ساهم في رفع معدل الفئه الثانيه) اما الفئه الثالثه فكان المعدل سالبا (-
%0.4 )... وفي مؤلفه "عولمه الفقر" يشير ميشال شوسودفسكي، استاذ الأقتصاد
السياسي في جامعة اتوا بكندا "الى ان التطبيقات على اكثر من 100 بلد مدين في
العالم الثالث وأوربا الشرقيه، حيث تفتقد هذه البلدان كل سياده اقتصاديه وكل
رقابه على سياستها الضريبيه والنقديه... والتي تطبق برنامج التصحيح الهيكلي
في عدد كبير من هذه الدول، يسهم في عولمه السياسه الأقتصاديه الكليه،
الموضوعه تحت الرقابه المباشره لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي... وبعد
ان يقدم لوحه احصائيه مشابهة تقريبا المشار اليه في برنامج الامم المتحدة
الأنمائى من ان نفوس العالم، (التي يقدر عددهم ب 6 مليارات شخص اواخر
القرن العشرين)، وان منهم خمسه مليارات في البلدان الفقيره، بينما الدول الغنيه،
بما فيم الدول النفطيه الثريه في الخليج، تعد بنحو 15 % من سكان العالم،
تتصرف بنحو 80 % من الدخل العالمي، وان 56 % من البشر يعيشون في
البلدان المساة بذوات الدخل المنخفض، وكتله من نحو ثلاث مليارات من الكائنات
البشريه تتصرف بنسبه 4,9 % من الدخل الكلي، اي اقل من الناتج الوطني
1)، اما افريقيا / الأجمالي لفرنسا ومستعمراتها في ماوراء البحار (راجع جدول 1
جنوب الصحراء بسكانها البالغ عدد 500 مليون شخص، فأنها تحصل على اقل
من 1% من الدخل العالمي، اي مايعادل نصف دخل ولاية تكساس... .
1 توزيع الدخل العالمي في عام 1993 / جدول 1
لسكان % من سكان
(مليون) العالم
الدخل المتوسط
للفرد بالدولار
الدخل الكلي
(مليار دولار)
% من الدخل
العالمي
بلدان ذوات الدخل
4,9 1166,5 379 56,0 المنخفض في العالم الثالث 3077,8
1,3 311,5 520 10,0 افريقيا جنوب الصحراء 599,0
1,5 370,3 310 21,7 جنوب شرق اسيا 1194,4
الصين 2,4 577,4 490 21,4 1178,4
24
بلدان ذوات الدخل المتوسط في العالم الثالث 12,2 2921,7 2397 22,2 1218,9
مجموع العالم الثالث* 17,1 4088,6 951 78,1 4296,7
أوربا الشرقيه، الأتحاد السوفيتي السابق 4,4 1045,5 2665 7,1 392,3
مجموع البلدان الفقيره** 21,5 5133,77 1095 85,2 4689,0
77,9 18618,9 22924 14,7 812,2 ***OCD بلدان ال
مجموع البلدان الغنيه 78,5 18758,3 23090 14,8 812,4
المجموع العالمي 100,0 23892,0 4343 100,0 5501,5
* عدا البلدان ذوات الدخل المنخفض للأتحاد السوفيتي السابق.
** مجموع كل العالم الثالث زائد اوربا الشرقيه والأتحاد السوفيتي السابق.
*** منظمة التعاون والتنميه الأقتصاديه، بأستثناء أيسلندا، المكسيك وتركيا.
وفي الولايات المتحده الأمريكيه تشير نورفينا هرتس مؤلفة كتاب "السيطره
الصامته – الصادر في فبراير 2007 ، (وقد ارتفع دخل افقر العائلات الأمريكيه
خلال السنوات العشر التي بدأت عام 1988 الى اقل من واحد في المائه، بينما
قفز الى 15 في المئه لخمس اغنى الأغنياء، وفي مدينة نيويورك، يكسب فيه
سنويا اغنى عشرين في المئه 152,350 دولار. اما اجور من هم في الحضيض
فهي متدنيه جدا، وعلى الرغم من انخفاض ارقام العمال العاطلين في تلك البلاد
فأن 11 مليون من العمال الأمريكيين العاملين، وطفلا واحدا بين كل خمسة
اطفال امريكيين هم في عداد الفقراء.
