأوضاع والظروف الصعبة.
- القدرة على تحمل المسؤولية.
- القدرة على إيجاد وتوظيف البدائل والحلول.
وبالنظر الى شخصية وهؤلاء نجد أنها تفتقد الى أكبر وأقوى أسس ومميزات الشخصية القوية، فبالرغم من قدرتهم على التمييز بين الخير والشر ،فهم غير قادرين بل عاجزين عن حماية صحتهم من الأخطار الحتمية للتدخين رغم أدراكهم ومعرفتهم بأنه ضار. وغيرقادرين تماماً أن يتخذوا قرار الإقلاع رغم الضرر المالي والصحي .فأين قوة الشخصية عند الفرد الذي يدرك علم اليقين وعين اليقين بأن التدخين يضر صحيا ومالياً وحتى دينياً واجتماعيا.ولايملك الجرأة على الإقلاع عنه؟؟ أهو تمرد على صحته؟أم هو انتقام من صحته؟ أم هو جهل أو تحدي لأحد مقاصد شريعتنا السمحاء وهي حفظ النفس وحفظ المال وحفظ الصحة؟ أم هي مصاريف مالية زائدة؟ .بل ويعارضون أحد مقاصد وأسس الشريعة السمحاء ألا وهو ضرورة حفظ النفس.والآيات القرءانية الدالة صريحة: قال تعالى(ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة...) وأية تهلكة أكثر من سرطان الرئة والبلعوم والفم.التهاب الشعبالهوائية.وسرطان الجهاز التنفسي و[قرحةالمعدة وسرطان الحنجر ة من مسقفسرطان الفم سرطان الشفاه. سرطان المرئ.سرطان القولونسرطان البنكرياس(وسرطــان الجيـب.)..الخ.وقال تعالي (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما...)وأي قتل من الموت البطيء للتدخين.

مبررات هـــــؤلاء المساكين!!!!

لو أقتربت من مسقف عفوا مثقف أو إمام أو طبيب ضحية أو مدمن على التدخين وسألته : لماذا تدخن وأنت طبيب او تدعى العقل وتعلم أن التدخين مضر للصحة وأنت ترمز الى الصحة والوقاية والعافية والقدوة لبعض الناس؟
إنه سوءال محرج جداً لمثقف أو عالم أو طبيب أو لرجل عنده كبرياء وعزة نفس مبالغ فيها.لكنه سوف يجيب وبكل ضعف وخجل وخيبة أمل .أنني أدخن فقط كذا.... من سجائر ..وعندما أشعر بالقلق والتوتر أدخن.... والذي يعمل مع هذا العباد !!!..يقلقوه..فلا بد أن يدخن....فهو يساعدني على التركيز وجلب المعلومات والقدرة عليالإنتباه والإحساس بالرخاء النفسي.. لكن الشيء الذي يجهله المدخن أن "الإمساكبالسيجارة" يخفي وراءه حالة الإحباط والضعف الحقيقيين والاستسلام والعبودية المدمرة ، ويظهر ذلك بوضوح في المراحل الأولي من ترك السيجارة ،ثم يدعى الشخص بأنه عاقل ويعرف ويتحكم في عملية التدخين حتى لاتجره الى الإدمان أو المرض فهذه مبررات أتفه من التوافه. بسبب قيمة الإنسان وكرامته. من من البشر لا يحتاج الى التركيز والفهم وضبط الإعصاب والأسترخاء ؟؟كل الناس يفتقرون الى هذه الخصائص لكن لماذا لا يدخنون؟؟
قلت إن التدخين عند هؤلاء يخفي وراء ضعف وإحباط كبيرين في جانب من جوانب الشخصية .خاصة في إدراكهم للخطر وعدم قدرتهم على اتخاذ قرار حازم تجاه صحتهم التي هي تاج فوق رؤوسهم لا يراه الا المرض. كما يعانون من إلعجز الحقيقي والواضح عن أيجاد البديل الإيجابي عوضاً عن التدخين.
هل صحيح لا توجد طريقة للتركيز والانتباه والشعور بالاسترخاء وضبط النفس الاّ التدخين؟؟ أم هؤلاء يعانون من افتقاد البصيرة؟؟
. إذن فليس قوة الشخصية أن تملك مستوى ثقافي عالٍ وأن تملك مبالغ مالية ولا أن تنتمي الى طبقة اجتماعية معينة ولا أن تتقلد مناصب عاليا ولكن قوة الشخصية ان لا تكون عبدً مطيعً لسيجارة لا ترحم مع مرور الزمن.بعد كل هذا ألا تعتقد أيه المدخن أنك تعاني من ضعف كبير في أحد اهم جوانب شخصيتك؟؟؟؟؟

أعدها الأخصائي النفسي عبد الله العربي من أدرار