السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد:
قد توالت و تعاقبت سلسلة من الشهادات في حق الأحبة ّالذين عرفت أولئك الرجال الذين تضرب لهم أكباد الإبل، و اليوم شهادتي السادسة و هي لأخي يوسف السلطان 24
صرح المــحبّة ثابــــت الأركان ----- شامخ الأسوار على أرض الإيمـــان
و أرواح أبحرت خلــف الأثـــر ----- لتعانق الموّدة و إن تخلّفت الأبــــدان
و نسائم الحب للقلوب هـــــزّت ----- فتحركت لتلاقي لا تبصره العينـــان
و أنفس بما تهواه نراها تعلقـت ----- و تعلق الزكيّة منها خالصا للرحمـان
و نفسي يا أخوتي لخليل مـالت ----- أحببته لجهة الله حبا بلا كـدر الأدران
هو المقدام لساح الوغى باسمـا ----- نعدّه ذخرا إذا علا القلــــــــــمُ السّنان
فإذا قيل سموا لفخــــرٍ رجالكم ----- فاسمه لقومنا شمس عظيمة اللّمـــعان
تراه لقدر الصغير لعلمٍ حافظـا ----- و عن قدر الكبير لا يتخلّف له لــسان
هو الكريم عن قرب خبرتــــه ----- يجود كريح مرسل بغالـــــي الأثمـان
ردود بعين الحكمة خاطهــــــا ----- فخرجت دررا من بحر كثير المرجان
شابهت ورودا في جنّة نشرت ----- حفّت بالياقوت و الجواهر الحســـــان
كلماته لسرّ البلاغة قد حـــوت ----- و لسرّ الفصاحة مسبوكة قوية البيـان
قلمه لا ندّ له إذا القوم أجمعوا ----- للقرطاس فهو للبحر قاصد بلا هوان
لله دره فقـــد خضع الكلام لـه ----- فستوى عنده السفر و كلِم النقصـــــان
سلطان بيان وزير قلــــــوب ----- فبالله عليكم مـــن قد جُمع له الأمران
من رام مدحه لتفصيلٍ قصر ----- و الإجمال لقــدره لا تفكّه لي يـــدان
أيـحاط بفارس صيته عــلا ----- صنع مجده بقوّة فقــــــــــارع الأقران
فلا لوم علي بعد إذا أحببتـه ----- حبا غرسته قلبي فكان ثمــــر دانـــي
شهدت بحبل السنّة متمسكــا ----- و أظهار الحب سنّة سيّد ولد عدنـان
و ختم ما نظم لكريم مادحــا ----- رجاء ستر من الله الواحد المّنــــــان
لي و لــه عزيز قلب مفتخرا ----- و قد تمّ فخري بيوسف السلـــــطان
كتبه صالح القسنطيني ضحى يوم الإثنين 05 أكتوبر 2009