اعود الى التقرير الأول (برنامج الأمم المتحده الأنمائي)، وماأشير له في
حجم التفاوت وحجم النفقات الأستثماريه، في البلدان التي تطرق لها التقرير،
فنجد ازدياد نفقات الأستثمار الأجنبي المباشر في مختلف دول العالم، زياده كبيره
خلال العقد الأخير من القرن الماضي فقد زادت التدفقات من ( 44388 ) مليون
دولار عام 1985 الى ( 266220 ) مليون دولار الى ( 126766 ) مليون دولار
خلال الفتر نفسها، اي بنحو 12 ضعفا الى بلدان الفئه الثانيه، ومن ( 980 ) مليون
دولار الى ( 2449 ) مليون دولار الى بلدان الفئه الثالثه (ضعفين ونصف)، لكن
و دققنا في هذه الأرقام يقول د. خضر زكريا، لتبيين ، ان نصيب الفرد من
الأستثمار الأجنبي المباشر عام 1997 بلغ ( 261 ) دولارا في بلدان الفئه الأولى،
بينما كان اقل من ( 31 ) دولار في البلدان الفئه الثانيه، واقل من ( 4) دولارات في
بلدان الفئه الثالثه.
كما استطاع اغنى 225 شخص في العالم مضاعفة ثرواتهم خلال السنوات
(1- الأخيره الماضيه لتبلغ اكثر من الف مليار دولار (انظر الجدول رقم 2
(ومنهم 11 شخص من البلدان العربيه)، اي مايعادل الدخل السنوي الأفقر من
سكان العالم البالغ عددهم ( 2.5 ) مليار نسمه، وتزيد ثروة اغنى ثلاثة اشخاص
( في العالم الناتج المحلي الأجمالي، لجميع البلدان الأكثر فقرا البالغ عددها ( 48
بلدا والتي يبلغ سكانها ( 600 ) مليون نسمه، واضاف التقرير ان الدخل الفردي
في ( 80 ) بلدا من بلدان الناميه مايزال اقل مما كان عليه قبل عشر سنوات، كما
ان معظم البلدان الأفريقيه وبلدان الأتحاد السوفيتي السابق تشهد انخفاضا في
مستوى الدخل الفردي... وحالة الأنقسام المتنامي بين الأغنياء والفقراء، ترك
اعدادا متزايدا في البلدان تعيش فقر مدقع، تعيش بأقل من دولار في اليوم...
وازداد عدد الذين يعيشون في حالة فقر فعلي مايقارب ( 100 ) مليون انسان،
بالوقت الذي ازداد فيه الدخل العالمي الأجمالي من الناحيه الفعليه بمعدل 2,5
1- بالمئه سنويا. لاحظ جدول 2
والسؤال كيف تجري معالجة هذا التفاوت الهائل في ظل العولمه؟!
(1- الجدول رقم ( 16
فائقو الثراء حسب المصدر
المنظمه أو مجموعة بلدان
توزيع أغنى 225
شخص
الثروه (مليار دولار) متوسط الثروه
(مليار دولار)
منظمة التعاون الأقتصادي والتنميه
آسيا
أمريكااللاتينيه ومنطقة الكاريبي
البلدان العربيه
شرق أوروبا ورابطة البلدان المستقله
افريقيا
143
42
23
11
42
637
233
55
78
84
4.5
5.4
2.4
7.1
2.0
2.5
المجموع 4.5 1015 225
26
UNDP, Human Development Report, المصدر: 1999
الملاحظات والأستنتاجات
1. العولمه وفق المعطيات، مشروع كوني متكامل، يغطي حقول عديده
(سياسيه/اجتماعيه اقتصاديه – معلوماتيه – ثقافيه) وغيرها، حيث يجري
طرحه من قبل الدول المنقدمه (الدول الصناعي) الدول التي تتمتع بفائض
في المنتجات الزراعيه، وتسعى لتحدديد آلياتها الصناعيه، بالوقت الذي
نرى البلدان الناميه ووفق آليات الأصلاحات الأقتصاديه مكشوفه ومفتوحه
بشكل واسع للتنافس بين اقطاب الدول المتقدمه صناعيا على اسواقها
التجاريه والماليه وعلى امكانياتها وثرواتها الأقتصاديه.
2. تعبر العولمه عن طور جديد دخلته الرأسماليه العالميه مع القفزه
التكنولوجيه الهائله التي شهدتها قوى الأنتاج في العالم المتقدم تالأعتماد
على المكتشفات العلميه وثورة المعلومات، ولهذا الزخم الهائل من
International التحولات هو الذي هيأ الشروط للأنتقال من لحظه الدوليه
Globalization كنظام للعلاقات بين دول قوميه الى لحظه الكونيه
المتخطي لهذه الحدود ، ولهذا يمكن الأتفاق مع الرأي القائل بأن مفهوم
العولمه قد تبلور لتوصيف وتعيين تخوم الظاهرات الفالته من سيطرة
الوحده الكلاسيكيه "الدوله القوميه" اما بسبب طابعها التكنولوجي المحض
(نظام المعلومات والأتصالات) او بسبب تعذر انغلاقها في حدود قوميه
(اسواق المال والمبادلات).
3. العولمه وفق تعريفاتها المختلفه تعني اندماج اقتصادي دون توفر شروط
(التقدم والتخلف) الأقتصاديه والسياسيه والحظاريه، دون ان تمارس الدول
المتقدمه جهد او دور لصالح امتصاص العواقب والحالات الأقتصاديه
والسياسيه والأجتماعيه المترتبه على ذلك. بل ويساهم بشكل كبير في تآكل
الهياكل والمؤسسات المتوفره في الدول الناميه، كما يسعى بفعل التنافس
الى تطوير التناقضات الموجوده على الساحه الأقتصاديه على المستويين
الأقليمي والدولي.
4. يلاحظ الباحث، ان هناك جهدا كبيرا بذله ويبذله الكتاب والمفكرين
والباحثين العرب وغيرهم لتسليط الضوء حول ظاهرة العولمه والمخاوف
والسجالات الدائره حولها تظل، فقط ايجابيه على مستوى اطلاق النقاش من
الداخل الى الخارج ومن الخاص الى العام، للوصول الى حقائق معرفيه
والأهم هو استكمال النقاش حول الظاهره,
5. لاحظ الباحث ان نقد الظاهره "العولمه" من داخلها، هي اكثر فاعليه لادخال
الوعي في عقول الناس والجماهير "الشعوب، المجتمعات" وبخاصة من
مفكرين وباحثين وكتاب غربيين، على سبيل المثال لاالحصر... جوزيف
ستكلتز، لستر ثورو، مارينا هيرست، ميشيل شوسوديفسكى وغيرهم. وما
الأحتجاجات التي حدثت في اماكن متعدده اوربيه وأمريكيه وغيرها لخير
دلبل على عمق الأزمه التي تعيشها الرأسماليه.
6. يرى الباحث تعدد الآراء للكتاب والباحثين من خلال نقاط الألتقاء
والأختلاف التي يستنتج منها ان هنالك، اكثر من رأي بخصوص العولمه،
وعدم التوحد بشأنها افرزت وكرست مفاهيم وأجتهادات لاحصر الها.
وكرست ايضا الأختلافات والتفسيرات حول فكر العولمه والذين من وراءه.
7. لاحظ البحث، ان الأفكار التي يطرحها المعارضون او المتحمسون جديره
بالمناقشه، لكن المساعي للعولمه في اغلب الأحوال تهدف الى فتح اسواق
البلدان الناميه امام اسواق الدول المتقدمه... بصرف النظر عن الآثار،
وحتى المفاوضات على المستوى الدولي لاتعدو كونها محاولات لتوفير بنيه
تحتيه للأستثمارات الخارجيه وربط هذه البلدان بعجله الأقتصاد العالمي،
وما اسفرت عنه جولة الأورغواي، كما يشار لها التي جرت في منتصف
التسعينات خيره دلبل على ذلك.
8. يلاحظ ان بعض الباحثين لايريد ان يضع الضاهره الأقتصاديه الأجتماعيه
والسياسيه في اطارها التاريخي الصحيح منظورا اليها عبر تطورها
التاريخي من الماظي الى المستقبل عبر الحاضر الذي نعيشه ويرفض ايضا
المقارنه بين المشروع الأمبريالي في القرن التاسع عشر والعولمه الجديده
(المشروع الأمبريالي في نهاية القرن العشرين) وذلك يؤدي الى اغلاق
الباب بوجه المسالك المعرفيه الحقيقيه التي تفيد بضرورة وضع التناول
لظاهرة العولمه.
9. لوحظ ان لستر ثورو، تصدرت مؤلفه (مستقبل الأسماليه)، مقوله صينيه
تقول "نحن كسمكه كبيره سحبت من الماء، فشرعت تتقافز وتتلبط بعنف
28
بحثا عن سبيل يعيدها الى مجرى الماء. في مثل هذه الظروف لن تتساءل
السمكه مطلقا اين ستؤدي بها اللبطه التاليه، ماتدركه فقط ان وضعها
الراهن لايطاق ولابد من تجربه شئ آخر، ومن يقرأ الكتاب يلمس ان
المؤلف قلق وغير راضي في حقيقة الأمر الى الوضع الأقتصاد والمال
الأمريكي والعالمي والى قواعد اللعبه في السوق الخاصه به حاليا، وأن
الرأسماليه في حاخه الى رؤيه جديده، تنير لها المستقبل، وأن السعي
للعثور على بديل افضل، هو مايرمي اليه الكتاب.
10 . لاحظ الباحث، ان الكثير من الكتابات سواء من كتاب غربيين او عرب
وغيرهم، يشيرو الى القطبيه الواحده وماأفرزته من هيمنه نتيجه لفشل
تجارب النظام الأشتراكي في الأتحاد السوفيتي وفي بلدان اوربا الشرقيه،
الأمر الذي يؤشر الى ان الفكر الأشتراكي، كان مشروعا ولازال على
الرغم من النهايه التي قدمته تجارب الأشتراكيه في تلك البلدان، والتي
اعطت صوره مشوهه حوله
الأستنتاجات
تدفع العولمه للأستنتاج بأن تكون نظرتنا الى اقتصاديات العالم نظره
واحده، كما تدفع للأستنتاج بأن البلدان الناميه تجني منافع متساويه بقدر المنافع
التي تحققها البلدان المتقدمه، وهذا الأستنتاج على ماأعتقد يتعارض ويتناقض مع
الفرضيات والوقائع المطروحه في هذا البحث وفق معطيات البرنامج الأنمائي او
البحوث التي تناولت المداخيل وحصة الفرد من الناتج الأجمالي وأشارت الى
حجم الفوارق الهائله في التعاون الأقتصادي.
العولمه تعني فتح الأسواق وترك الأمور للسوق دون محددات وفي الوقت
نفسه تضع العولمه من خلال صندوق النقد الدولي والبنك الدولي محددات
شرطيه لتعديل الهياكل والتثبيت الأقتصادي لصالح قطاع دون آخر، فأنما يعني
من ان العولمه لايهمها النظره الى مداخيل الناس... ولكن هذه الفرضيه بحد
ذاتها وحدها محط تسائل فكيف يمكن ان نضع العولمه على الأقل وتصحيح
مضمونها في سياق تعقد العلاقات الدوليه وتعقد وتشابك وأندماج الحياة الدوليه
وفق منظور حجم التبادل التجاري بين البلدان الناميه والبلدان المتقدمه.
وأذا كانت اهداف العولمه، تشكيل وبناء عالم جديد، يكون للشركات
العملاقه العابره للقارات، حق اتخاذ القرار وأملاء شروطها وفق شروط
المنظمات الماليه الدولبه المذكوره، فأن ذلك يعمق حالة التبادل غير المتكافئ بين
البلدان المتقدمه والبلدان الناميهلاريب ان العولمه وبالصوره التي يطرحها الكثير من المفكرين والباحثين
العرب وغيرهم، المتفقين والمختلفين منهم، فأنها تؤدي الى استنتاج مفرط
بالتناقض بين ماتهدف اليه العولمه وبين فرضياتها وواقع الحياة الذي تعيشه
شعوب البلدان الناميه بحيث يصبح من الصعب تبسيط العمليه، وطرحها وكأنها
فقط حلول لواقع مرير تعيشه البلدان الناميه... فأذا كانت العولمه وفق مواصفات
التي طرحت فيه في البلدان المتقدمه، ونهجها الهدف الى تعزيز وتوسيع البون
الشاسع بين مداخيل شعوب تلك البلدان (ومن هنا تأتي مصادر الأحتجاجات
الواسعه التي اتخذت طابع مسيرات ومسارات امميه ودوليه) تلاحق اجتماعات
أين ماحلت، فكيف يجري معالجة الأمور في البلدان “G رؤوساء الدول الكبا” 7
الناميه.
ان معالجة العولمه للمظاهر المتخلفه في البلدان الناميه وتطويرها
لأغراضها الخاصه وتلبية حاجات خاصه للدوائر والمنظمات الماليه العملاقه،
فليس ممكنا في ظل هكذا حاله للبلدان الناميه، مالم تجري عمليه اعادة النظر
بتأثيراتهاالأقتصاديه على واقع شعوب هذه البلدان.
الخلاصه
ان التوجهات الأقتصاديه والأصلاحات القائمه حاليا في البلدان الناميه
والبلدان العربيه ضمنها وفق محددات مؤسسات ومنظمات النقد الدوليه لصندوق
النقد الدولي والبنك الدولي وشروطها والتكتلات الدوليه التي تعمل وفق هيمنة
الدول المتقدمه وسياسه حريه التجاره والسوق الحره المفتوح لمنتجات الدول
الغنيه، سوف لاتنمي السوق الوطنيه وانما تعمل على اعاقة نموه الفعلي وتؤثر
بشكل كبير في زيادة الفوارق الأجتماعيه.
(يمكن مراجعة الملاحضات حول بحث الاصلاحات الاقتصادية).
كما ان التركيبه الأقتصاديه الأجتماعيه القائمه في البلدان الناميه والقائمين
عليها من فئات طفيليه، التي اعتاشت على حساب الفائض الأقتصادي واصبح من
الصعوبه اعادة هيكلتها بما يتناسب وخلق برجوازيه وطنيه قادره ان تنمي الأنتاج
الوطني قادره على سن قوانين لصالح الطبقات المسحوقه وتحديدا العمال، بحيث
تخلق نوع من العداله الأجتماعيه في توزيع الثروه الوطنيه، بل ان التجارب
قدمت العكس، اذ انها ادت الى زيادة ثراء هذه الشرائح (الطفيليه) والى مضاعفة
حالات الفساد، ومضاعفة المصاعب وآلام للقطاعات الشعبيه ومحو الطبقات
الوسطى، وهذا مانلاحظ في عموم البلدان الناميه والبلدان العربيه منها"وتوجهات
30
السياسه الأقتصاديه العراقيه الحاليه جزء من هذه التوجهات الدوليه وحالة الفساد
المالي والأداري البشريه خير دليل"
ولاشك ان تحرير الأسواق الماليه وازالة القيود عن حركة رأس المال
المحلي والأجنبي بغياب نظام كفء للمراقبه الماليه، يؤدي الى هروب رأس
المال وحدوث تقلبات حاده في اسواق الصرف الأجنبي وتعرض العملات المحليه
الى الضغوط من شأنها تضعف الثقه بالعملات المحليه، ومما يزيد هذه المشكله،
لجوء القطاع الخاص الى زيادة الأقراض من الخارج وبصوره كبيره وزيادة
المضاربات في اسواق البورصه الدوليه، وعدم قدرة السلطات المحليه على هذه
النشاطات، بل ان تأثيرات العوامل الخارجيه اقوى من السلطات النقديه المحليه،
الأمر الذي يدفع ببروز نتائج خطيره ومدمره على الأقتصاد الوطني، بأنتقال
الأصول المحليه للخارج، واعتقد ان تجربة النمور الأربعه الآسيويه، التي
تعرضت اموالها، بسبب هروب الأموال الى الخارج عام 1997 على نطاق
واسع وانخفاض قيمه عملاتها المحليه بصوره حاده... مما ادى زيادة حجم
البطاله وتفشي الفساد الأداري وتدني الأجور وأنتهاك حقوق الأنسان، كما ان
تدفق رؤوس الأموال الأجنبيه على نطاق واسع، يؤدي بدوره الى ارتفاع قيمة
العملات المحلبه الى مستويات اعلى من قيمتها الحقيقيه، ويؤدي الى انخفاض
الأجور ويجعل البلدان عرضه للصدمات الخارجيه ويضعف قدرتها على التكيف
لمظاهر الظروف الجديده.
ويلاحظ ان العولمه ومن ورائها الدول المتقدمه وفي مقدمتها الولايات
المتحده الأمريكيه وبلدان اوربا الغربيه واليابان وظفت العديد من الآليات
السياسيه والأقتصاديه والعسكريه والمعلوماتيه لأاحداث تأثيرات في البلدان
الناميه، فالآليه الأقتصاديه التي جرى الحديث عنها ورغم طابعها الأقتصادي
(الذي حرصنا على التركيز عليه). آلا ان هنالك العديد من الأنعكاسات السياسيه،
تتمظهر بمواقف وابعاد اقتصاديه، بحيث يصعب تحليلها بفعل التشابك والتداخل
والتعقيد فيما بينها، ولذلك فأن اطار العولمه الأقتصاديه التي تنشرها الدول
المتقدمه على الصعيد العالمي تضم في داخلها اثار وأبعاد سياسيه. ويسجل
البحث ان موضوع العولمه يبقى مفتوحا لاجتهادات وتحليلات كثيره